أكرموهم قبل استشهادهم

خلف كل أمر تستحدثه لنا الأقدار نجد رسائل خفية , تصلنا تلك الرسائل في لحظة الغفلة عن أهميتها لنصحو مجدداً . ما كان خلف استشهاد رجال الأمن في الجريمة الأخيرة بجنوب المملكة آمر مؤسف جداً , فنحن حين نفقد شخصاً لا فضل له علينا نحزن على فقدانه بحس الإنسانية فيّنا , فما حالنا حين نفقد رجالاً أبطال ودعوا صغارهم صائمين ليقفوا على حدود هذا البلد يراعوا حرمته ويحفظوا سكينته ويحققوا لنا العيش الآمن ! . بالتأكيد نحن ممتنون لهم أحياءً وأموات على كل لحظة ضحوا بها من حياتهم لحفظ هذا البلد من أعمال الذين لا يحترمون الانسانية ولا ينتمون لها .
إن من أهم الرسائل التي خلفها هذا الحدث هو أننا -كشعب واحد- استشعرنا النعمة التي نعيش فيها كل يوم، استشعرنا نعمة أن نكون في بلد آمن مطمئن، استشعرنا نعمة أن يسخّر الله لنا رجال أمن بواسل لا يهابون مواجهة المعتدي، ولا يتوانون في الإقدام بحياتهم لمحاربة أهل الفكر الضال. وهذا يدفعنا لوقفة حقيقية تجاه رجال الأمن في البلد وأهمية عملهم، وما تقتضيه مهامهم للتضحية بأمور جوهرية من أجل الأرض التي ينتمون لها.
إن كوني ابنة لرجل أمن في هذا البلد يجعلني دائماً أشعر بالامتنان لرجال الأمن وجهودهم، وأفخر بما يحققون من نجاحات على مستوى كافة القطاعات الأمنية لدينا.
كل إنجاز تم باسم هؤلاء الكرام يستحق منا الامتنان والتقدير، فدعونا نحب رجال أمننا ونكرمهم وهم أحياء، دعونا نقدر الجهود العظيمة التي يحدثونها يوماً بعد يوم باسم الوطن، دعونا نكرمهم بتحسين أوضاعهم وتكريمهم وهم أحياء لأن ذلك أقرب للمنطق من تكريمهم عقب استشهادهم.
رجال الأعمال وتجار هذا البلد لعل لكم وقفة في هذا الأمر بتخصيص مميزات في قطاعاتكم وشركاتكم لرجال الأمن، خيركم من يبادر لهذا الأمر ويكرم المخلصين.
القادرون على التأثير خيركم من يبادر بتوعية وتحصين شبابنا من التيارات المعاكسة للشريعة والإنسانية، المؤسسات الأكاديمية والإعلامية يجب أن ترتقي بإنتاجها لاحتواء أبناء الوطن بداخلها احتواءً حقيقياً.
لنسخّر جميعاً جهودَنا لحماية هذا الوطن ورجاله، لنحمي أنفسنا وأهلينا وذوينا وأرضنا من الذاهبين لجهنم بجرائمهم وأفكارهم الضالة.