مُنحت لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله جائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات للشخصيات الداعمة للمكتبات والنشاط الثقافي العربي، وذلك لما قدمه من دعم ورعاية مباشرة للمشاريع الثقافية والمعرفية والمعلوماتية المتنوعة والمتمثلة في رعاية المكتبات وإصدار الموسوعات والأعمال المعرفية وإقامة المشاريع الببليوجرافية القومية والملتقيات والمهرجانات الثقافية ومشاريع الترجمة . أوضح ذلك معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فيصل بن عبدالرحمن بن معمر,مبينا أن منح خادم الحرمين الشريفين جائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (اعلم) جاء تقديرًا لجهوده, رعاه الله الثقافية والفكرية والتعليمية والعمرانية، ومناداته للحوار وترسيخ مبادىء الوسطية والاعتدال والتسامح.. ولما يتمتع به, من نظرة ثاقبة ورؤية استشرافية سديدة وامتلاكه روح المبادرة الإيجابية التي تمثلت في إنشائه ورعايته لعدد من المشاريع الثقافية والتنموية. وأكد أن حصول خادم الحرمين الشريفين على هذه الجائزة العربية الدولية يعكس ما يتمتع به من مكانة سامية في المحافل الدولية تقديرًا لجهوده الخلاقة وقيامه بمشاريع ثقافية وتنموية غير مسبوقة تنم عن بعد نظر ورؤية ثاقبة, وفي الوقت نفسه تشكِّل حلقة من عقد التكريم الذي يحظى به و يمثل وسامًا على صدور أبناء المملكة العربية السعودية لما تعكسه هذه الجوائز من مكانة دولية رفيعة للملك المفدى رعاه الله . ونوه بن معمر بما يوليه الملك عبدالله بن عبدالعزيز ضمن مسئولياته من الاستثمار في الإنسان ويضعه في جوهر كل السياسات والخطط والبرامج التي تشغل فكره في إطار جهوده الإنمائية الواسعة في التحديث والتطوير, وبناء الإنسان, والمجتمع الذي يرفع كرامته والبيئة التي تخدمه ، وكذلك جهوده أيده الله لتيسير كل الإمكانات في برامج كبيرة تحقق نظرته إلى رسالة الثقافة ومهامها وتوضح الشمول والكثافة في النشاطات الحضارية؛ حيث يرى ضرورة إعطاء الثقافة والمعرفة الاهتمام الذي يليق بهما والرعاية التي يستحقانها، واستمرار دعمهما بكل السبل . وثمن اهتمام خادم الحرمين الشريفين بدور العلم والمكتبات ومصادر المعرفة إيمانًا منه بأن المعرفة هي أساس كل تقدم للأمم.. وأن العلماء والمفكرين هم الذين يصنعون للأمة هويتها وحضارتها؛ وعُرف عنه دعم ومساندة كل جهد علمي وثقافي، واحتفاءه بالعلماء والمفكرين وأرباب القلم، لذلك بادر إلى إنشاء مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض؛ كما بادر إلى إنشاء مؤسسة الملك عبدالعزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالمغرب الشقيق, اللتين ينفق على جميع فعالياتهما الثقافية بسخاء؛ لذلك نجد أن هاتين المؤسستين وقد حققتا نجاحات كبيرة ، وكان لهما تأثيرهما البالغ في إثراء الحركة العلمية والثقافية في الوطن العربي . وأوضح معاليه أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, قد رأى في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض, أنموذجًا لاستمرار سلسلة التنمية في المملكة العربية السعودية التي بدأت منذ توحيد الملك عبدالعزيز, طيَّب الله ثراه, لها, واستكمالاً للتوجه الخّير لقادة هذه البلاد بإعطاء العلم الاهتمام الذي يليق به والرعاية التي يستحقها، واستمرارًا لدعم السبل الكفيلة لتشجيع الثقافة والمعرفة والإبداع. وقال // اختط الملك المفدى للشأن الثقافي أسلوبًا عميقًا غير معتاد لنشر الثقافة الوسطية والاعتدال والتسامح والحوار من خلال عدد من المشروعات الثقافية المحلية والعربية والعالمية، مثل: جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة؛ وبرامج مكتبة الملك عبدالعزيز في حوار الحضارات.. بالإضافة إلى عدد من المشاريع الثقافية طويلة المدى, مثل: الفهرس العربي الموحد؛ المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب؛ وموسوعة المملكة العربية السعودية؛ ونادي كتاب الطفل؛ ونادي الكتاب.. هذه المشاريع والبرامج الثقافية التنموية التي تأتي امتدادًا للأيدي الخيّرة التي عُرف بها , حفظه الله, في كل المجالات ولاسيما في المجال الثقافي والحضاري، وهي إضافة لأعماله الجليلة في تنمية ورعاية منابع المعرفة والثقافة في المملكة والوطن العربي وروافد الإبداع والتأليف//. وأضاف // واستمرارًا للدعم الثقافي لخادم الحرمين الشريفين, فقد وجه حفظه الله بإنشاء فرع لمكتبة الملك عبد العزيز العامة بالصين في جامعة بكين، التي تعد من أعرق الجامعات الصينية, لتكون جسرًا للتواصل وتعزيزه بين الحضارة العربية والإنسانية عبر الصين؛ ما يجعلنا نفخر أن نرى في بلادنا مثل هذه المؤسسات الثقافية وتعددها، وامتداد تأثيرها إلى خارج المملكة بل وخارج الوطن العربي، وبذلك تسهم في تكوين مناخ طيب للإبداع والبحث والدراسة ، وتشجيع الفكر والكتاب، وتوفر مصادر العلوم والمعرفة لطلاب العلم ومحبيه, من ناحية ونشر قيم الحوار والتعارف والتواصل في العالم .. تجدر الإشارة إلى أن حفل تسليم الجائزة التقديرية سيكون يوم العاشر من ديسمبر الجاري، ضمن فعاليات المؤتمر العشرين للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات “أعلم” والذي ينظم بالتعاون مع وزارة الثقافة المغربية ومؤسسة الملك عبدالعزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية في مدينة الدارالبيضاء.