المَخرج في مزحة شقة العرفج

كَانت صنَاعة الخَبَر أيَّام طفُولة الصَّحافة أمراً يَستغرق وَقتاً طَويلاً، ولا يَقدر عَليه إلَّا ذَوو البَأس والعَزْم مِن الصَّحفيين الكِبَار.. أمَّا في عَصر الإعلام الوَاسِع والتَّواصُل السَّريع، فقد أصبَح مِن السَّهل عَلى كُلِّ أحَد؛ أن يَصنع مَادّة صَحفيّة؛ وخَبراً إعلاميًّا يَفرضه عَلى النَّاس، ويُجبرهم للتَّحدُّث عَنه، وأقرَب مثَال عَلى ذَلك قصّة فَتاة المَانكير!
ومِن هَذا البَاب، سأدخُل عَلى فِكرة اليَوم، فقَد كَتبتُ قَبل أيَّام تَغريدة؛ مُعلناً خِلالها مَوقفي مِن حُكم الإخوَان في مِصر الشَّقيقة، حَيثُ قُلتُ هَذه النَّاصية سَاخراً: (كُنتُ سأشتَري شقّة مِن صَديقي "أبي صقر" بمِصر، ولَكن حِينما أقبَل الإخوَان المسلمون عَلى الحُكم اعتَذرت.. وهذه أولَى مُؤشِّرات الانهيَار الاقتصَادي)..!
ومَا أن كَتَبْتُ هَذه التَّغريدة حتَّى تَحرَّكت وَسائل الإعلام؛ وكَتيبة الأقلَام، سَاخرة منِّي تَارة، ومُناقشة لِي تَارة، ومُعترضة عليَّ تَارة أُخرى..!
فمِنهم مَن قَال: (أظنُّ بَعد هالمَوقف رَاح يَنسحب الدكتور مُرسي .. إلَّا العَرفج يَا مِصر)..!
ومِنهم مَن قَال: (الدكتور "الجنزوري" والمشير "طنطاوي" سيُصدران بيَاناً عَاجلاً بإلغَاء انتخَابَات الرّئاسة، عَلشَان حَضرتك تُنقذ الاقتصَاد المِصري.. ارجَع عَن قرَارك مِن أجَل مِصر)..!
وهُناك مَن قَال: (هههه أضحَكتني يا صَديقي -غَفر الله لَك- أحياناً يَسبح بِكَ الخيَال، حتَّى تَظن نَفسك بورصة أمريكَا العَظيمة، ستُؤثِّر في العَالَم)..!
وقَال مُعلِّق آخر: (فَال الله ولا فَالك، مِصر ستَعود قَويّة بإذن الله؛ بالإسلَام والمُسلمين، ابْحَث عن دول الليبراليين والعَلمَانيين؛ واشترِ عِندهم، وسَوف تَجد ضَالتك هُناك، فمِصر الأزهَر لَن تُضار بإذن الله)..!
وخَتَم التَّعليقات أحَد المُعلِّقين السَّاخرين قَائلاً: (قَالت العصفُورة للشَّجرة استعدِّي سَوف أطير، قَالت‎: "‏طِرتي أو هَويتي مَا درينَا عَنك".. هَذا مِثل اقتصَاد الإخوَان وشقّة العَرفج.. "الطّيور عَلى أشكاَلها تَقع")..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ التَّفاعل لَم يَسكن تَويتر فَقط، بَل وَصل إلى بَعض مَنابر الإعلَام المِصريّة، فهَذه صَحيفة "آي برس" المِصريّة؛ تَقول في عنوَان لَها: "شقّة العَرفج تُربك مُؤشِّرات الاقتصَاد المِصري"..!
إنَّ كُلِّ هَذا الحوِار والنِّقاش لَيس أكثَر مِن سُخرية ومُداعبة، وإلَّا مَن يَعرف حَقيقة "أحمد العرفج"؛ يُدرك أنَّه لا يَملك شقّة في وَطنه الأصلي؛ حتَّى يَملك مَنزلاً في مِصر الحَبيبة، التي استولَى عَلى الأغلبيّة فِيها الإخوَان المسلمون..!!!
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com