وصل وزير الداخلية الليبي نصر المبروك عبدالله إلي القاهرة أمس، قادما من جربا بتونس على طائرة خاصة، في زيارة غامضة لمصر وسط شائعات ترددت بشأن تخليه عن الزعيم الليبي معمر القذافي وفراره من طرابلس. وقالت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة: «وصل المبروك بصحبة 9 أفراد من أسرته، حيث أبلغ رجال الأمن بأنه في زيارة سياحية»، موضحة أنه «تم إنهاء إجراءات وصوله في سرية تامة في صالة رقم 4 والمخصصة لرجال الأعمال والطائرات الخاصة حيث غاب عن استقباله أعضاء السفارة الليبية لدي مصر». وكانت شائعات ترددت خلال الساعات الماضية بفرار المبروك من طرابلس، وهو يعد أحد أهم أذرع القذافي، إذ عينه في حزيران (يونيو) الماضي وزيرا للداخلية خلفا لعبدالفتاح يونس، الذي انشق على الزعيم الليبي وقتل فيما بعد. إلى ذلك قال» معارضون ليبيون» إن قواتهم دخلت وسط مدينة الزاوية بعد معارك مع «كتائب القذافي»، وأوضحوا أنهم لم يسيطروا على المدينة بالكامل، إذ لا يزال فيها عدد من قوات الكتائب. ويعد استيلاء المعارضين على الزاوية نصرا إستراتيجياً، إذ لا تبعد المدينة عن طرابلس أكثر من أربعين كيلومترا، وفيها مصفاة للنفط، وهي أقرب مدينة يسيطر عليها المعارضون في طريق زحفهم نحو العاصمة الليبية. ويتقدم ثوار ليبيا أيضا في جبهات أخرى، حيث أوشكوا على إكمال سيطرتهم على مدينة البريقة النفطية الصناعية الواقعة على ساحل خليج سرت، كما حققوا تقدما كبيرا باستيلائهم على منطقة وادي الحي وتجاوزها إلى نقطة متقدمة لا تبعد سوى ستين كيلومترا عن طرابلس من ناحية الجنوب. وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت بين القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي والثوار حول بلدة الزاوية مع محاولة الثوار التقدم للاقتراب من طرابلس، وسُمعت أصوات إطلاق نار في البلدة الساحلية الواقعة غربي العاصمة وأغلق الطريق السريع من العاصمة إلى الحدود التونسية. وأكدت حكومة القذافي وقوع قتال في المنطقة، ولكنها قالت إنه تم دحر محاولة من جانب الثوار للاستيلاء على الزاوية.