في مشهد تمازجت فيه الفوارق الزمنية والمهنية، وفي صناعة للألفة والتقارب مابين ضيوف الرحمن ومقدمي خدمات الحج، قام رئيس مكتب الخدمة الميدانية (35) بمؤسسة جنوب آسيا المطوف سمير سقاط، باستضافة نحو 50 حاجة من ضيفات الرحمن بمنزله وإقامة مأدبة عشاء لهم وللترحيب بوصولهم لمكةالمكرمة، حيث استقبلت ضيفات الرحمن عائلة المطوف سقاط من شقيقاته وزوجته وبناته واحفاده، في لوحة تجسدت فيها معاني اللحمة الاجتماعية قبل التنظيمية المهنية، “الندوة” تواجدت بالحفل والتقت بأكبر حاجة من دولة الهند من منطقة يوبي، والتي تبلغ من العمر 90 عاما وقدمت لأداء مناسك الحج، حيث قامت بالترجمة الفورية المطوفة صباح ملا، والتي اخبرتنا بأن الحاجة قدمت مع ابنتها البالغة من العمر 73 عاما وزوجها، وأن الحاجة المسنة نور جهان حسن، لأول مرة تقدم إلى المملكة العربية السعودية، وأنها قبل 20 عاما أرادت أداء فريضة الحج غير أن ظروفها المادية كانت تشكل عائقا لها، وبعد أن تمكنت خلال 20 عاما من جمع مايقارب 10 آلاف دولار، قررت أداء مناسك الحج. واضافت ابنة الحاجة نور، بدأت دموع والدتي المسنة بالانهمار بمجرد ما أن أخبرناها بأننا على مشارف الدخول لمكةالمكرمة، وتوقفت دموعها بمجرد رؤية الكعبة المشرفة، بدأت تلهج بالدعاء بأن ييسر الله لها أداء الحج ويتقبل منها، وحول الصعوبات التي واجهتها في القدوم إلى مكة، أكدت الحاجة نور جهان، بأن السفر كان ميسرا، وبحمد الله تم نقلهم بيسر إلى الحافلات في مطار الملك عبدالعزيز ومنه إلى مكةالمكرمة. ومن جانبه أكد المطوف سمير سقاط، في السابق كانوا أهالي مكةالمكرمة يستقبلون الحجاج في منازلهم طوال فترة الحج في نسيج اجتماعي راقي، وأن إقامة الحاج بمنزل المطوف كان لها اثر بالغ في تبادل الثقافات، وبناء جسور العلاقة الإنسانية مابين ضيوف الرحمن والمطوفين، وحاولت في هذا اليوم أن أشعر ضيفات الرحمن بأنهن بين أهلهن وذويهن، وأن المطوف وأهله في خدمتهن، وأن هذه الاستضافة بمنزلي بمثابة إكرام للضيف.