منذ أن قدّم العرب العراق على طبق من ذهب لإيران، وطعنوا صدام في ظهره، وتخلّوا عن أهل السنة في أعظم محرقة لهم في العصر الحديث وقعوا في فم الأسد، فقد فتحت البوابة الشرقية لفارس ؛ لتصبح ممرًا لدعم الخلايا النائمة في الخليج، وتهريب الأسلحة وفرق الموت إلى سوريا ولبنان، وهاهم يشعلون النار الآن في البحرين، ويحاولون في شرق المملكة، وتقود فيالقهم مجازر حماة وحمص على مرأى من (العرب العارية ) من كل شيء حتى من القرار الواحد. إيران تقرر أن مفاتيح الحلول بأيديها، فمع أنها تعيش حالة حصار استطاعت أن تجعل من العراق بوابة تموين خلفية لقطع الغيار والحصول على العملات الصعبة وعقود النفط، ودخلت في سوريا بالسلاح والرجال، وضربت في البحرين، وتسعى كل يوم لزلزلة الكيان الخليجي بخلاياها وتهديداتها، وتستقبل إسماعيل هنيّة استقبال رؤساء الدول، وترسل للخليجيين رسالة نارية بأن ثقافة المقاومة ستمضي، فهنيئا لكم خالد مشعل المتولي يوم الزحف !!! . إيران دولة ذكية تعرف كيف تقدم لك في يدها اليمنى باقة ورد في داخلها قنبلة. والإيرانيون يملكون مهارة فائقة في إدارة الأزمات، فهاهو أحمدي نجاد كل يوم يفتتح مشروعا ذريا جديدا، ويدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة طهران للتفاوض، ويطلق الصواريخ ويستعرض بالغواصات والزوارق الحربية، ويهدد بإغلاق مضيق هرمز، ويقول نحن دولة سلام. و في الوقت نفسه يمارس أقسى أنواع الجبروت ضد معارضيه وخصومه، ويحكم البلد بالحديد والنار وفرق الباسيج . هذا التكتيك يتعلم منه بشار الأسد اليوم الذي أذهل كيسنجر بجبروته، وقدرته على حشد الناس حوله، واعترف بذكائه، وذكاء أبيه الذي قال كيسنجر في لقائه الأخير مع صحيفة نيويوركر الأمريكية : إنه الرجل الوحيد الذي هزمه. فمن الذي يضمن لبشار هذه القدرة ؟ إنها إيران من خلال العراق التي أصبحت محمية إيرانية، تدعمه بالرصاص والخبراء، وأصبح رموز المعارضة الصفوية في الخليج يهددون دولهم بفرق الموت العراقية أمثال جيش المهدي، وفيلق القدس وقوات بدر. العراق اليوم خنجر في خاصرة العرب، ولن تقوم للعرب قائمة وهذا المد الصفوي يجتاح العراق من شماله إلى جنوبه، والقادم سيكون أكثر سوءا، وهو ما يجب مناقشته مع القادة العراقيين بصراحة تامة، والعرب يستطيعون أن يفعلوا بالعراق ما يفعل المالكي اليوم ومقتدى الصدر من إشعال للفتنة، و تمزيق للوحدة الوطنية. والرهان اليوم على دمشق التي أصبحت أرض المعركة الجديدة بين العرب وإيران عندما حولها بشار إلى سوق للبيع والشراء والمزايدات السياسية على العروبة وفلسطين وتاجر بدماء القضية خمسين عاما ليظل على كرسيّه، واغتال الخصوم، وأهلك الحرث والنسل . والبطولة جزء لا يتجزأ، فالذي باع الجولان لا يمكن أن يحارب من أجل القدس. إن التقارير السرية تتحدث اليوم عن حملة إيرانية منظمة داخل مصر تقودها المخابرات الإيرانية لشق الصف المصري، و قد حددت 48 شخصية من الناشطين في العمل السياسي، وبدأ دعمهم ماليا، وتم رصد 250 مليون دولار لهذا التنظيم بحسب ما أوردته هدى الحسيني في تقريرها المخيف الذي نشرته الشرق الأوسط. أيها العرب، ذهب العراق، وسوريا تحت القصف، ومصر ستكون الجائزة، والخليج يترقب، أيها العرب ويل لكم من شر قد اقترب، اللهم اجعل بيننا وبين فارس جبل من نار، لقد انهار الجبل العراقي اليوم فماذا أنتم فاعلون ؟؟؟؟؟؟؟ . [email protected]