صور من الصحراء

أغلب الشعراء القدامى ومنهم بعض أصحاب المعلقات بدؤوا روائعهم بأبيات غزلية ودحام بدر الهذال أحيا هذا التقليد في الشعر الشعبي وهو من الشعراء المعاصرين شاب بعمره عندما تعرفه عن قرب كهل عصرته الحياة وتجاربها المرة من الداخل عندما تقرأ قصائده التي لا تقل قوة عن قصائد أجداده الأوائل مهلهل المنديل أو منديل الهذال أو افتخار مشعان وتغزله يوافقني القول من يقرأ له القصيدة التالية:
تبدي أسفك ولا حصل منك تقصير
حبك بدمي يا اريش العين ساير
ما شفت مثلك يا زعيم الغنادير
بين الحضر والا بنات العشاير
يا صاحبي ما فاد كثر التعابير
والا أنت ما تخفي عليك السراير
مشواري أطول من جميع المشاوير
والوقت ضدي وأقرب الناس جاير
عانيت من زود العنا والتعازير
وعشت الهموم كبارها والصغاير
وشفت البشر حسب اختلاف الجماهير
كل وطبعه ما يحب الخشاير
الاجودي لاجوه ناس مسايير
يفرح ليا منه لفى الدار زاير
والا الردي ما له من الناس تقدير
وأن جيت يمه شفت منه العزاير
شخص تلفك يوم موته معاصير
وعينك على قبره تهل العباير
وشخص تدق بيوم موته مزامير
ومن جاب علمه يستحق البشاير
اغنم زمانك لاتهاب المخاسير
الحر ما تثنيه كثر الخساير
ولا يملكك بالذات حب الدنانير
المال بأسبابه تموت الضمائر
واحذر تقول القول من غير تفكير
ولا تصدر الأحكام لا صرت ثاير
واعمل حسابك للدهر والمحاذير
ترى الزمن غدار والوقت داير
وليا اجتمع ظلم البشر والمقادير
وما لت بك الأيام وأصبحت حاير
اطلب ولي الكون زين التدابير
واللي يريده والي العرش صاير