قال الضمير المتكلم : عزيزي إياك ثم إياك ، أن تُهْدِر وقتك وصحتك التي ربنا أعطاك ؛ في بناء نفسك والبحث عن العطاء والمجد هنا أو هناك ، وفي هذا المجَال أو ذاك !! ياسيدي أنت بذلك تبحث عن سَراب وتغلق بنفسك أمامك الأبواب ؛ يا حبيبنا في مجتمعنا وصَفَات سِحْرية ؛ للوصول للمجد والشهرة بوسائل سهلة وسريعة وعصرية ؛ إليك بالمجان بعض تلك الوصفات ؛ خُذْ بها ، واندم على ما ضاع من عمرك وفَات : * فإن كنت ممن يدورون في فلك العلم الشرعي ؛ فلا تُرْهِق ذاتك بالمطالعة والدرس ، ومطاردة العلماء اليوم وبكرة وأمس ؛ فماعليك في هذا المجال إلا شهادة دكتوراه ولو في عِلْم الغُبار والرمال ؛ ثم المهم فتوى شاذة تسمح باختلاط المرأة بالرجال في كل وَضْعٍ وحَال ؛ بعدها سوف تكتسح بصورك وأحاديثك الأرض والفضاء !! *أما إذا كنت من أهل المال ؛ فلا تضيعه بالزكاة والتبرعات ، ولا تنفقه في خدمة وطنك ؛ فتقيم به بعض المشروعات ؛ فلن يتذكرك أحد ولو ببضع كلمات ؛ وَصْفَتُك للوصول للشهرة الفورية ؛ أن ترأس أحد الأندية الرياضية ؛ نعم أنفق أموالك على ذلك الّلستك المنفوخ ؛ فسوف تصبح الباشا وشيخ الشّيوخ ؛ وعندها سوف تسكن التلفزيون ، وتملأ صورك العيون ، ومن حقك أن تسب هذا وتضرب ذاك فأنت هَامُور وتُمُوّن !! * ولهواة الأدب والرواية ؛ لا تحاولوا تقليد ( الكاتب الفرنسي فيكتور هوجو) في البؤساء ، ولا السير على طريق ( شقة الحرية والعُصفورية ) للقصيبي شاعر الأدباء ؛ فذاك درب طويل يا نجيب النجباء ؛ فشهرتكم وسيلتها المرأة ، والحديث عنها!! * ولمن يعشق الكتابة الصحفية إياه أن يتعب قلبه بهموم الوطن والناس ؛ ولا يكن تحت رحمة مقص الرقيب الذي يحبس الأنفاس ؛ فطريقه المفروش بالمال والورود أن يجعل قلمه لتلميع المسؤولين ؛ عندها سيصبح هو القريب الحبيب ، وفي السّفريات والإكراميات والمؤتمرات اسمه حاضِرٌ ، ولَن يَغِيب !! * وللمسؤول حذار أن تعمل بتخطيط وهدوء وصمت ، فهذا موتٌ لك أيّاً كنت ، وسوف تغادر منصبك مهما فَعَلْت ؛ فطريقك للبقاء لتكون في كرسيك من المعمرين الديناصورات ، إطلاق الوعود والمشاريع الوهمية ، وكثرة التصاريح في مختلف الوسائل الإعلامية !! وفي النهاية بغير تلك الوصفات وأخواتها قَد يُدرْكُ أحدنا المأمول ، ولكن في الغالب واقعنا يقول : إنه سيسكن المجهول ، أو يُقِيم في ( مصحة شِهَار ) ، وإقامته ستطول !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .