إحياء خطة وقف إطلاق النار المدعومة من واشنطن واصلت الطائرات والدبابات الإسرائيلية قصف المناطق الشرقية من مدينة غزة خلال الليل، مما أسفر عن استشهاد 11 فلسطينيا على الأقل. وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ فجر أمس إلى 54 شهيدًا، بينهم أطفال ونساء، فيما أصيب العشرات بجروح مختلفة، ترافق ذلك مع عمليات نسف وتدمير واسعة لمنازل وممتلكات الفلسطينيين في الأحياء الشرقية من مدينة غزة. وأفادت مصادر طبية فلسطينية، بارتفاع عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية في القطاع، إلى 227 بينهم 103 أطفال. يأتي هذا بينما من المقرر أن يصل خليل الحية رئيس حركة حماس إلى القاهرة لإجراء محادثات بهدف إحياء خطة لوقف إطلاق النار تدعمها الولاياتالمتحدة. وانهارت أحدث جولة من المحادثات غير المباشرة في قطر بعدما وصلت إلى طريق مسدود في أواخر يوليو، مع تبادل إسرائيل وحركة حماس الاتهامات بالمسؤولية عن عدم إحراز تقدم بشأن اقتراح أميركي لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما واتفاق لتحرير الرهائن. ومنذ ذلك الحين تقول إسرائيل إنها ستشن هجوما جديدا وتسيطر على مدينة غزة التي اجتاحتها بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 ثم انسحبت منها. ومن غير الواضح كم من الوقت يمكن أن يستمر التوغل العسكري الإسرائيلي الجديد في المدينة مترامية الأطراف الواقعة في شمال القطاع والتي تحولت بشكل كبير إلى ركام، أو كيف سيختلف هذا التوغل عن العملية السابقة. لكن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتوسيع نطاق السيطرة العسكرية على غزة، والمتوقع إطلاقها في أكتوبر، أدت لتفاقم الغضب العالمي بسبب الدمار واسع النطاق الذي لحق بالقطاع وأزمة الجوع التي تنتشر بين سكانه الذين يتجاوز عددهم المليوني نسمة ومعظمهم الآن دون مأوى. وأثارت الخطة أيضا انتقادات في إسرائيل، حيث حذر رئيس أركان الجيش من أنها قد تعرض الرهائن الذين لا يزالون أحياء للخطر وتصبح فخا مميتا للجنود الإسرائيليين. وقادت الخطة إلى مخاوف من التسبب في مزيد من النزوح والمصاعب للفلسطينيين الذين يقدر عددهم بمليون شخص في منطقة مدينة غزة. من ناحية أخرى قالت بريطانيا وكندا وأستراليا وحلفاء أوروبيون إن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وصلت إلى "مستويات لا يمكن تصورها" داعية إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني. وذكر وزراء خارجية الدول في بيان مشترك نشرته بريطانيا "تتكشف المجاعة أمام أعيننا. هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء الجوع". وأضاف البيان "ندعو حكومة إسرائيل إلى السماح بدخول جميع شحنات المساعدات الدولية للمنظمات غير الحكومية وعدم عرقلة عمل الجهات الفاعلة الأساسية في قطاع المساعدات". ووقع على البيان 27 شريكا، بما في ذلك بريطانيا وأستراليا وكندا وفرنسا واليابان والاتحاد الأوروبي. أكثر من 100 طفل قضوا جوعًا دعا مسؤولون إنسانيون بالأممالمتحدة، إلى تحرك عاجل بعد أن أعلنت السلطات الصحية في غزة وفاة أكثر من (100) طفل جراء سوء التغذية منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 م. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن شركاءه الإغاثيين في غزة وصفوا تجاوز حصيلة الوفيات بين الأطفال حاجز المئة بأنه "محطة مدمرة تخجل العالم وتستدعي تحركًا عاجلًا طال انتظاره". وذكر برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من (300) ألف طفل ما زالوا في خطر شديد، وأن أكثر من ثلث سكان غزة أفادوا بعدم تناول الطعام لأيام متتالية. وأوضح أن تلبية الاحتياجات الأساسية من المساعدات الغذائية في غزة تتطلب أكثر من (62) ألف طن شهريًا، لكن حتى الآن لم يسمح بإدخال كميات كافية تضمن بقاء نحو مليوني إنسان على قيد الحياة. وأضاف (أوتشا) أن الأممالمتحدة وشركاءها تمكنوا، من جمع بعض المواد الغذائية والوقود والإمدادات، بما في ذلك مستلزمات النظافة، من معبر كرم أبو سالم، إلا أن الشحنات أفرغت قبل وصول الشاحنات إلى وجهتها، مشيرًا إلى أن الوقود دخل عبر المعبر نفسه، لكن سلطات الاحتلال تسمح بمتوسط يقارب (150) ألف لتر يوميًا، وهو ما يبقى أقل بكثير من الحد الأدنى اللازم لاستمرار العمليات المنقذة للحياة. وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني بأن أكثر من نصف سيارات الإسعاف في غزة توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود وقطع الغيار، فيما حذرت منظمة الأغذية والزراعة الأسبوع الماضي من أن (1.5 %) فقط من الأراضي