عاودت الأقلام الخبيثة الحاقدة طريقتها الشَّنعاء وأهدافها البغيضة بعد مضى قرابة سبع سنوات من ظهور الرُّسوم المسيئة لسيِّد البشر رسول ربِّ العالمين إلى الناس أجمعين ، فقد ظهرت في الدنمرك سنة2006م ، وكان هدفها الأوحد هو إثارة مشاعر المسلمين ، والإساءة لنبيِّهم الكريم صلى الله عليه وسلم ، والتَّعدِّي على عقائدهم ، والنَّيل من إمام المتَّقين وسيِّد المرسلين ، الذي هو أحب إلى المسلمين من أنفسهم وأبنائهم وآبائهم والنَّاس أجمعين . أقول: عاودت ثلَّةٌ حاقدة حقيرة تعيش في أمريكا نُفيت من بلدانها الأصليَّة وعاشت في المهجر، ولأنَّها لا تحمل هدفاً في الحياة، ولا تعرف القيم والأخلاق، فقد طوَّحت بها نزعاتها الشيطانيَّة، وأهدافها الدَّنيئة البائسة إلى الإساءة إلى رسول ربِّ العالمين، أعظم من وطئ الثَّرى، وأكرم من علَّم البشريَّة الخير، ونقلهم من دياجير الظلام إلى أنوار الهداية والإيمان، فدتك الأرواح والمهج يا سيِّدي يا رسول الله: إنِّي أقولُ وللدُّموعِ حِكَايَةٌ عن مِثْلِهَا تَتَحَدَّث الأمطارُ إنَّا لَنَعْلمُ أنَّ قَدْرَ نَبِيِّنَا أسْمَى، وأنَّ الشَّانئِينَ صغارُ لكنَّه ألَمُ المُحِبِّ يَزِيدُه شَرَفَاً، وفيه لِمَنْ يُحِبُّ فخارُ هذه الشِّرذمة الفاسدة والثُّلَّة الباغيَة أخرجت فيلما يفوح بالحقد والكراهية ، ويسيء إلى من وصفه ربُّهُ عزَّ وجل في محكم كتابه العظيم فقال : ( وإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم )، ولم يكن الهدف من ذلك العمل القبيح والفعل الإجرامي الشَّنيع سوى إثارة مشاعر المسلمين، واستفزازهم، وإشغالهم بقضايا تمسُّ عقيدتهم الرَّاسخة في قلوبهم . لن نقبل أبداً أن يُقال لنا: إنَّ تلك الجريمة هي جزءٌ من حرِّيات الشُّعوب أو حرِّيات الأفراد في الغرب، فإنَّ الحرِّيَّة تتوقَّف حين تبدأ حقوق الآخرين، وحين يبدأ المسُّ بكرامة أحدٍ من البشر، فما بالكم حين يكون ذلك الإنسان هو رسول رب العالمين، وخير الخلق أجمعين، يقول حسَّان بن ثابت - رضي الله عنه - في رسوله وحبيبه صلَّى الله عليه وسلَّم : وأحْسَنُ مِنْكَ لَمْ تَرَ قَطُّ عَيْنِي وَأَجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النِّسَاءُ خُلِقْتَ مُبَرَّأً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ كَأَنَّكَ قَدْ خُلِقْتَ كَمَا تَشَاءُ إن هذا العمل الشَّنيع ليس من قبيل الحرِّيَّة الفرديِّة، بل هو من قبيل النَّزعات الإجراميَّة التي تخطَّت كلَّ الحدود والقيود، واتَّجهت إلى الإساءة إلى الأنبياء والرُّسل، ومحاربة الأديان، واستفزاز المسلمين، لذا فإنَّ هذا العمل الإجرامي الأمر يحتاج إلى وقفة صارمة من قبل جميع دول العالم والمنظَّمات الدُّوليَّة لتجريم ذلك العمل الشنيع، والحيلولة دون وقوعه ثانية، ومعاقبة الفئة الحاقدة الباغية التي تطاولت على الرُّسل الكرام، والأديان السماوية. فهذه القضايا خطٌ أحمر، وأمرٌ شنيع لا ينبغي أن يُترك من أراد المساس بها، أو سعى إلى الإساءة إلى رسل الله الكرام، أو إلى المعتقدات الدينية، ولا تبرير لمن يصنع ذلك، فيعتدي على الأديان، بل لابد من وقفة عالميَّة حازمة تتصدى لهذا النَّوع من الاستخفاف والتَّعدِّي والطُّغيان. إنَّ مشاعر مليار ونصف من المسلمين في العالم لا ترتهن إلى شرذمةٍ باغيةٍ من شُذَاذ الآفاق ومحترفي الإجرام والغواية في العالم، بل ينبغي ملاحقتهم ومعاقبتهم دوليَّاً ليروا العقاب في الدُّنيا، قبل الحساب والجزاء الأليم في الآخرة. والله الموفق.