أفادت منظمة إنسانية بأنه تم إجلاء 124 من العاملين في منظمات غير حكومية ومنظمات تابعة للأمم المتحدة من منطقة مدينة الجنينة بغرب إقليم دارفور السوداني المضطرب بسبب انعدام الأمن كلياً. وقال أنياسيو بيكر مدير المساعدة الإنسانية العاجلة في منظمة (أرض البشر) في بيان يوم الاثنين (إن هذا القرار تم تأجيله طويلاً وستترتب عليه عواقب وخيمة على السكان الذين يواجهون أخطر أزمة إنسانية على الأرض).وعلقت هذه المنظمة غير الحكومية نشاطها في المنطقة حتى السادس من كانون ثان - يناير المقبل مع بقاء أحد موظفيها الأجانب وأربعة عاملين من السودانيين في المكان لكفالة حد أدنى من التواجد في مخيمات النازحين الثلاثة التي تقدم فيها المنظمة خدماتها. وأكدت المنظمة أن بعض مخيمات اللاجئين قطعت طرق الوصول إليها وأن (أعمال العنف بلغت ذروتها مع تزايد الحوادث والهجمات على النازحين والعاملين في المجال الإنساني)، منددة باستعراض (القوة الذي تقوم به مليشيات الجنجويد). وكانت منظمة أوكسفام الدولية أعلنت يوم الجمعة الماضي أن نحو 250 من العاملين في عدة منظمات مدنية دولية تم إجلاؤهم من دارفور وأكثر من 400 من شرق تشاد حيث يزداد الوضع تدهوراً.. ومن جانب آخر من المتوقع أن يوفد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان مستشاراً خاصاً إلى الخرطوم ليبحث مع الرئيس السوداني عمر البشير في موقفه من نشر قوة مشتركة بين المنظمة الدولية والاتحاد الإفريقي في دارفور، حسب ما أعلن المتحدث باسم عنان.وأوضح المتحدث ستيفان دوجاريك في تصريح صحافي يوم الاثنين أن الموريتاني أحمد ولد عبدالله وهو مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، سيبدأ مهمته اليوم الأربعاء. وأعلن عنان نيته تعيين عبدالله الأحد أثناء محادثة هاتفية مع الرئيس السوداني. وسيقوم الموفد بتسليم رسالة من عنان وسيحاول (الحصول على أكبر قدر ممكن من المؤشرات) حول موقف الخرطوم في ما يتعلق بالطريقة التي يمكن أن تدمج بموجبها قوة مشتركة مع الأممالمتحدة، كما أضاف المتحدث، غير أن الخرطوم تتحفظ على هذه الترتيبات.وأوضح المتحدث باسم عنان إن مهمة ولد عبدالله التي تبدأ غداً الأربعاء ستكون إنهاء الترتيبات التي جرى التوصل إليها الشهر الماضي في اجتماع عقد في الخرطوم حول دارفور. وقرر الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة خطة من ثلاث مراحل لدعم القوة الإفريقية المنتشرة في دارفور وتضم سبعة آلاف رجل ولكنها تفتقر إلى التجهيز والتمويل. وقال السفير الفرنسي في الأممالمتحدة جان مارك دو لاسابليير للصحفيين (نحن في حاجة الآن إلى قرارات ملموسة. نحتاج الآن إلى أن نتحرك. نأمل بشدة أن هذه الرسالة من الأمين العام إلى الرئيس البشير ستساعدنا في السير قدما لأنه يتعين اتخاذ قرارات ملموسة الآن). وتحاول الأممالمتحدة دونما نجاح كبير إقناع البشير بقبول نشر ما يصل إلى 22500 جندي في دارفور لتعزيز قوة الاتحاد الإفريقي الموجودة هناك والبالغ قوامها 7 آلاف جندي.وقال دبلوماسيون إن الأمين العام للأمم المتحدة الذي سيتنحى عن منصبه بعد أقل من أسبوعين شرع في مسعى أخير لإقناع السودان بقبول قوة أكبر حجماً وأكثر قدرة على حفظ السلام في دارفور. وأضاف الدبلوماسيون أن عنان أبلغ مجلس الأمن الدولي بتعيين السويدي يان الياسون الرئيس السابق للجمعية العامة مبعوثاً خاصاً إلى السودان للعمل أثناء الفترة الانتقالية لحين تولي الكوري الجنوبي بان كي مون منصب الأمين العام في الأول من يناير كانون الثاني.