لقد أصبح الركض الإجرائي سمة بارزة تتسم بها أعمال وزارة الحج والعمرة والدليل أنه ما إن انتهى موسم حج 1440ه بنجاح؛ حتى بدأت الوزارة في التحضير للموسم المقبل مستندة في ذلك على منهج علمي ممارسة فيه دوراً تخطيطياً وتنفيذياً وإشرافياً ورقابياً، يساندها في ذلك كوادر بشرية مؤهلة في مجال خدمة ضيوف الرحمن؛ مستلهمة في ذلك توجيهات القيادة الحكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان الذين يضعون خدمة ضيوف الرحمن من أولويات الدولة السعودية. ولعلي أذكر بعضاً من ذلك الركض في هذه العجالة ومنها تدشين معالي وزير الحج والعمرة د. محمد صالح بنتن يوم الخميس 4 صفر 1441ه مراكز (عناية) للارتقاء بجودة الخدمات؛ وهي مراكز منتشرة في الأماكن التي يتواجد بها الحجاج والمعتمرون في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وفي جدة؛ وتقدم خدمات شاملة للحجاج والمعتمرين والمنظمين من شركات الحج والعمرة، ويشرف عليها سعادة المشرف العام على الادارة العامة للموارد البشرية الأستاذ خالد القزلان.. فهذه المراكز تعمل على تلقي البلاغات عن المفقودين وارشاد التائهين؛ واستلام وحفظ المفقودات مع البحث وتسليمها لأصحابها، بالإضافة إلى خدمة تمديد تأشيرة الحاج أو المعتمر.. وكل ذلك مرتبط بالمسار الإلكتروني وغرف العمليات والمراقبة والتحكم والقياس؛ حيث تقدم 30 خدمة لقطاعي الافراد والأعمال منها 16 خدمة ذاتية، فليس على المستفيد إلا الدخول عليها وتسجيل بياناته والمشكلة التي تعترضه حتى يتم حل المشكلة. وهناك 14 خدمة من (موظفي عناية) وهم من الشباب والشابات السعودي ذوي الكفاءة بالإضافة إلى إتقانهم للغات الحجاج بحيث يسهل التواصل مع الحجاج والمعتمرين. كما كانت هناك (حلقة نقاش الحج) التي افتتحها صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة في 10 صفر 1441ه لتعزيز الايجابيات، ودراسة أهم الملاحظات المرصودة في موسم الحج الماضي لتكون نقطة انطلاق للتحسين والتطوير حيث أكد سموه فيها: «أن الجميع في هذه البلاد في رقبته أمانة تحتم عليه أن يوفر الخدمات لضيوف الرحمن حيث شرفنا الله باستضافتهم لنثبت للعالم أجمع أن النظام الإسلامي هو أعظم وأفضل نظام يخدم الإنسان والمكان».. وقد نوقشت خدمات الإسكان والنقل والإعاشة والاستقبال والمغادرة والخدمات والمرافق.. وغيرها واستُقطب أكثر من 200 خبير محلي متخصص في شؤون الحج يمثلون أكثر من 50 جهة حكومية . ثم جاءت الخطوة الأهم وهي استقبال وفود مكاتب شؤون الحج لمناقشة ترتيبات حج عام 1441ه وقد كانت اجتماعات مكثفة مع معالي نائب وزير الحج والعمرة د. عبدالفتاح مشاط لمناقشة تفاصيل متطلبات وفود الحجاج والتسهيلات التي تقدمها الحكومة السعودية لأداء نسكهم بيسر وسهولة؛ حيث يتم التوقيع على الاتفاقيات والتي يحضرها مسؤولون من وزارة الداخلية، والخارجية، والأمن العام، والجوازات، ومن إمارة منطقة مكةالمكرمة وإمارة منطقة المدينةالمنورة، ومن هيئة الطيران المدني للرد على كافة الاستفسارات والتنسيق والتكامل بين تلك الجهات لضمان نجاح الخطط التشغيلية؛ حيث تناقش المتطلبات الإضافية التنظيمية في السكن أو الاعاشة أو الإقامة في المشاعر المقدسة، وأي تسهيلات من حيث التأشيرات والجوازات وغيرها. كما يجري التوقيع الرسمي البروتوكولي بين معالي وزير الحج والعمرة ووزراء الدول للاتفاقيات. والكثير يظن أنها مجرد رسميات وشكليات ولكنها في الحقيقة جهود مضنية حيث يتم التنسيق مع مؤسسات الطوافة لإيصال رغبات الحجاج في الخدمات مما يساهم في إعداد الخطط التشغيلية مبكراً.. ووفق ما يحتاجه ضيوف الرحمن.. ليكون موسم حج 1441ه بإذن الله ناجحاً متوافقاً مع مشوار الركض المخلص البناء.