لم تكن بداية نادي النصر- حامل لقب الدوري السعودي الموسم الماضي- هادئة هذا العام, بعد أن اصطدمت إدارة النادي بثلاث قضايا في أسبوع واحد, ابتداء من اعتراضها على قرارات الحكم فهد المرداسي خلال مواجهة فريقها للشباب في نهائي كأس السوبر, ومرورًا بتصريحات رئيسها تجاه إيقاف لجنة الانضباط قائد الفريق حسين عبدالغني على خلفيّة رشقه بالماء لمنافسه عبدالملك الخيبري في ذات المباراة, وانتهاء باستنكار صمت الحكم صالح الهذلول عن خشونة لاعبي نجران في اللقاء الذي جرى بين الناديين مساء أمس. القضية الأولى تتمثل في فقدان النصر لكأس السوبر, التي أرجعتها الإدارة إلى أخطاء تحكيمية ارتكبها الحكم الدولي السعودي فهد المرداسي, ومنذ أن أطلق الحكم صافرة النهاية بدأت الإدارة بكتابة بيانها الأول ضد التحكيم, لتضع بذلك أول حكم ضمن قائمة الحظر, وتطالب بعدم إسناد أي مواجهة يكون النصر طرفاً فيها للمرداسي, وأخذ البيان جدلاً كبيراً, بعد أن كشف رئيس لجنة الحكام عمر المهنا في حديث إذاعي عن أن ما تقوله الإدارات عن الحكام هو شأن يخصها, واللجنة لن تسير وفق ما تريد الأندية بل وفق ما تراه اللجنة مناسبًا. بعد مواجهة السوبر بأيام, ظهرت القضية الثانية بإصدار لجنة الانضباط قراراً بإيقاف قائد فريق النصر حسين عبدالغني على خلفية دخوله في مشادة كلاميّة مع لاعب الشباب عبدالملك الخيبري, رشق خلالها عبدالغني منافسه بالماء, وهو ما اعتبرته اللجنة سوء سلوك, لكن هذا القرار لم تنظر إليه الإدارة النصراوية بذات الكيفيّة, بل اعتبرته قرارًا انتقائيًا يهدف إلى عرقلة مسيرة فريقها نحو الانتصارات, ليخرج رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي في برنامج تلفزيوني ويصف قرار اللجنة بأنه دخول في النوايا بعد أن أوضح اللاعب المتضرر (الخيبري) بأن ما جرى كان مزحة بينه وبين عبدالغني, وأشار رئيس النادي إلى أن اللجنة غضت الطرف عن الصفعة التي وجهها الشبابي أحمد عطيف للاعبها محمد السهلاوي. ورغم فوز النصر على نظيره نجران بأربعة أهداف مقابل هدف في المواجهة التي جمعت بينهما مساء أمس ضمن الجولة الأولى من منافسات دوري جميل, إلا أن القضية الثالثة انكشفت عبر تصريح رئيس النادي بعد المواجهة, واصفاً بعض قرارات الحكم صالح الهذلول بالأخطاء التقديرية التي تهدد سلامة اللاعبين. وقد تعرض النصر إلى خسارة النقاط, وهو ما وصفه بعض النقاد الرياضيين بالتصريح الاستباقي الذي يسعى من خلاله رئيس النادي العاصمي إلى إيصال رسالة لكافة الحكام بأن الفوز لن ينسينا أي خطأ يرتكب ضدنا في المستقبل. القضايا الثلاث لم تُخرج إدارة نادي النصر فحسب عن المستطيل الأخضر, وإنما امتدت كذلك لجماهير النادي الذين حوّلوا حساباتهم عبر تويتر لمنابر إعلاميّة تسعى إلى الدفاع عن ناديها, والمطالبة بإنصافه- على حد وصفهم-, وتمخّض عن ذلك إطلاقهم لوسم (متحدٍ لا تكلمني) على غرار وسم الموسم الماضي (متصدر لا تكلمني), كإشارة إلى أن النصر في هذا الموسم لن يواجه الفرق المنافسة فحسب, وإنما سيواجه لجان اتحاد الكرة بأكملها.
