الشمال يودع الضلعان.. عاش واصلاً ومات معزياً

بجمع غفير في جامع ياسين بعرعر وقصيدة "مبكية"

فقدت منطقة الحدود الشمالية، مساء أمس الخميس، أحد رجالاتها الأوفياء الذين عرفوا بالكرم والمروءة ووصل البعيد فضلاً عن القريب.
وأدى المواطنون صلاة الجنازة على الشيخ رشيد بن عبدالمحسن الضلعان، وابن عمه شبيلي بن الأسمر الضلعان بعد صلاة جمعة اليوم بجامع الشيخ ياسين بمدينة عرعر، ووري جثمانهما الثرى بمقبرة عرعر.
دائم الوصل
الشيخ رشيد الضلعان الصقري العنزي أحد مشائخ قبيلة الصقر من عنزة العزيزة، عُرف بطبائع وسجايا نادرة، شهد له الكثير بوصله ولعل خير شاهد لذلك أنه توفي عقب عودته من أداء واجب العزاء بمحافظة “العويقيلة” بمنطقة الحدود الشمالية.
تلقى محبوه خبر وفاته بالدعوات له بالمغفرة كاشفين عن خبايا سجاياه الحميدة وأعماله الخيرة، والتي كان آخرها بنائه لمسجد كبير بمدينة عرعر، وعزمه على إقامة جمعية خيرية.
رثاء بمنصات التواصل الاجتماعي
وأثنا عليه كثير من المغردين عبر موقع التواصل الاجتماعي”تويتر” معبرين عن حزنهم الشديد على فراقه راضين بقضاء الله وقدره.
وقال الإعلامي طارق قمقوم :”رحمه الله..عرفته رجلاً فاضلاً يجمع أبناء حارته وعمومته، الابتسامة لا تُفارق محياه، سيفقدك مسجدنا وستفقدك حارتنا”.
وأضاف “منذ 6 سنوات وأنا أسكن حارتي، واللهِ لم أجدها حزينةً وكئيبةً كهذه الليلة، اللهم ارحم عبدك ‫رشيد الضلعان واغفر له واجمعنا به في جنتك يارب”.
وتابع عايد العنزي “الله يرحمك أبا محسن كان آخر اتصال معي، يرغب إنشاء جمعيه خيريه متخصصه بعرعر”.
وأوضح الإعلامي خضر العنزي قائلاً “الشيخ رشيد الضلعان رحمه الله تكفل بالعديد من الأسر السورية التي شردتها الحرب، غفر الله لك يا أبا محسن وأسكنك فسيح جنانه”.
أمّا محمد المجلاد قال “‫رشيد الضلعان -رحمه الله- من أهل الخير نحسبه والله حسيبه، فاللهم جازه بالحسنات إحساناً وبالسيئات الصفح والتجاوز والغفران”.
قصيدة معبرة
وعبّر المهندس مطلق الأسمر الشراري عن حزنه على فراق الشيخ الضلعان بأبيات حزينة قال فيها :
لا واالله ألا راح شيخ الرجاجيل..
اللي على إخوانه يبدي صديقه ..
شيخ الأدب شيخ الكرم وافي الكيل ..
شيخ المراجل والوجيه الطليقه ..
عذب النبا عقب الرجال الحلاحيل ..
أهل المبادي والعهود الوثيقه ..
يا رشيد من وقع الخبر مابي الحيل ..
دمعي على خدي وقلبي حريقه ..
حقيقة فراقك بكل التفاصيل ..
أحس ماهي يابومحسن حقيقه ..
الله يبيحك يا عذي التعاليل ..
جعلك بجنات النعيم الوريقه..
والمسجد اللي به صلاه وتهاليل ..
اللي على درب العباده طريقه..
جعله شفيعاً لك ويرجح لك الكيل ..
ويصير لك يا رشيد عن كل ضيقه.
وقال الشاعر الكبير سعد المطلق العنزي،
اليوم هذا نزف جرح وتناهيد
وسحابة الفرقا تحط وتشيلي
ماهو نهار اللي فقدنا به رشيد
واللي فقدنا به عضيده شبيلي.