عبدالمجيد يستحق مع عميد الإبداع.. و«في سلم الطائرة»

يستحق فناننا الرائع عبدالمجيد عبدالله التكريم والتقدير، وقد أنصفه مهرجان تايكي بالأردن وتوجّه بلقب يستحقه بجدارة، ومثل هذه الألقاب تصبح لها قيمتها ومكانتها عندما تأتي من مهرجان كبير ومن جهة رسمية، فيصبح اللقب هنا واقعيًا ومنصفًا، وليس مجرد ادعاءات وفبركات لا حقيقة لها ولا واقع ولا حتى منطق.
والفنان عبدالمجيد عبدالله قدم الكثير من العطاءات الجميلة للأغنية العربية، ومشواره الفني حافل بالتميّز والفن الأصيل، ومنذ بداياته الفنية ونحن -كنقاد وكجمهور- نتوقع لهذا الصوت الرائع المزيد من العطاء والنجاح، وصحيح أنني اختلف معه شخصيًا في (بعض) أعماله الفنية التي يقدمها، لأنني أثق في قدرات عبدالمجيد الفنية وبإمكانيات صوته الجميل، وأطالبه دائمًا بتقديم أعمال طربية، ولكن هو فنان له رأيه وأسلوبه، ولا يمكن لأحد أن يفرض عليه رأيًا، وقد نجح عبدالمجيد في كل ما يقدمه، ووصل إلى المستمع العربي في كل مكان، وهذا دليل على حسن اختياراته، ومعرفته جيدًا ماذا يقدم للساحة والجمهور العربي.
عبدالمجيد عبدالله فنان العرب.. ليس الآن، بل منذ أن عرف طريقه الفني الصحيح.
* * *
وقيام مهرجان تايكي بالأردن بتقديم تكريم خاص لموسيقارنا الراحل العميد طارق عبدالحكيم يرحمه الله خطوة رائعة وتقدير رائع من مهرجان كبير إلى فنان كبير أثرى الفن العربي بعطاءات كبيرة جدًا لا يمكن أن تُنسى.
إن موسيقارنا طارق عبدالحكيم علامة من علامات الفن الأصيل العريق في عالمنا العربي، لا يمكن أن ننسى ما قدمه، لا يمكن أن ننسى كل إسهاماته من أجل الرقي بالأغنية العربية، والأستاذ طارق تجاوز الحدود منذ زمان، وألحانه وأعماله الفنية وصلت للجميع.
من الأعماق أشكر القائمين على هذا المهرجان لتكريمهم فناننا الكبير الأستاذ طارق عبدالحكيم الذي يستحق التكريم والتقدير على كل ما قدمه يرحمه الله وسيبقى اسمه عاليًا في سماء الإبداع العربي.
* * *
كعادته طوال حياته، كان طلال مدّاح يرحمه الله يفتح منزله وقلبه للجميع، وذات يوم قبل حوالى أكثر من خمسة وثلاثين عامًا زاره شاعر شاب من اليمن، هذا الشاعر كان يحلم بلقاء الأستاذ وإسماعه قصائده، وبالفعل استقبله طلال في منزله بكل ترحاب، وعندما سمع قصائده أعجب بها وطلب منه بعضًا منها ليغنيها، ولم يصدق الشاعر، وأعطاه ما يريده، فاختار طلال مدّاح قصيدة ذات كلمات سلسة وبسيطة ولها معانٍ كبيرة، وقام بتلحينها بنفسه وغنّاها بصوته الأصيل، لتصبح هذه الأغنية اليوم من أجمل أغنيات الفن السعودي، وهي أغنية "في سلم الطائرة" للشاعر اليمني القدير يسلم بن علي، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في اليمن الأسبوع الماضي.
كان الشاعر يسلم بن علي يرحمه الله موظفًا بسيطًا حيث كان يعمل (موظف سنترال)، وطلال مدّاح طوال حياته لم يبحث فيمن يتعاون معهم عن شخصيات أو رجال أعمال أو تجار فن، كان يبحث عن الكلمة الجميلة الأصيلة، عن النغم الأصيل، هذا كان كل همّه، فقدّم هذا الشاعر الشاب الناشئ إلى عالم الفن والشهرة والنجاح، وقد غنّى قصائد كثيرة بعد ذلك من كلمات يسلم بن علي، ومنها أغنيات: "أقبل الليل"، و"يقول يسلم صباح الخير من بدري"، و"ما عاد لي نفس أقول إنك حبيبي"، وغيرها، وكانت ألحان الأستاذ طلال وصوته الخالد جواز مرور لقصائد يسلم بن على لأصوات العديد من المطربين العرب وفي مقدمتهم الأستاذ الكبير أبو بكر سالم.رحم الله الشاعر يسلم بن علي.