رحم الله طلال مدّاح الذي كنتُ وأنا غلام في مسقط رأسي (الطائف) تثير انتباهي كلمات أغنيته الحزينة (على سلّم الطائرة) التي يقول بعضها: على سلّم الطائرة بكيت غصباً بكيت على محبّين قلبي عندما ودّعوني وشفت محبوب قلبي بين نخلة وبيت يناظر الطائرة يبغى يحرّك شجوني أنا عندما شفته بعيني بكيت وقلت من فضلكم لو تسمحوا نزّلوني والشاهد هو أنه كما بكى طلال مدّاح، بكيتُ أنا على سلّم إحدى طائرات خطوطنا الجوية من أبها إلى جدّة، لكن ليس على محبّي القلب، بل على ظواهر وتفاصيل سلبية صارت سمة لخطوطنا، فموعد الإقلاع تأخّر ساعتين، وطبعاً لا تعويض للمسافرين ولا حتى اعتذار، وبعضهم كانت لديهم رحلات دولية مواصلة، وفي مُدرّج المطار كانت هناك طائرتان متجاورتان لرحلتين مختلفتين على وشك الإقلاع، ولم تعبأ الخطوط بإرشاد المسافرين لطائرتهم فمشى بعضهم إلى الطائرة الخطأ ثمّ أعيدوا للأخرى، وفي الطائرة مضيف (طفشان) ومضيفة (زعلانة)، ووقت الضيافة أقلّ من (5) دقائق بينما وقت عرض المبيعات الجوية يكاد يستغرق باقي زمن الرحلة، فإن كانت الخطوط تعشق التجارة فلم لا تزاولها في المُولات لا في الطائرات؟ وعند الوصول حشرت الخطوط أوتوبيس النقل بالركّاب بما جعله علبة سردين، كلّ سردين يفشّ خلقه في السردين الآخر!. ظواهر وتفاصيل تفنّنت الخطوط العالمية في معالجتها، بينما عمّرت في خطوطنا، خصوصاً في الرحلات المحلية، فماذا أقول؟ لو لدينا منافس محلّي كفؤ لنزلتُ من سلّم طائرة الخطوط متّجهاً لسلّم طائرة المنافس وأنا أغني سعيداً: أنا عندما شفته بعيني بكيت وقلت من فضلكم لو تسمحوا نزّلوني!. فاكس 026062287 [email protected]