منظمات إغاثة تنسحب من كتم شمال دارفور لأسباب أمنية

عنان يحمل المجتمع الدولي مسؤولية ما يحدث في غرب السودان

قال موظفو إغاثة أن عدداً من منظمات المساعدة الإنسانية أجلت موظفيها يوم الجمعة من مدينة بمنطقة دارفور في غرب السودان بعد أن هاجم مسلحون مجهولون منزلاً تستخدمه اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقالت اللجمة الدولية للصليب الأحمر إنها أجلت عشرة من موظفيها الدوليين وعاملاً بفرع الصليب الأحمر الإسباني من مدينة كتم في شمال دارفور بعد الهجوم على مقر سكن اثنين من أعضاء بعثتها اللذين تمكنا من الهرب دون أن يتعرضا لأي أضرار.
وقالت جيسيكا باري المتحدثة باسم الصليب الأحمر في السودان لرويترز لا نعلم من يكونون.. مسلحون.. تمركزوا على السطح وأطلقوا النار ثم بقوا في المكان لفترة طويلة.
وقالت إن الهجوم حدث في الساعات الأولى من صباح الجمعة ودفع اللجنة لإجلاء موظفيها جواً إلى مدينة الفاشر الرئيسة في دارفور والتي كانت مسرحاً لاشتباكات أوائل الأسبوع بين ميليشيات الجنجويد المحلية وحركة تحرير السودان المتمردة سابقاً.
وقال مارك بلاكيت مدير منظمة جول في السودان إن المنظمة الإيرلندية غير الحكومية أجلت أيضاً طاقم موظفيها المكون من سبعة أفراد من كتم بعد الهجوم. وأردف أن الدافع وراء الهجوم على مقر سكن مندوبي الصليب الأحمر ليس واضحاً ولكن لم يتم سرقة أي شيء.
ومن جانب آخر وجه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان انتقادات حادة إلى (سلبية) المجموعة الدولية حيال إراقة الدماء في دارفور، مقارناً المأساة الجارية في هذا الإقليم السوداني بمأساتي البوسنة ورواندا. وفي خطاب ألقاه بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان يوم الجمعة، وذكر عنان بأن زعماء العالم وافقوا، خلال قمة في نيويورك في أيلول- سبتمبر 2005 ، على مبدأ (مسؤولية حماية) الشعوب المهددة بالإبادة أو بالجرائم ضد الإنسانية.
وأضاف: إذا ما نظرنا إلى ما يحصل في دارفور، نلاحظ أن أداءنا لم يتحسن كثيراً منذ الكوارث التي حصلت في البوسنة ورواندا.
وفي إشارة إلى الوضع في دارفور، تساءل الأمين العام (كيف تسمح مجموعة دولية تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان باستمرار هذه الأهوال؟) وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير نفى في وقت سابق أمس انتقادات سابقة من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان قائلاً: إن الأمم المتحدة تقدم مطالب غير معقولة وتغض الطرف عن أنشطة متمردي دارفور الذين قال البشير أنهم مسؤولون عن تدهور الوضع الأمني.
وقال عنان يوم الخميس إن الحكومة السودانية قد يتعين عليها الرد (بشكل فردي وبشكل جماعي) لعدم حمايتها مواطني دارفور من جرائم القتل والاغتصاب والدمار.
ومن جانبه حث الرئيس الأمريكي جورج بوش على القيام بعمل دولي لمعالجة وضع (مريع) في الإقليم السوداني الغربي.
وقال بوش بعد اجتماع مع ثابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا في البيت الأبيض إن على الدول العمل مع الحكومة السودانية لتمكين قوة لحفظ السلام من دخول هذا البلد لتسهيل المعونات وانقاذ الأرواح.
وأضاف: إنه يشاركني مخاوفي بأن الوضع مريع وان الوقت حان للقيام بعمل.
وقال مبيكي: إنه أمر ملح جداً وضروري جداً وسنفعل كل شيء لضمان اننا من الجانب الافريقي أزلنا أي عقبات ربما تكون موجودة أمام عملية نشر أكبر في دارفور.
ويتوجه المبعوث الأمريكي اندرو ناتسيوس إلى السودان حيث يزور الخرطوم ودارفور وجنوب السودان قبل أن يسافر إلى تشاد.