دورة إعداد المحتسب برنامج تدريبي لأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتنمية المهارات

د. عبد الله البشيري ل(الرسالة):

دورة (إعداد المحتسب) هي ذلك البرنامج التدريبي المقدّم لأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعموم مناطق المملكة العربية السعودية، وتهدف لتنمية مهارات رجل الهيئة في الجوانب الشرعية والجوانب النظامية والجوانب الإدارية والجوانب التربوية والنفسية وجوانب المهارات الذاتية وذلك خلال عشرة أسابيع تختتم باختبار يتم على ضوئه إضافة لبعض المعايير العملية الأخرى تقويم مستوى المتدرب.
لقد سمعنا عن هذه الدورة بشكل أثار الفضول والاستفسارات عن هذه الدورة ومدى فاعليتها مما دفعنا لمقابلة د. عبد الله البشيري رئيس قسم الدورات التدريبية بالمعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة أم القرى ليطلعنا على هذا البرنامج الرائد ويعرّفنا به.
البطاقة الشخصية
* البطاقة الشخصية؟
- د. عبد الله بن علي البشيري، رئيس قسم الدورات التدريبية بالمعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة أم القرى
دورات إعداد المحتسب
* هل ممكن نبذة عن دورات إعداد المحتسب من ناحية المنهج؟ والمدة؟ والشرائح التي تدرس فيها؟
- دورة إعداد المحتسب عبارة عن برنامج تدريبي مقدمة لأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعموم مناطق المملكة العربية السعودية، وتهدف في الجملة إلى تنمية المهارات رجل الهيئة في خمسة جوانب:
1 - الجوانب الشرعية، ويتم تدريبه فيها على حقيبتين: الأولى: (حقيبة فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، والثانية: (القواعد الشرعية المتعلقة بعمل المحتسب).
2 - الجوانب النظامية، ويتم تدريبه فيها في حقيبة عن الأنظمة تتكون من أربعة أجزاء: أنظمة الخدمة المدنية وواجبات الموظف وتقويمه، نظام هيئة الأمر بالمعروف ولائحته التنفيذية، نظام الإجراءات الجزائية، بعض الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي لها علاقة بالعمل الميداني.
3 - الجوانب الإدارية، ويتم تدريبه على حقيبتين: الأولى: حقيبة (التخطيط الإستراتيجي ووضع الأهداف)، والثانية: حقيبة (مهارات التواصل).
4 - الجوانب التربوية والنفسية: ويتم تدريبه في ثلاثة حقائب، الأولى: حقيبة (منهج التربية الإسلامية في التعامل مع الأخطاء)، حقيبة (آداب الحوار)، حقيبة (الإرشاد النفسي وتطبيقاته في عمل الحسبة).
5 - جوانب المهارات الذاتية: ويتم تدريبه على أهم مهارة في ذلك في حقيبة (مهارات التفكير وتطبيقاتها في عمل المحتسب).
ويقوم المتدرب بتطبيق عملي لتلك المهارات من خلال مراكز الهيئات لمدة أسبوع، تحت إشراف أحد أعضاء هيئة التدريس بالمعهد بالاشتراك مع رئيس مركز الهيئة.
ومدة هذه الدورة عشرة أسابيع ويتم اختتامها باختبار يتم على ضوئه إضافة لبعض المعايير العملية الأخرى تقويم مستوى المتدرب.
ويستهدف البرنامج أعضاء الهيئات، ورؤساء المركز، ونحوهم من منسوبي الرئاسة العامة للهيئات..
تنفيذ الدورات
* ما هي أماكن تنفيذ هذه الدورات؟ وعلى أي أساس تم اختيارها؟
- حرصاً من الجامعة ممثلة في المعهد العالي على مراعاة أفضل المعايير العالمية في التدريب ولا سيما فئة الكبار من الموظفين، ورغبة في الوصول إلى نتائج كبيرة، ومساهمة في خدمة جهاز الهيئة هذا الجهاز الذي نعتز جميعاً به؛ فقد قامت الجامعة مشكورة بإقامة الدورات في كل منطقة في مقر تلك المنطقة، وقامت بتجهيز مقرات الدورات في أرقى الصالات التدريبية، واختارت أفضل الفنادق المشهود لها بالكفاءة وحسن الخدمة لتستضيف أعضاء الهيئات وتقدم لهم التدريب اللازم.
هدف الدورات
* ما هو الهدف من تنظيم هذه الدورات؟
- هناك هدف عام، وأهداف تفصيلية لكل برنامج، وتختلف تلك الأهداف التفصيلية لكنها تعود إلى الهدف العام. الذي يتمثّل في إعداد المشارك ليكون محتسباً يؤدي رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق المنهج الشرعي الصحيح والأنظمة المرعية وبأفضل معايير الجودة في الأداء.
أسس منهج الدورة
* ما هي الأسس التي بنيت عليها مناهج الدورة؟ وهل من تقييم مستمر لها؟
- تم بناء مناهج الدورة على ثلاثة أسس:
الأول: الاحتياج التدريبي الفعلي لمنسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الثاني: مراعاة الهدف الذي تسعى الرئاسة العامة لتحقيقه من خلال هذه الدورات.
