توقع الجميع أن تكون البداية الرسمية للموسم الرياضي الجديد، الذي انطلق يوم الخميس قبل الماضي، بمباراة السوبر بين النصر والشباب، مختلفة كليا عما كان عليه الموسم الماضي، لا سيما فيما يتعلق بالجانب التحكيمي الذي بات مثار جدل واسع في الوسط الرياضي.. ولكن مع الأسف جاءت البداية التحكيمية مترهلة، بل أسوأ مما كان يعتقد ويتوقع أكثر المتشائمين في ظل التجني الفاضح الواضح على النصر، من قِبل الحكم فهد المرداسي، الذي كال بمكيالين -كما هي عادته- في عدد من المباريات التي يُديرها للنصر.. وأنا هنا لست بصدد الدخول في النوايا والتشكيك في الذمم، فهذا ليس ديدني كما هو ديدن البعض، ولكن ما قام به المرداسي أقل ما يقال عنه أنه مهزلة تحكيمية، أسقط من خلالها النصر بقراراته الجائرة، وأهدى البطولة للشباب، الذي لن أقلل من قيمته ومكانته كفريق كبير وعريق ويملك القدرة على حسم أي بطولة دون دعم لوجستي من الحكام.. وإذا كان المرداسي أخطأ بحق النصر وحرمه من حق مشروع، فإن الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجنة الحكام أجحفا بحق النصر، عندما أسندا مباراة السوبر التي يعني الفوز بها بطولة، للمرداسي دون التفكير في أهميتها، خصوصا وأنها تعد بمثابة مؤشر سواء كان إيجابيا أو سلبيا على منافسات الموسم.. وقبل أن يندمل الجرح الذي سببه الحكم المرداسي في السوبر، خرجت علينا لجنة الانضباط بقرار تعسفي وغير قابل للاستئناف عندما عاقبت قائد العالمي حسين عبدالغني بالإيقاف مباراتين مع غرامة 10 آلاف ريال، رغم أن الحادثة وصفها لاعبا الشباب الأسطا والخيبري أنها من باب "المزاح" في الوقت الذي تغاضت فيه اللجنة عن معاقبة قائد الشباب احمد عطيف الذي وجه صفعة للمهاجم الخلوق محمد السهلاوي أثناء سير المباراة دون وجه حق.. وإذا كانت عودة النصر للواجهة عبر الباب الكبير في الموسم الفائت، أسعدت السواد الأعظم، فإنها في الوقت ذاته أقلقت مضاجع البعض وجعلت الأبواق الفارغة تُصوّب سهامها المسمومة في كل الاتجاهات والتي كانت تحوي في طياتها تهديدا ووعيدا وتهكما وسخرية واستهزاء واستخفافا بلجنتي الحكام والانضباط، التي يبدو أنهما رفعتا الراية البيضاء أمام ذلك الطوفان، ورضختا للأمر الواقع، الذي أجبرهما على الانزلاق في نفق مظلم، وبالتالي الوقوع في الخطأ الذي كان ضحيته النصر.. ورسالتي لاتحاد القدم برمته، ولجنتي الحكام والانضباط على وجه الخصوص، أن من يعتقد أن جدار النصر قصير فهو واهم، فإدارة النادي التي أنفقت أكثر من 200 مليون ريال لإعداد فريقها البطل للموسم الحالي، لن تقف موقف المتفرج وستدافع عن حقوق ناديها بكل الوسائل المشروعة؛ لوقف العبث الذي سيدمر رياضتنا ويقود كرة القدم تحديدا للهاوية.