إفَادَة في سِيرة شَهادة ..!

أعكفُ هَذه الأيَّام عَلى كِتَابة كِتَاب اسمه «إفَادَة في سِيرة شَهادة» - مِن «بريدة» إلَى «برمنجهام».. إنَّه كِتَاب يَعمل عَلى نَبش المَاضي؛ وحَرث الذّكريات الدِّراسيّة، ورَصد مَحطَّات الفَشَل والعَمَل، والانتصَار والانكسَار..!
كِتَاب يَحكي بدَاية رحلَتي مُنذ كَان عُمري خَمس سَنوات، وكَانت أُمِّي -ربي يحفظها- تُعلّمني سوراً مِن القُرآن الكَريم، وبَعض الحِكَم والأمثَال، لأدخل بَعدها الصَّف الأوّل ابتدَائي في إحدَى مَدارس الرّياض، وبحُكم أنَّني عَبقري، فَقد رَسبتُ وعدتُ السَّنة.. بَعدها انتَقلنا إلى المَدينة المُنيرة، ودخلتُ أولَى ابتدَائي مِن جَديد، حِينها كُنتُ أسكُن عِند خَالي الكَريم «إبراهيم العجلان» -رحمه الله-، الذي كَان يَأخذني مَعه للحَرم لنَحضر دَرس الشَّيخ «أبوبكر الجزائري»، وبَعد المَغرب يُدرِّسنا رَجُلٌ شَديد «قُرآن كَريم» دَاخل الحَرَم..!
وقَد كُنتُ أنجَح بشَكلٍ جيّد، حتَّى تَركتُ خَالي وأنَا في الصّف الرَّابع الابتدَائي، وبَعدها طِحتُ ب»شِلّة «، وبَدأتُ أهرب وأغيِب حتَّى رَسبتُ مَرّتين في الصَّف الخَامس، ومِثلها في الصَّف السَّادس، في هَذه المَرحلة أنقذني صَاحب الفَضل عليَّ أخي الأكبَر «يحيى العرفج»، وفّقه الله، ودَعَمَهُ عمِّي الكَريم الشَّهم «حسين العرفج»..!
ثُمَّ دَخلتُ المُتوسِّطة في المَعهد العِلمي مِن أجل الرَّاتب فَقط، بحُكم أنَّني أقدَم يَتيم في العَالَم، لأتمكَّن مِن الحصُول عَلى دَخل شَهري ثَابت.. وقد تَوزَّعَتْ درَاستي بَين مَعهد جُدَّة العِلمي، ثُمَّ الرَّس، ثُمَّ عنيزة -التي شَهَدَت بدَايتي الشّعريّة- ثُمَّ مَعهد الدَّمام، حيثُ حَصلتُ عَلى الثَّانوية مِن هُناك، وذَلك لِكَي أحصل عَلى سَكن في جَامعة الإمَام فَرع القَصيم، عَلى اعتبَار أنَّني سأكون مُغترباً في «بريدة»، ومَازلتُ أحتَفظ بصَكِّ الاغترَاب حتَّى الآن..!
لَم أُكمل في جَامعة الإمَام، بَل هَاجرتُ إلى المَدينة المنوّرة مَرَّة أُخرى، وهُنَاك عِشتُ رحلة مُغامرة في الجَامعة الإسلاميّة، حتَّى تَخرَّجتُ، ثُمَّ دَرستُ المَاجستير بَعد عَشر سَنوات مِن الجَامعة «في جُامعة أُم القُرى»، وحصلتُ عَلى المَاجستير في مسرحيّة جَميلة حَدَثَتْ بقَاعة المُناقشة، ثُمَّ بَعد عَشر سَنوات حَصلتُ عَلى الدّكتوراه مِن جَامعة «برمنجهام»، وبَين بَاء «بريدة» وَبَاء «برمنجهام» 40 سَنة مِن طَلَب العِلْم أحياناً، وطَلَب الجَهل أحياناً.. فأنَا تَمثَّلت هُنا بقَول أحدهم: «إذَا كَان التَّعليم غَالياً جرّب الجَهل»..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: هَذه سيرَة سَريعة لكِتَاب فيهِ مِن الفصُول والحقُول والفضُول، والحَواشِي والذّيول والذّبول، مَا يُثري الأفكَار والعقُول..!!!
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com