الألوان ترسم الآمال

مصطلح رسوم الأطفال (Children›s Drawings) مصطلح يعرفه المهتمون بالتربية الفنية في كل أنحاء العالم، ولقيمته وأهميته تقام له الفعاليات والمعارض ضمن مؤتمرات التربية الفنية الدولية، مثل: مؤتمر زغرب، ومؤتمر بودابست، ومؤتمر روتردام، ومؤتمر القاهرة. أما لفظة بينالي (Pénale) فهي إيطالية الأصل وتعني إقامة أو تنظيم المعارض الدورية كل عامين، ويشبه بينالي عسير الدولي لرسوم الأطفال (Asir International Biennial of Children›s Drawings) مسابقة أرامكو السعودية لرسوم الأطفال التي استمرت ثلاثين عامًا وما زالت، غير أنها مخصصة للأطفال السعوديين والمقيمين، أما بينالي عسير فيتميز عنه باتساعه في دورته الأولى ليشمل كافة دول الخليج، ومن ثم يضيف الدول العربية في دورته الثانية (الحالية)، أما في دورته الثالثة فيتطلع إلى أن يكون عالميًا (حسب ما ذكرته اللجنة المنظمة) بحيث تتاح فرصة المشاركة لكل دول العالم، وهي خطوات تحسب لمنظمي البينالي لكسب مزيد من الخبرات الكافية لتنظيم مسابقة بهذا الحجم.
وقد وجدنا (نحن لجنة تحكيم البينالي) في رسوم المشاركين والمشاركات الصدق في التعبير، والجرأة في الطرح؛ إضافة إلى ما يميز رسوم الأطفال وتعبيراتهم من سمات خاصة إذ ألوانهم ترسم آمالهم كما هو شعار البينالي.
والجميل في هذه التظاهرة الفنية مشاركة فئة غالية على قلوبنا هي ذوي الاحتياجات الخاصة شاركت بأعمال عكست قدرتهم على الرسم والتعامل الأمثل مع الخامة، والتعبير عن ذواتهم بشكل جيد فقد وجدوا في هذه المسابقة متنفسًا لانفعالاتهم، ومظهرًا من مظاهر التكيف الإيجابي مع بيئاتهم.
لذا وضعنا ضمن التقرير النهائي لنتائج التحكيم بعض التوصيات والتصورات، ومن أهمها: تخصيص مبالغ مالية للفائزين والفائزات بجوائز البينالي تشجيعًا لهم، وتعديل الفئات العمرية للمشاركين ليكون حسب تصنيف فيكتور لونفيلد لرسوم الأطفال الذي قسمها إلى ست مراحل تبعًا لأعمارهم الزمنية، وهو تقسيم عالمي يشترك فيه كل أطفال العالم ولا تختلف رسوماتهم إلا في سماتها البيئية ولا سيما وأن البينالي سيكون عالميًا في محطته الثالثة.
--------------
(*) تشكيلي وأكاديمي وباحث في الفن والتراث.