أبطال الوطن يتنافسون اليوم في حمايته والذود عنه، فلئن كان جنودنا البواسل الأبطال المرابطين على المنافذ والحدود يحمون الوطن من ميليشيات العدو الحوثي المدعوم من إيران ويفدون ترابه بأرواحهم الطاهرة فإن رجال أمننا في المدن وأبطال الصحة والتعليم وغيرهم من المواطنين والمواطنات في القطاعات الأخرى والمتطوعين والمتطوعات يعملون طوال اليوم وعلى مدار الساعة لحماية الوطن وأبناءه من آثار هذه الجائحة. الأزمة المفاجئة والمتطلبات الطارئة للجائحة كانت تمثل تحديا صعبا للكثير من الجهات ولكنها قوبلت باستعداد سريع وإجراءات صارمة وجاهزية وكفاءة عالية مؤكدة بأن الرصيد الحقيقي ورأس المال الأساسي للمجتمعات عند الطوارئ والأزمات هو العنصر البشري الذي يتمتع بدرجة عالية من العلم والتأهيل والمعرفة، وهذا ما أكده أبطال الوطن في كل المجالات المختلفة سواءً كانت في المجالات الصحية بالرغم ما فيها من خطورة لإصابتهم بالعدوى كأفراد أو إصابة أفراد أسرهم فضربوا أروع الأمثلة في التضحية والوفاء والتعامل الإنساني مع جميع المرضى والمصابين وتحملوا بعدهم عن أسرهم وذويهم في سبيل المحافظة عليهم وعلى صحتهم، وكذلك العاملين في المجال التعليمي وذلك من خلال تفعيلهم ولأول مرة لتجربة التعليم عن بعد وتذليل كل العقبات والصعوبات التي كانت موجودة في السابق وفي مقدمتها الحاجز النفسي بحيث يصبح التعليم عن بعد أحد السياسات التي سيتم تطبيقها مستقبلاً، أو رجال الأمن في وزارة الداخلية من خلال حرصهم على التأكد من تطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي تساهم في الحد من انتشار الجائحة في المجتمع والحفاظ على صحة المواطن والمقيم، أو العاملين في وزارة التجارة ووزارة الشؤون البلدية من خلال جولاتهم التفتيشية على المراكز التجارية والتأكد من تطبيقها للإجراءات الاحترازية أو العاملين في مختلف الخدمات وقطاعات الدولة من بيوتهم والذين واصلوا تقديم الخدمات عبر المواقع والتطبيقات الإلكترونية. الشكر أيضاً لأبطال الوطن من مواطنين ومقيمين ممن التزموا بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية ولازموا منازلهم وأتبعوا التعليمات وحرصوا على تطبيق الأنظمة والقوانين والإرشادات وتصدوا للشائعات وكانوا على مستوى المسؤولية مطبقين شعار (كلنا مسؤول) كما ساهموا من خلال التزامهم بخفض أعداد المصابين وأعداد الحالات الحرجة وبالتالي حماية أرواح الأبرياء. كل ذلك تقف خلفه حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -يحفظهم الله- فالشكر لهم ولكل من بذل وتعب وسخر نفسه وجهده وطاقته لخدمة دينه ومليكه ووطنه خلال هذه الأوقات الصعبة والتي يواجه فيها الوطن جائحة كورونا التي لم يسبق أن مرت على الوطن جائحة مثلها، سائلاً المولى أن يزيل عنا هذه الجائحة وأن يحفظ ديننا ومليكنا ووطننا من كل شر.