عجباً لما نرى ونسمع أن يفتخر ويفاخر بعض الرجال والشباب ببعض التغيرات التي يقومون بها في استخدام بعض (الأصبغة النسائية) أو تركيب العدسات لتغيير أشكالهم واضفاء بعض الجمال على حد فهمهم وان هذه العدسات تخرج في استخدامها عن العدسات الشفافة الخاصة بدرجات قصر النظر وكنا نأمل أن يتوقف هذا الأمر عند العدسات. ولكن اصبح التطور العكسي متلاحقاً وتلفظه الرجولة في أدنى درجاتها لأننا تعلمنا من صغر سننا ان نفتخر برجولتنا وخشونتنا ولكن بعض أهل زماننا أصبح يفتخر بالنعومة والتأنث والتشبه بالنساء وعلى سبيل الذكر أصبح البعض يقوم (برسم حاجبيه بالوشم وزراعة الرموش، وحلق شاربه والقضاء على اللحية بشكل مبرم) واصبحت صنفرة الوجه وتنعيمه بشكل لافت ومن خلال هذه الزاوية أود سرد قصة قصيرة ولكن مؤثرة حقيقة على نفسي وقد كنت أظن في صديق لي أنه مازال سوي العقل والتصرف لأنه يبلغ من العمر قرابة (70 عاماً) وكان صديقنا السابق رأساً للحكمة اذا عددنا حكماء عصرنا وفي يوم من الأيام طلع علينا صديقنا بثوب جديد له (تطريزات) مزخرفة بالألوان الزاهية وقد حلق شنبه واخذ لحيته بالكامل التي كانت بعيدة عن يد الحلاق وإذا بصديقنا بدا وجهه ناعماً أملساً وقد اسودت حاجباه وطالت رموشه وقد سألت من كان صديقنا عن سر هذا التحول بشخصه وكان الجواب (مجاراة العصر). وما أود التعليق عليه هل وصلنا لهذه الدرجة وما دام ان البعض قد فعل شباباً وشيوخاً أتساءل في استغراب شديد كيف هؤلاء يستطيعون تربية أبنائهم وأحفادهم وهل الحفيد أصبح يفرق بين (جده وجدته) واذا فرق الحفيد بين الاثنين هل يجدد الثقة بجده أم بجدته؟ وما أود طرحه للاخوة الأعزاء من القراء والكُتاب الأفاضل تفعيل التصدي لهذه الظاهرة ومعالجتها من خلال المقالات الصحفية والأدبية بما يعود بالخير على المجتمع والحد من هذه الظواهر السلبية والتي كثيراً ما نشاهدها في حياتنا العامة سواء المناسبات العامة أو الأسواق أو المنتزهات وان الكتابة عن هذا الأمر انطلاق للمحافظة على قيمنا وأخلاقنا وسلوكياتنا التي نفتخر بها. سائلاً الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى إنه سميع مجيب الدعاء