تحركت مشاعرنا بغضب، ولم نستطع كبت ألم قلوبنا ونحن نقرأ كلاما لمتجاوزين تطاولوا على الذات الإلهية ومقام النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وإن كان كلامهم مهما بلغ من السوء، فلن يضر الله شيئا، تعالى في علاه، ولن يلحق بمقام نبينا الانتقاص مهما قالوا، فضلا عن أن الله غني عن رد البشر، القائل: «إنا كفيناك المستهزئين»، ولم نملك سوى الإنكار على من تجرأ أن يكتب كلاما لا يليق بحق خالقه، وهو يعلم بأنه مخلوق من ماء مهين، ويعلم بأن حياته وموته ونجاحه وتوفيقه بيد الله، وإلى الله صائر، ولكنها لحظة تزعزع الإيمان في قلب من تجرأ على الله تعالى ونبيه الكريم، وتعبير عن رهْنه نفسه لكتب الفلاسفة الملحدين، ومقالات المنحرفين عقديا، (جعلته) ينجر خلف أفكار وأوهام لا يزينها في عقله إلا شياطين الإنس والجن، ولو علم من تطاول على مقام الرسول الكريم الذي امتدحه ربه بقوله: «وإنك لعلى خلق عظيم» لأدرك عظم هذا النبي، الذي اصطفاه ربه من بين البشر، ليكون بشيرا ونذيرا، ويكون خاتم الأنبياء والرسل، ما يجب علينا عمله الآن في قضية (حمزة كشغري) أن نفتح ملف البحث في جذور الفكر الانحرافي، الذي قد يكون المسؤول عن (انتكاسة شاب) عاش ثلاثة أرباع عمره القصير بين مدارس التحفيظ، وحلقات القرآن الكريم، ونجح في إحداث هذا التحول الخطير في حياته، حتى تفوه بكلمات تضعه في مصاف المنحرفين، أستغفرُ الله من قوله، ورضي الله عن حسان بن ثابت حين وصف رسولنا الكريم فقال: ومثلك لم تر قط عيني وأجمل منك لم تلد النساء خلقت مبرأ من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء ولابد من كشف المحاضن التي صنعها من شجّع كشغري ودعمه، والعمل على تجفيف منابعها، حتى لا تولد عشرات من كشغري، إن شعورنا بالألم، نتيجة لهذا الفعل المشين، أن الإساءة لله ولنبينا أتت هذه المرة من شخص ينتسب لهذا الدين العظيم، وينتمي لهذا الوطن الذي أشرقت منه شمس الإسلام والسلام، ولو تأمل من تهجّم على نبينا في سيرته، وعلم منتهى سماحته ورأفته بأمته، وعلم ما سيكون منه يوم القيامة يوم أن تأتيه الخلائق ترجو شفاعته، بعد أن أخذ يوم القيامة وأهواله وكربته، منهم كل مأخذ، فيسارع ليقول: أنا لها.. فيستأذن على ربه، فيقع ساجدًا تحت العرش، ثم يفتح الله عليه ويلهمه من محامده وحسن الثناء عليه شيئًا لم يفتحه لأحد قبله، ثم يُقال له: يا محمد ارفعْ رأسك، وقل يُسمع لك، وسلْ تُعط، واشفع تُشفَّع فيرفع رأسه فيقول: يا رب، أمتي.. أمتي.. أيكون هذا جزاؤه وهو من لاقى في سبيل دعوته المشاق والصعاب وعندما حاول المشركون ثنيه قال: «والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر»، فكان لنا النور الذي لولاه بعد الله لكنّا عميا صما بكما لا نفقه سر وجودنا ولا إلى أين مصيرنا؟! ولنعلم أن هناك فكرًا وأناسًا من مصلحتهم أن يغذوا عقول الشباب بفكر منحرف لتجاوز الخطوط الحمراء وزعزعة الثوابت والقيم، وهذا أمر لن يكون مقبولا في بلاد الحرمين. محمد إبراهيم فايع - جدة