لا تكاد رسالة جامعية في الأدب السعودي تصدر في كتاب إلا سارعت إلى اقتنائها، ومن بين الأعمال التي تحولت من رسالة إلى كتاب رسالة الماجستير التي قدمتها الزميلة الباحثة أمل عز الدين حسين لقسم الأدب بكلية اللغة العربية بالرياض تحت عنوان " المدن والمعالم الحضارية السعودية في الشعر السعودي المعاصر" عام 1420ه، ثم طبعت بالعنوان نفسه عام 1429ه/2008م في 392 صفحة عن طريق دار القادري بدمشق. يتكون الكتاب من مقدمة وتمهيد، وثلاثة فصول، وهي: الدراسة الموضوعية، والدراسة الفنية، وموازنات شعرية. وقد بذلت الباحثة جهداً واضحاً في اختيار النصوص وتحليلها، واستشهدت بنصوص للعديد من الشعراء الكبار مثل: أحمد الغزّاوي، وابن خميس، وحسين عرب، ومحمد العقيلي، ويوسف أبو سعد وغيرهم. ووفقت إلى حد كبير في اختيار الموضوع إذ لا يخلو من طرافة وإمتاع، وبخاصة في المباحث التي تناولت تصوير المعالم الحضارية الثقافية، وتصوير المعالم الإنشائية. وثمة مقترحات واستدراكات على الكتاب أسوقها للزميلة الباحثة؛ لعله يستفاد منها في الطبعة القادمة، ومن ذلك اقتراح حذف المبحث الخامس من الفصل الثالث " موازنة بين ما قيل في مدينة سعودية ومدينة غير سعودية"؛ لأنه مقحم على موضوع الكتاب، واستدراك الأخطاء في أسماء بعض الشعراء مثل تحول اسم عبدالله بن إدريس في بعض الصفحات إلى (يوسف إدريس)، وعلي محمد صيقل إلى (محمد علي صيقل)، ومحمد بن سعد بن حسين إلى (سعد بن حسين)، ويوسف بن عبداللطيف أبو سعد إلى (عبداللطيف أبوسعد)، وأحياناً إلى (يوسف عبدالله أبوسعد). وتحت عنوان " خامساً: مجلة المنهل" أوردت بعض القصائد في ست صفحات، ثم انتقلت فجأة إلى صحف ومجلات أخرى دون أن تضع عنواناً فرعياً للفصل بين هذه وتلك، وأشارت إلى أن جريدة " صوت الحجاز" هي أول صحيفة سعودية، والصواب أن أول صحيفة أم القرى التي صدرت عام 1343ه، في حين أن صدور صوت الحجاز عام 1350ه. ومما يمكن أن يؤخذ على الكتاب إحالة المؤلفة على مراجع وسيطة مثل توثيق قصيدة لمنصور دمّاس، ومعلومات عن الأندية الأدبية من كتاب " الفكر والشكل" للدكتور مسعد العطوي. وبعد، فالباحثة جادة ولغتها سلسلة، وبانتظار عملها في الدكتوراه وفقها الله. [email protected]
