جدة مدينتنا وما أدراكم ما جدة، شغلٌ شاغلٌ للمشغول بها، ومن لا شغل له سواها، فهي هَمُّ سرمدي لكثير من سكانها وزوارها لتطويرها. * إذن، الكل في همِّ جدة وغمّها وضرَّائها وفرحها سواء، ومن حقنا أن نفرح بإنجاز مائة يوم عمل، لأنها الوسيلةُ التي تُدرك بها غايات النمو! وهي باختصار حكاية مائة يوم بجدة. * اليوم تعج شوارع عروس البحر الأحمر بالعديد من (الإصلاحات)، منها الجاهزة ومنها المعقّد ومنها ما هو تحت التنفيذ، تنشد كلها تطوير جدة وتحسينها، والرقي بمستوى سكانها وزوارها، تجديدًا وتطويرًا ومحاولة إصلاح، وصولًا إلى معدل منشود من التنمية! * وقد قيل يومًا ويُقال: إنه لا تنمية حقيقية بدون إدارة حكيمة، التي إن حسُن أداؤها حسُن كل شيء! وقد سخّر الله لمدينتنا جدة رجالًا عاهدوا الله على إنمائها وأملنا فيهم كبير، أهلها وأميرها، فهم مبتدأ التنمية و(خبرها) وصراطها وعنوانها، وبدونهم تتحول التنمية إلى سراب، لا تُشبع من جوع ولا تروي من عطش! * وحكايتي اليوم مع إحدى شركات الحلول السريعة "نسما" والتي فازت بعقد تنفيذ مشروعات لحماية جدة من أخطار السيول والأمطار وكان عقد العمل مدته (110 أيام). وما أجمل الذكرى حين تقترن بالعبرة والاعتبار، أتذكر كيف مضت 100 يوم وسلّمت مواقع قبل الموعد. أعرف أن أمامنا الكثير، لكن من حقنا أن نفرح بخطة المشروع التي وُضع لها جدول زمني واحد في المائة من العمل يوميًا، وشارك في العمل 3000 آلاف عامل ومهندس. جهزت المواقع بأجهزة مستقلة، كان العمل فيها ما يشبه (الانتفاضة)، يعج بالخبراء في مختلف تخصصات الإدارة وتطبيقاتها، بعضهم سعوديون، وبعضهم الآخر عربٌ وعجم، وألفيتُ نفسي في كل صباح أن ألقي نظرة في طريقي للعمل على الموقع الذي يقرب من منزلي، أعايشُ عن كثبٍ بعضًا من أطياف تلك الانتفاضة الجداوية، بنسقٍ يومي تقريبًا. * وأحسب أن ذلك المخاض المتعدّد الاتجاهات والتوجّهات كان بمثابة (فرحة جداوية)، لإصلاح ما أفسده الدهر، وساعد على ذلك مراكز الطوارئ التي شاركت فيها الجهات الحكومية ذات العلاقة لمواجهة أي طارئ خلال العمل. * وفي ذات السياق، أعتقد أن مدينتنا جدة مازالت في حاجة إلى عدة انتفاضات جديدة تعيد رونقها وجمالها وهيبتها وقدرتها، وتخلصها من (سعرات) الترهل في حجمها، عبر عدة مسارات، وهو ما يعمل عليه أهلها الآن، ويحوز اهتمام أميرها. وبعد.. * فإن الهدف مما سبق من حديث؛ هو طرح أكثر تفصيلًا وتأصيلًا وتحليلًا لبعض ملامح التنمية الجداوية في مدينتنا الغالية من منظور شخصي، شكلته التجربة المباشرة مع حراك لكاتبة هذه السطور تفخر بإنجاز 1% في كل يوم عمل بجدة.