منذ اللحظة الأولى التي داهمت فيها السيول مراكز وأحياء محافظة جدة في يوم الأربعاء الخامس والعشرين من شهر نوفمبر الماضي تواصلت عمليات وحدات الدفاع المدني وأعمالها في الإنقاذ على مدار الساعة للبحث عن المفقودين، وحرصت وحدات الدفاع المدني على سرعة تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الحريصة على توفير كل ما يلزم للمتضررين من وسائل الإعاشة والإسكان والرعاية الصحية والاجتماعية. وخلال الساعات الثماني والأربعين الأولى نجحت فرق الدفاع المدني في إنقاذ 1399 مواطنا ومقيما ممن احتجزتهم السيول، وأنقذت طائرات الدفاع المدني نحو 300 شخص من المتضررين في حين تمكنت أطقم الإنقاذ المائي الأرضي من إنقاذ 1099 من المواطنين والمقيمين بينهم عدد من النساء والأطفال كما تمكنت فرق الإنقاذ في محافظة بحرة من إنقاذ 461 شخصا في نفس الفترة. وفي الثامن من شهر ذو الحجة العام الماضي اصدر الدفاع المدني بيان بأسماء المفقودين من جراء السيول في جدة. واستنفر الدفاع المدني جهوده لإغاثة المنكوبين والبحث عن المفقودين حيث شكل وجود قوة كبيرة للبحث في المناطق والأحياء المتضررة، يعمل بها نحو 600 فرد في كل وردية بشكل يومي، وتم تحريك نحو 50 صافرة إنذار وجميع آليات الفرق والأفراد في الأحياء المتضررة بمدينة جدة تحسبا للطوارئ، كما قام الدفاع المدني بمراقبة المنسوب المائي في بحيرة الصرف الصحي (المسك)، واستمرت جهود البحث عن الجثث في البحيرات الخمس التي حددها الدفاع المدني مسبقا ويجرى العمل على مدار الساعة بهدف سحب المياه واستمرار أعمال البحث. كما واصل الدفاع المدني جهده في رصد التجمعات المائية الناتجة عن الأمطار، وعملت على التنسيق مع أمانة جدة لرش التجمعات المائية، حرصا على عدم انتقال الأمراض التي تنشأ عن تجمع البعوض أو تلوث المياه. واستمرت فرق طيران الدفاع المدني في أداء عملها بأقصى جهد لها، وبشكل متواصل ادراكا منها بحجم الكارثة وخطورتها وتأثيرها على السكان، فاستمرت هذه الفرق في القيام بعمليات المسح الجوي في المحافظات والأحياء المتضررة للبحث عن المفقودين، وتم البدء في تنفيذ خطة إعادة الأوضاع في المراكز والأحياء المتضررة في إطار خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة الأمطار والسيول وسط حالة من التقدير عبر عنها أبناء محافظة جدةوبحرة والأسر المتضررة لسرعة استجابة فرق الدفاع المدني وانتشارهم في جميع المواقع التي تضررت جراء السيول والأمطار وجهودها المتواصلة في عمليات الإنقاذ والانتشال وكذلك محاولة تقليص الأضرار إلى أدنى مستوياتها. وواصل الدفاع المدني بحثه عن الجثث في المناطق التي غمرتها السيول والفيضانات في جدة فاستعانت الفرق بكلاب بوليسية في أعمال البحث منذ وقوع السيل إضافة لتفتيش مئات السيارات المتضررة بهدف التأكد من عدم وجود اي جثث بداخلها. واستمرت غرفة العمليات والتنسيق في أداء عملها ليل نهار من أجل المتابعة والرصد ورفع التقارير والمعلومات وتزويدها للجهات العاملة في رفع الأضرار ومتابعة الوضع على مدار الساعة. ورسمت إدارة الدفاع المدني خطة إضافية للتعامل مع الكارثة، حيث هدفت هذه الخطة الى تركيز البحث عن المفقودين في الأحياء التي تحوي البلاغات، مع استمرارية البحث في الأحياء الأخرى. ويشهد كل حي من الأحياء المحددة عمل فرقتين كل منهما مكونة من ثلاثة ضباط و35 فردا يعملون بنظام الورديات، إلى جانب فرقة في كل حي من الأحياء المتبقية، وتركيز الجهود يكون في وجود معدات إضافية للبحث وإزالة الأنقاض والحفر بالمواقع المشتبه بها. ولأن حجم الكارثة كان كبيرا، حيث بلغ عدد الضحايا 122 قتيلا، إلى جانب 37 مفقودا، ونظرا لصعوبة التعرف على هوية المفقودين، قامت إدارة الدفاع المدني باستخدام فحص الحمض النووي DNA، ووصل عدد الجثث المجهولة لدى الأدلة الجنائية إلى 25 جثة لم يتم التعرف عليها وتقدمت 32 أسرة من ذوي المفقودين بطلب لإجراء الفحص. وفى الثالث من يناير بداية هذا العام قالت إدارة الدفاع المدني انها قد قلصت للمرة الثانية عدد الأحياء التي ما زالت تشهد عمليات البحث عن المفقودين جرّاء كارثة السيول ليصبح عددها سبعة أحياء بدلا من 52 حيا بعد وقوع الكارثة، وقالت الإدارة إنها تهدف إلى تركيز البحث فيها عن المفقودين البالغ عددهم حاليا 37 مفقودا.