الثالث: مساهمة الجامعة في خدمة المجتمع في مجال التدريب وفق أفضل المعايير الدولية المتعارف عليها في التدريب على رأس العمل.
ومن أهم المعايير التدريبية: القيام بتقويم مستمر للدورة، وقد تم تصنيف استمارات تقويم في أربع مجالات: البيئة التدريبية، المدرب، الحقيبة التدريبية، إدارة التدريب، وتم وضع عدد من المؤشرات في كل استمارة يصل عددها إلى عشرين مؤشراً؛ كل ذلك لقياس فاعلية التدريب، ومحاولة الوصول إلى نقاط النقص أو الإخفاق أو مجالات التطوير حتى يتم استدراكها في عملية مستمرة، كما أن المعهد قد اتفق مع بعض الفرق العلمية لدراسة تلك الاستمارات وإعداد دراسة علمية إحصائية يتم من خلالها الوصول إلى نتائج وتوصيات؛ تستخدم لتقويم العملية التدريبية إن شاء الله تعالى.
خطط مستقبلية
* ما هي الخطط المستقبلية لبرنامج (إعداد المحتسب)؟
- هذه الدورة للإحاطة تُقام للمرة الثانية على مستوى المملكة، والأمل أن يتم تكرارها حتى تشمل جميع الأعضاء في المملكة، ولذا فنحن نظن أننا ما زلنا في بداية الطريق، فالخطط المستقبلية كثيرة وكبيرة، ولكن حتى نكون واقعيين ومتبعين للنهج العلمي؛ فقد قام المعهد بتكليف فريق بحثي علمي ليدرس مؤشرات تقويم الدورة الحالية ويدرس قياس أثر التدريب، وسيوافينا بنتائج الدراسة بعد انتهاء الدورة بشهر، وعلى ضوء تلك الدراسة ستكون الخطط المستقبلية.
جدية المشاركين
* ما مدى جدية المشاركين في هذه الدورات؟ وكيف لمستم ذلك؟
- لقد لمسنا بفضل الله جدية المتدربين المشاركين في هذه الدورات، وحرصهم على الاستفادة، ويظهر ذلك من خلال استمارات التقويم تلك التي أشرت لها قبل قليل.
نتوقع الكثير
* ماذا تتوقعون من خريجي هذه الدورات؟
- نحن نتوقع الكثير ولا سيما وقد رأينا تفاعلاً جدياً وتميزاً، ونأمل أن نوفر لهم في المستقبل فرصاً تدريبية تساهم في تقدمهم المعرفي والمهاري بإذن الله. وأتوقع أن استمرار هذه الدورات مع وجود أثر إيجابي لها سيزيد من جودة الأداء، وسيشهد القاصي والداني الصديق والعدو على التقدم الحاصل وسينعكس ذلك على الصورة الذهنية لدى عموم الناس، وسيرون الوجه الحسن لرجالات الهيئة المخلصين، وسيرون فيهم الرجال الأوفياء لدينهم ووطنهم، وسيرون فيهم الرجال الكرماء الغيورين الحريصين على إصلاح المجتمع على الرغم من الصعاب، وعلى الرغم من كل الظروف.
مؤشرات قياس
* هل هناك وسائل لقياس مدى نسبة التحصيل؟
- نعم، قد وضعنا بعض المؤشرات التي نوّهت عنها سلفاً، وسنقوم بعد إكمال الدراسة العلمية لقياس أثر التدريب بتزويد الرئاسة بالنتائج حتى نشترك في التطوير إن شاء الله.
التنسيق عال
* كيف تقيمون مستوى التنسيق بين الرئاسة والمعهد بشأن هذه الدورات؟
- الحمد لله التنسيق ممتاز، والاتصالات مستمرة، بل هناك شراكة كاملة في جميع المراحل والخطوات، ويساهم موظفو التطوير في الفروع في التنسيق المباشر في الدورات وأعطوا صلاحيات كبيرة في إدارة الحلقات التدريبية بناءً على اتفاقيات بين الرئاسة والمعهد، والحمد لله.
كلمة أخيرة
* كلمة أخيره لمن توجهها؟ وماذا تقول فيها؟
- كلمة أوجهها للإخوة العاملين في الهيئات، أقول: إن الواقع يفرض علينا مسؤولية كبيرة تجاه هذه الشعيرة العظيمة، فاتقوا الله وأحسنوا إلى عباده، واجتهدوا في محاربة المنكرات، واعلموا أن المجتمع السعودي بخير ولله الحمد ويكن لكم كل تقدير واحترام، وأذكّر نفسي وإياكم (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).. (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)
وكلمة للمسؤولين في الرئاسة: أقول إن الاستثمار الحقيقي هو في الأشخاص، فأفضل ما تنفق فيه الأوقات والجهود والأموال هو في تنمية الرجال... والقاعدة الإدارية تقول: إذا أردت موظفاً متميزاً فلا تدخر جهداً أو مالاً في تطويره!!