ما يجري اليوم في دول الخليج من محاولات إيرانية دائبة لإيقاظ خلاياها النائمة ابتزاز سياسي لهذا الدول بسبب موقفها من صراع إيران مع دول العالم حول برنامجها النووي، والشروع في فرض الحصار على النفط الإيراني واستعداد دول الخليج لتغطية احتياجات السوق من هذا الوقود الحيوي الذي يشكل شريان الحياة في جهات الكوكب الأربع . ووقوف الدول الخليجية صفا واحدا مع مطالب الشعب السوري ضد جرائم نظام بشار الأسد المدعوم برأس البندقية الصفوية. إيران التي تقتل الشعب السوري، وتمول حملات الاغتيالات ضد خصومها، وتؤجج الفتن والقلاقل في كل مكان لن تتردد في إرسال رسائل تحذير لدول الجوار الصغيرة لعلها تقف على الحياد في معركة الكبار، ولا غرابة أن تفعل ذلك فهي وريثة دولة الحشاشين الذين دشنوا ثقافة الاغتيالات وتصفية الخصوم. مخالب إيران في كل مكان، ولا ينبغي أن نلوم إيران على فعلها، لقد تركنا لها الساحة لتقوم بملء فراغها، وفي كل يوم نكتشف الأفعى الإيرانية تطل علينا من ثقوب جدراننا، ونلعن تلك الأفعى، ولا نقوم بسد تلك الثقوب. تم إحداث فوضى في البحرين، و في العوامية، وفي الكويت، ولم تنجح إيران في كسب ثقة الشارع الخليجي مع وجود مطالب ملحة لدى كثير من الشباب، واليوم ترسل إيران رسالة جديدة للأمارات بعد أن تجاوزت مضيق هرمز وبدأت بتصدير نفطها للعالم .فهل ستظل دول الخليج تلتزم الصمت، وتتبع سياسة النفس الطويل، أم أن الإستراتيجية الإيرانية تحتاج إلى إستراتيجية مضادة لمقاومة هذا المد الصفوي. إن دول الخليج تملك المال والموقع الإستراتيجية وحقائق التاريخ، و ذاكرة إيرانية سيئة السمعة، وعربا سنة داخل إيران تسومهم إيران سوء العذاب، وعليها أن تلعب مع إيران اليوم على المكشوف. إذا كانت إيران حريصة على شيعة البحرين والسعودية والكويت فنحن حريصون على سنة إيران وعربها، وإذا كانت تمول قنوات المنار والعالم و كثير من القنوات العراقية فالفضاء ملك مشاع وعلينا أن نتوجه للسنة في إيران وندعم قضاياهم، و نؤازرهم في حقهم المسلوب، بل ونقف مع الأمارات التي تحتل إيران ثلاثا من جزرها، لقد خذلنا إخوتنا هناك، ونشر قضيتهم في المحافل الدولية، وكشف جرائم هذا النظام من أوجب الواجبات اليوم، و لا ينبغي الاستهانة بما تقوم به إيران من نشاط في رأس القرن الإفريقي، ومع حزب الله الذي اختطف القرار اللبناني، ومع الحوثيين في اليمن الذين أصبحوا شوكة في خاصرة بلادنا . وما تقوم به من نشاط في المغرب والأردن ومصر لا يخفى على أحد. و أول أولويات دول المجلس هو التحول من التعاون إلى الاتحاد ومن لا يرغب عليه أن يقولها صراحة . القضية لم تعد تحتمل أنصاف المواقف وأنصاف الحلول، وليكن نواة الاتحاد وجود قوة خليجية ضاربة لحماية أمن هذه الدول، وضم اليمن لدول المجلس لرصيدها البشري الفياض، وموقعها الإستراتيجي الذي تعمل خلايا إيران ليلا ونهارا على النفوذ فيه والإمساك بمفاصله . ربما لم تنجح إيران إلى اليوم لكنها ستنجح غدا. لقد علمتنا الحياة أنه من الحماقة أن تمد يدك محملة بالورد لمن يمد يده لك مليئة بالمفرقعات، والعرب تقول: إنك لا تجني من الشوك العنب. [email protected]