تزامن طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما القيام بالمزيد من إجراءات تعزيز الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تمهيدًا لإطلاق المفاوضات المباشرة بينهما مع ما تردد حول توقف المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها الإدارة الأمريكية مع إسرائيل والقفز إلى مرحلة المفاوضات المباشرة، هذا التزامن يحمل أكثر من علامة استفهام حول جدوى المفاوضات غير المباشرة التي أُرغم الفلسطينيون على القبول بها تحت وطأة الضغوطات الأمريكية، وهاهم يتعرضون لضغوطات جديدة للدخول في مفاوضات مباشرة دون تحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة ودون أن تصل تلك المفاوضات لا الى غايتها، ولا إلى السقف الزمني الذي حدد لها. الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي وعد بأن يتحقق حلم الدولة الفلسطينية القابلة للحياة التي تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل آمنة قبل انتهاء ولايته الحالية يحمل أيضًا علامة استفهام أخرى، فهذا الوعد الذي سبق وأن قطعه على نفسه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن منذ العام 2003، وشاركه في وضع خطوطه العامة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، اللذان ظلا يداعبان به مخيلة الشعب الفلسطيني على مدى سنوات طوال يصطدم بتصريحات أوباما نفسه التي صدرت في غضون الوقت نفسه تقريبًا، والتي استبعد فيها التوصل إلى اتفاق سلام خلال الفترة المتبقية من ولايته. الجانب الفلسطيني الذي ظل يمنح الجهود الأمريكية والدولية الرامية إلى استئناف مفاوضات السلام مع الإسرائيليين، الفرصة تلو الأخرى، رغم اقتناعه بعدم جدواها مع استمرار سياسات الاستيطان والاحتلال والحصار والاعتقال والإبعاد والإذلال التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس العربية، ينبغي في مثل هذه الظروف أن يضع مصالح القضية فوق أي اعتبار لا سيما في ظل التزام السلطة الفلسطينية وحكومة حماس المقالة بوقف أعمال العنف، بما يسقط أي مبرر إسرائيلي بمواصلة الأعمال العدائية والاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني، والتنصل من استحقاقات عملية السلام. من الصعب جدًّا الاقتناع بإمكانية أن تحقق المفاوضات المباشرة أي نتائج إيجابية طالما لم تحقق المفاوضات غير المباشرة أي نتيجة إيجابية سواءً فيما يتعلق بالحدود أو الأمن.