العرض الذي قدمته إسرائيل باجراء محادثات مباشرة مع الفلسطينيين ليس أكثر من مراوغة وخداع إذ إنه يأتي استباقاً لزيارة مبعوثي اللجنة الرباعية يوم غد للمنطقة. فإسرائيل تريد خداع الرباعية من أنها على استعداد دائم على التفاوض ، ولكن في الوقت نفسه الذي أعلنت فيه إسرائيل عرضها للتفاوض وافقت على بناء حي استيطاني جديد يضم أربعين منزلاً ومزرعة قرب بيت لحم في الضفة الغربية ، فكيف لإسرائيل أن تقدم على هذه الخطوة الاستفزازية وتزعم أنها تقدم عرضاً للتفاوض .. فإذا كان الجمود الذي ينتاب المفاوضات هو بسبب الاستيطان فكيف لهذه المفاوضات أن تستأنف في ظل خطط استيطانية جديدة. لقد كان تقرير السيناتور السابق ميتشيل واضحاً أن الاستيطان هو السبب الرئيسي للتوتر .. ورغم أن الإدارة الأمريكية تجاهلت ذلك التقرير الا أن نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن كان له موقف واضح من الاستيطان عندما زار إسرائيل .. وأرسل رسالة واضحة بضرورة وقف الاستيطان ولكن الموقف الأمريكي تغير فيما بعد إلى مهادنة إسرائيل وتجاهل مضيها المتسارع في الخطط الاستيطانية. الشاهد أنه لا مفاوضات مع الاستفزاز الإسرائيلي وعلى المجتمع الدولي والدول المؤثرة فيه على وجه الخصوص القيام بدورهم من أجل اجبار إسرائيل على احترام مشاعر السلام.