إيران دولة واحدة استطاعت بقوة الإرادة وحسن التخطيط أن تكون مرجعية أولى للشيعة حول العالم، تدافع عن قضاياهم وتنصرهم ظالمين ومظلومين. وبقية دول العالمين العربي والإسلامي السنية أو ذات الغالبية السنية تمزق أهل السنة وتجعلهم أحزابا وجماعات يقتل بعضها بعضا، وكل حزب بما لديهم فرحون. حصار يحيط بإيران من كل جانب، و كلما زاد عليها الحصار تفننت في القمع والتخريب والتفجير والقتل وتحريك الخلايا النائمة وابتزاز الدول وضرب مصالحها جهارا نهارا دون خوف أو وجل من موقف دولي أو إدانة عالميّة فالعالم في العقل الإيراني محكوم بالصراع، والظلم من شيم النفوس، ومن لم يكن ذئبا أكلته الذئاب. أتأمل الدبلوماسية الإيرانية وهي مثل المغزل، دعم باللسان والسنان لبشار والمالكي، ومفاوضات مكوكية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتهريب للسلاح إلى الحوثيين وحماس وحزب الله، وتدريب للانتحاريين في البحرين ودعم إعلامي ومالي ولوجستي لأتباع المذهب في كل مكان، وافتعال أزمات مع الخصوم، ومناورات حربية وصواريخ وغواصات واصطياد طائرات بدون طيار، وتهريب للنفط والعملات عبر طرق سريّة أعجزت العالم حتى اضطرت العالم للتفاوض معها وقبول شروطها التي يرتفع سقفها يوما بعد يوم. في سوريا وقفت دول كثيرة بالمزمار تدعم الثوار وتهدد الأسد، ووقفت إيران في لهب المعركة ترسل الخبراء والمليارات والسلاح جهارا نهارا وأعلنت للعالم كله أن سوريا خط أحمر لن نسمح بالاقتراب منه. واليوم وبعد عامين من دق الطبول تفرض إيران شروطها على العالم فيعترف الخصوم أن التدخل في سوريا مستحيل ويترك الشعب السوري يواجه براميل البارود وقصف طائرات السوخوي وصواريخ سكود بالبنادق الاليّة . إيران يزداد العرب معها طيبا وتزداد معهم سفاهة وحمقا . فتحتل سوريا، وتهدم حكومة الوفاق اللبناني لتأتي بحكومة الظل الإيرانية، وتدعم المالكي في التصدي للسنة والأكراد، ولا أحد ينبس ببنت شفة. وتبعث بالسفن المدججة بالسلاح للحوثيين في اليمن واليمن يناشد العالم ولا مجيب حتى الأشقاء العرب في آذانهم وقر، وهاهي تدمر الخطة الخليجية في اليمن وستفرض شروطها على الحكومة في البحرين وستذكرون ما اقول لكم. الرئيس الإيراني يأتي إلى الأزهر باحثا عن الوحدة الإسلامية فيستقبله المصريون بالأحذية ويسجل شيخ الأزهر موقفا مشرفا أعظم من مواقف جميع الحكام العرب عندما قال له الذي يدعو للوحدة لا يمنع الناس من فتح المساجد ولا يقتلهم على الهوية . إيران المحاصرة تفعل بنا كل هذه الأفاعيل فماذا لو كانت غير محاصرة ؟ . لقد اثبتت السياسة العربية فشلها في التعاطي مع الملف الإيراني ، فإيران تحتل الجزر الإماراتية ، وتمسك العراق وسوريا ولبنان بقبضتها الحديدية ، وتهز قاهرة المعز وتعمل بقوة لفرض الأمر الواقع في اليمن والبحرين فضلا عما يجري في رأس القرن الأفريقي ونحن كعرب نتحدث عن انه لا يمكن أن نقبل مع إيران بحرب المائة عام . كما تصنع إيران مع حماس وحزب الله والحوثيين يجب ان نصنع مع منظمة مجاهدي خلق والمعارضة الإيرانية نفتح لها القنوات وندعمها وننصر إخواننا السنة الذين يمثلون أكثر من 20 % ولا ناصر لهم إلا الله . لقد قلنا منذ زمن إن هناك صفقة تدار من تحت الطاولة مع حجارة الشطرنج وإن أمريكا تلعب بالنار في الخليج ، والتمكين للمالكي في العراق والسكوت عن طغيان حزب الله في لبنان ومنع السلاح عن الثوار في سوريا ، والتهديد بسحب الأسطول الخامس من البحرين بالونات اختبار ومقدمات قرارات ستتخذ لصالح إيران التي فرضت شروطها بالقوة ونحن مشغولون ببناء أكبر حديقة ، وأطول برج ، ولكن متى يفقه النائمون ؟ [email protected] [email protected]