نفرح بصدق عندما نقرأ خبرا عن حصول أحد مسؤولينا على جائزة محلية أو خارجية لأننا نشعر أنه لا زال هناك بصيص أمل، رغم كل شيء، بوجود هذه القلة من المسؤولين المتميزين المخلصين. وهكذا كان شعوري عندما قرأت في صحيفة الرياض يوم الأحد الماضي خبر حصول الدكتور هاني أبو راس أمين محافظة جدة على الوسام الذهبي في مجال القيادة الحكيمة لعام 2011م في الحفل الذي نظمته أكاديمية تتويج التميز والجودة بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية بجامعة الدول العربية تكريما للقيادات العربية التي حققت إنجازات في مجال أعمالها.. وكان أول ما تبادر إلى ذهني كسبب للتكريم بهذا الوسام الذهبي هو تقييم المنظمة للأعمال والمشاريع التي تقوم بها أمانة جدة واستحقاقها للتميز في الجودة وسرعة الإنجاز، لا سيما والمنظمة على علم بما حدث في هذه المدينة من كوارث تتطلب عملا استثنائيا وجهدا جبارا لقطع دابرها. إنه خبر مفرح بلا شك لأنه يوحي لنا بأن الآخرين قد شهدوا بالسرعة الفائقة التي تتم بها حل مشاكل مدينة جدة.. ولكن ، ولكن ، يا فرحة ما تمت!!.. تبخرت الفرحة وتلاشى التفاؤل حين نشرت صحيفة الحياة يوم أمس أن تقرير أمانة جدة الأخير كشف ضعفا شديدا في مستوى التنفيذ ل (11) مشروعا لتصريف مياه الأمطار ودرء أخطار السيول (المشكلة الأبرز في جدة)، حيث تتراوح نسبة الإنجاز فيها من (صفر) إلى ضعيف جدا، ونسبة المدة المنقضية للمشروع من 274 إلى 375 في المئة.. مدينة تحتضر في غرفة العناية المركزة، ونحن ننتظر نزع أجهزة الإنعاش من جسدها المتهالك، وخروجها إلى الحياة من جديد، وفجأة يخرج الفريق المسؤول عنها ليخبرنا أن أحد عشر عضوا حيويا فيها لا تزال غير قادرة على العمل رغم توفر كل ما يجعلها تعود إلى حيويتها بأقصى سرعة، فيا لها من خيبة كبيرة.. وبناء على ذلك نقول لمعالي الأمين مبروك على الوسام الذهبي، وعقبال المزيد من الأوسمة، ولكن من حقنا أن نسأل الجهة المانحة للوسام: هل كنتم تعرفون المعلومات المتعلقة بهذه المشاريع قبل منحه؟؟. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة