جدد قادة الدول العربية في ختام اعمال الدورة الثالثة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية بمدينة الرياض أمس، التزامهم الكامل بتنفيذ القرارات التي تم اتخاذها في القمتين التنمويتين اللتين عقدتا في الكويت: 19 20 يناير 2009 م، وشرم الشيخ: 19 يناير 2011 م. وعبر القادة في بيان «إعلان الرياض» الذي تلاه الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، في الجلسة الختامية، عن ارتياحهم للإجراءات المتخذة لتنفيذ تلك القرارات والتقدم المحرز في تنفيذ المشروعات التنموية: الاقتصادية والاجتماعية التي أقرتها القمتان السابقتان، مؤكدين ضرورة الإسراع في استكمال تنفيذ جميع القرارات وإزالة كل العوائق التي تقف أمام إنجازها. واعربوا عن ترحيبهم وارتياحهم بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الداعية لزيادة رؤوس اموال المؤسسات المالية، والشركات العربية المشتركة بنسبة لا تقل عن 50 في المائة، مشيرين إلى أن المبادرة تكفل تطوير الامكانات في تأسيس مشروعات إنتاجية عربية مشتركة جديدة والمساهمة في مشروعات وطنية بالتعاون مع القطاع الخاص العربي من أجل تلبية الاحتياجات المتزايدة من السلع والخدمات التي يحتاجها المواطن العربي والمساهمة في سد الفجوة التي تعاني منها دولنا في العديد من تلك السلع والخدمات. ** وفيما يتعلق بالعمل على تشجيع الاستثمار البيني، اعتمد القادة في بيانهم الختامي، على الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال بالدول العربية «المعدلة» لتتواءم مع المستجدات على الساحة العربية والإقليمية والدولية، وتوفير المناخ الملائم لزيادة تدفق الاستثمارات العربية البينية، والعمل على جعل المنطقة العربية منطقة جاذبة لهذه الاستثمارات، مؤكدين الالتزام بالعمل على وضعها موضع التنفيذ. الطاقة ومصادرها ولتطوير استخدامات الطاقة، اقر البيان اعتماد الاستراتيجية العربية لتطوير استخدامات الطاقة المتجددة (2010 2030م) بهدف مواجهة الطلب المتزايد على الطاقة، وتنويع مصادرها والوفاء باحتياجات التنمية المستدامة، وفتح المجال أمام إقامة سوق عربية للطاقة المتجددة تعمل على توفير فرص عمل جديدة بمشاركة فاعلة من القطاع الخاص. كما نوجه بتعزيز جهود الأجهزة العربية ذات العلاقة بتنفيذ الأهداف التنموية للألفية مثل المجالس الوزارية العربية المتخصصة وبالتعاون مع كل الشركاء الإقليميين والدوليين والأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة. الرعاية الصحية وفي الشأن الصحي لفت البيان إلى عزم القادة على استمرار الجهود المبذولة في مجال مكافحة الأمراض والقضاء عليها، ولدعم ما صدر عن القمة العربية الاقتصادية في دورتها الأولى بدولة الكويت يناير 2009 م فقد رحبنا ب»إعلان الرياض» الصادر عن «المؤتمر الدولي لأنماط الحياة الصحية والأمراض غير السارية في العالم العربي والشرق الأوسط» الذي عقد بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة من 9 12/12/2012 م. زيادة التجارة العربية وفيما يتعلق بالتجارة والاتحاد الجمركي، أكد قادة الدول العربية تأكيدهم على دعم مسيرة التكامل الاقتصادي العربي، وزيادة حجم التجارة العربية البينية، وتشكيل تجمع اقتصادي عربي متين، فإننا نؤكد تصميمنا على استكمال متطلبات منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى قبل نهاية عام 2013 م، وبذل كل الجهود للتغلب على الصعوبات التي تحول دون ذلك. وإذ نبارك الخطوات التي تمت حتى الآن في طريق بناء الاتحاد الجمركي العربي، فإننا نؤكد التزامنا بالعمل على إتمام باقي متطلبات إطلاق الاتحاد الجمركي العربي وفق الإطار الزمني الذي تم الإتفاق عليه، وصولا للتطبيق الكامل له في عام 2015م. القطاع الخاص العربي وأولى البيان اهتمامًا بدور القطاع الخاص العربي في التنمية، إذ أكد بيان القادة الاستمرار في دعم هذا القطاع من خلال الاستمرار في توفير المناخ الملائم له لممارسة نشاطه وتشجيع قيام المشروعات الاستثمارية المنتجة والمشتركة وإزالة العقبات التي تقف في طريق تدفق الاستثمارات البينية العربية وتسهيل انتقال رجال الأعمال والمستثمرين وغير ذلك مما يتطلب قيام القطاع الخاص بدوره على الوجه المأمول. * وفيما يتعلق بالأمن الغذائي والمائي، قال البيان: نحرص للعمل على سرعة تنفيذ البرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي وانطلاقا من إدراكنا للأهمية القصوى للأمن المائي، فإننا سنتابع عن كثب تنفيذ «استراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية» و»مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية» البيئة والتنمية المستدامة: وأخذ البيان في الاعتبار أهمية المحافظة على البيئة وما تحظى به قضاياها من اهتمام على المستوى العالمي فإننا نؤكد التزامنا بوضع قضية الاهتمام بالبيئة في صدر أولوياتنا من خلال: الإسراع في تحديث مبادرة التنمية المستدامة في المنطقة العربية، حث دول المنطقة التي لديها محطات نووية بالإفصاح عن تقارير السلامة المتبعة. وعرج البيان على العنصر البشري من خلال فئة الشباب، إذ اكد القادة على تمكين الشباب من المشاركة في جهود التنمية المستدامة، وتعزيز قدراتهم وتوفير البيئة الداعمة لتمكينهم من خلال التعليم النوعي وتوفير المعلومات والتدريب المتطور والرعاية الصحية المتكاملة عبر سياسات واستراتيجيات متعددة الأبعاد وضمن رؤية موحدة ومتكاملة تستوعب الشباب كشركاء وليس فقط كمستفيدين، كما ندعو لعقد منتدى للشباب العربي في المملكة العربية السعودية خلال ستة أشهر من تاريخه لمناقشة أولويات الشباب في المرحلة الراهنة وطرح القضايا الأساسية التي تمس مستقبل وتطلعات الشباب العربي من خلال محور رئيس يركز على بحث آليات ايجاد فرص توظيف الشباب وإتاحة فرص العمل اللائقة لهم ومكافحة البطالة، وإتاحة مشاركته السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وفيما يخص المرأة قال البيان: نعمل على تطوير النظم والتشريعات التي تمكن المرأة من تنمية قدراتها ومهاراتها والقضاء على أميتها، والعمل على توظيف طاقاتها عبر إتاحة الفرص لها وعلى قدم المساواة لمزيد من المشاركة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. واختتم البيان بنوده بتقديم خالص الشكر والتقدير إلى المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على استضافتها الكريمة لأعمال القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الثالثة، مشيدا بالإدارة الحكيمة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لجلساتها.