دعا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بمملكة البحرين المؤرخين والمهتمين بتاريخ وآثار دول مجلس التعاون إلى توثيق المنجزات الوطنية والحضارية بدول المجلس، مشيرًا إلى أنها تكتب قصص نجاح القادة الخليجيين وشعوبهم على مر العصور، حاثًا إيّاهم على التركيز على تاريخ المنطقة لأنه حافل وتشجيع الشباب على معرفته والاطلاع عليه والتعمق فيه، ليس لكونه ثقافة وطنية فحسب، بل ليكون محفّزًا لهمة الشباب وطاقاتهم. جاء ذلك لدى استقباله للمشاركين في الملتقى العلمي الحادي عشر الذي نظمته جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون في مملكة البحرين الأسبوع الماضي، حيث دعا المشاركين إلى ضرورة مواجهة الغزو الثقافي للحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية لدول المجلس ومجابهة ذلك بالتاريخ الزاهر للمنطقة في كل مجال والحفاظ عليه من أي تشويه، وتصحيح أية مغالطات تاريخية بشأنه. وحث سموه المهتمين بالتاريخ والآثار على أهمية الاستثمار في هذا القطاع والعمل على جعل المنطقة مقصدًا ووجهة للزوار وقاصدي التعرف على التاريخ، منوّهًا إلى أن الخليج العربي مليء بالحضارة ويجب أن يقصده العالم ويتعرف على تاريخه الحافل. وأضاف سموه قائلاً: إن من سيعتني بالبحث في تاريخ وآثار دول مجلس التعاون سيجد نفسه أمام حضارة يرجع تاريخها لآلاف السنين وغنية بالإنجازات المشرفة التي تستحق التوثيق، ممّا يجعلها مجالاً خصبًا للبحث، مؤكدًا دعم الحكومة لكل جهد مؤسسي يهدف إلى دعم العمل التاريخي والأثري الخليجي المشترك بما يسهم في التعريف بحضارة دول المجلس وإظهارها للعالم، مبينًا أن أهمية الآثار تكمن في كونها شاهدًا على حضارات شامخة في الذاكرة الوطنية الخليجية، وإن البحث فيها يسهم في اكتشاف الوسائل التي مكّنت من سبقنا من صنع هذه الحضارة لنتمكن من البناء عليها ومواصلة الانجاز. كما أشاد الأمير خليفة بالدور الذى تضطلع به الجمعية فى التعريف بتاريخ وآثار دول المجلس ورعاية المهتمين بالتاريخ والتراث، مثنيًا على جهودها فى تسهيل تبادل الإنتاج العلمي والفكري والثقافي بين دول مجلس التعاون، متمنيًا سموه للقائمين على الجمعية التوفيق والنجاح.