الزراعية في غزة لا تزال متاحة وسليمة، في إشارة إلى انهيار شبه كامل للنظام الغذائي المحلي. الأوضاع الصحية كارثية أكّدت منظمة الصحة العالمية أن الأوضاع الصحية في غزة كارثية، مع النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، حيث تجاوز إشغال الأسرّة في المستشفيات سعتها الاستيعابية بنسبة 240 % في مستشفى الشفاء، و210 % في مستشفى الرنتيسي، و180 % في مجمع ناصر، و300 % في مستشفى الأهلي. وقال ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية الدكتور ريك بيبركورن: "إن المستشفيات مكتظة بشكل خاص بالإصابات القادمة من مناطق توزيع الغذاء، مع النقص المستمر في الدم والبلازما"، مؤكدًا ارتفاع عدد الشهداء بين الأشخاص الذين يحاولون الحصول على الإمدادات الغذائية إلى (1655) حالة، وأكثر من (11800) إصابة منذ 27 مايو الماضي. وأوضح أن مستودع المنظمة في مدينة غزة يقع الآن بمنطقة إخلاء، ويجب ألّا يتعرّض للدمار الذي لحق الشهر الماضي بالمستودع الجنوبي الرئيسي. وأضاف ممثل المنظمة "الجوع وسوء التغذية يجتاحان غزة، حيث توفي 148 شخصًا بسبب الجوع منذ بداية العام الجاري"، مشيرًا إلى أن منع الفرق الطبية الدولية والإمدادات من دخول القطاع يؤدي إلى المزيد من الوفيات، داعيًا إلى فتح المعابر وتبسيط وتسريع الإجراءات لإنقاذ الأرواح، وإجلاء الآلاف من المرضى الذين يحتاجون للعلاج خارج غزة، بما في ذلك إلى الضفة الغربية. الحرب على غزة تزداد خطورة أكد الاتحاد الأوروبي أن الحرب على قطاع غزة تزداد خطورة يومًا بعد آخر. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في تصريحات، إن الحل العسكري في القطاع لو كان ممكنًا لكانت الحرب قد انتهت بالفعل. وأضافت أن أولويات الاتحاد الأوروبي ما تزال في تقديم الدعم الإنساني، عبر أشكال منها تمكين المنظمات غير الحكومية من الوصول إلى غزة، والوقف الفوري لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. الرئاسة الفلسطينية تنفي الادعاءات الإسرائيلية قال مصدر مسؤول في الرئاسة الفلسطينية، أمس الثلاثاء، إن ما ذكرته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تعيين شخصية فلسطينية لإدارة قطاع غزة بعلم القيادة الفلسطينية غير صحيح. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن المصدر قوله إن "الجهة الوحيدة المخولة بإدارة قطاع غزة هي دولة فلسطين ممثلة بالحكومة أو لجنتها الإدارية المتفق عليها والتي يرأسها وزير في الحكومة". وشدد المصدر الرئاسي على أن "أي تعاطٍ مع غير ذلك يعتبر خروجا عن الخط الوطني، ويتساوق مع ما يريده الاحتلال الذي يريد فصل غزة عن الضفة، وتهجير سكانها"، مؤكدا أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية. وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نشرت تقريرا حول إجراءات تقوم بها جماعة ضغط إسرائيلية تعمل في الولاياتالمتحدة من أجل تعيين رجل الأعمال سمير حليلة حاكما لقطاع غزة. يشار إلى أن حليلة شغل عدة مناصب في السلطة الفلسطينية، منها سكرتير مجلس الوزراء عام 2006، ووكيل وزارة مساعد في وزارة الاقتصاد والتجارة (1994-1997). مجلس أوروبا يحذر من مبيعات الأسلحة لإسرائيل حذّر مجلس أوروبا الثلاثاء من مبيعات الأسلحة لإسرائيل، داعيا دوله الأعضاء ال46 إلى ضمان عدم استخدامها في انتهاكات حقوق الإنسان في غزة. وجدد مفوض مجلس أوروبا لحقوق الإنسان مايكل أوفلاهيرتي في بيان دعوته الدول الأعضاء إلى "بذل قصارى جهدها لمنع انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان والتصدي لها في سياق النزاع في غزة". وأشار المفوض إلى أن "ذلك يشمل تطبيق المعايير القانونية القائمة لضمان عدم السماح بنقل الأسلحة عندما يكون هناك خطر من استخدامها لارتكاب انتهاكات" للحقوق الأساسية. في الأسبوع الماضي، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس تعليق صادرات الأسلحة التي قد تستخدمها إسرائيل في النزاع في غزة، في تحول كبير في سياسة برلين، الحليف التقليدي لإسرائيل. ومع ذلك، أكد المفوض "ضرورة بذل المزيد من الجهود، وبسرعة". يُعدّ مجلس أوروبا، ومقره ستراسبورغ، الجهة الرقابية على شؤون الديموقراطية وحقوق الإنسان في القارة. في يونيو، أعرب أوفلاهيرتي عن قلقه للسلطات الألمانية بشأن "القيود المفروضة على حرية التعبير وحرية التجمع السلمي" للمحتجين "في سياق النزاع في غزة". الوضع يزداد سوءاً في غزة قوات الاحتلال تستعد لاحتلال غزة تلبية الاحتياجات الأساسية من المساعدات الغذائية تتطلب أكثر من (62) ألف طن شهريًا 52 شهيداً خلال 24 ساعة