نعم.. أقول هنا إن القسمة مشتركة بين الطالب والمعلم والمدرسة والمنهج. فالقسمة رباعية متوازنة. عندما نرى مستوى الضعف والتدني الذي يشكو منه طلابنا سواء خريجي (الابتدائية، المتوسطة، الثانوية، الجامعة) ومستوى السطحية في معلوماتهم أقول إن القسمة مشتركة ولكن سوف أتحدث عن الطالب والمعلم وأترك المدرسة والمنهج في مقال آخر إن شاء الله. نحن نعرف تماماً أن الطالب فينا لا نرى منه جدية تامة ولا حرصاً كاملاً ولا اهتماماً بدروسه إلا في الاختبارات النصفية أو النهائية عندها يزخر العقل بالمعلومات الكثيرة التي سرعان ما ينساها بمجرد إفراغها في ورقة الإجابة وهذا واقع مؤلم لنا ولأمتنا التي تنتظر من هؤلاء الشباب أن يأخذوا على عاتقهم الرقي بهذه الأمة التي خذلها أبناؤها في هذا الوقت. أخي الطالب أنا على يقين تام بأنك قادر على أن تفعل وتصنع وتصل إلى ما وصل إليه أبناء الغرب ولكن بشرط واحد ألا وهو بذل الجهد والتضحية من أجل الرقي. أخي الطالب النجاح ليس ادعاء بل هو حقيقة مغروسة في قلوب الناجحين. إن العلم الذي نتعلمه في دور تعليمنا إذا لم يوظف في حياتنا بشكل جيد فإننا لن نستطيع أن نستفيد منه، وكما قال أرسطو (الأشياء التي يجب علينا أن نتعلمها لا نتعلمها إلا عندما نفعلها فعلاً). المعلم هو محور العملية التعليمية ولبها وهو الذي له اليد الطولى والدور الرئيس في تفعيل المنهج بشكل إيجابي وصحيح. لذلك أقول إن عينة من معلمينا هم على تيارين: 1- إما أن يكون معلماً أكاديمياً بحتاً غير تربوي وهذا يثري عقل الطالب بالمعلومات فقط، فينجح في الوصول إلى توعية الطالب معرفياً وإهماله من الناحية الوجدانية، ونحن نعلم ما لأهمية الناحية الوجدانية في وقتنا الحاضر خصوصاً مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة. 2- إما يكون معلماً تربوياً ولكنه غير أكاديمي وهذا عكس الأول تماماً حيث يهتم بالجانب الوجداني، ويمتاز هذا النوع من المعلمين بمعرفة الفروق الفردية بين الطلاب في حين أننا نراه أقل معرفة من الأكاديمي من ناحية علمية. ومع ذلك فأنا متفائل جداً خصوصاً في ظل الوزير د. عبدالله العبيد حفظه الله ولكن هذه هي النظرة المتوازنة فيما نراه في مدارسنا إذن هل القصور في طلابنا أم في معلمينا أم في مناهجنا أم في مدارسنا؟. هذا سؤال عريض يندرج تحته كثير من العناوين الفرعية وباختصار عن الطالب والمعلم: فالطالب لا يهتم بتثقيف نفسه ولا تطوير مهارته ولا يراجع دروسه باستمرار كيف للمعلم أن يصلح من شأن هذا الطالب إذا كان الطالب نفسه لا يريد ذلك. المعلم قد يستطيع حفظه داخل أروقة الفصل ولكن ماذا عنه خارج الفصل أو المدرسة؟ أما المعلم فكيف يختار هذا المعلم؟ وهل هناك ضوابط جيدة ومعايير ممتازة لاختيار مربي الأجيال فيما بعد. ثم إذا دخل المعلم في السلك التعليمي فهل يكتفي بمعلوماته التي اكتسبها في مراحله الدراسية من الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية.. إذ لابد للمعلم من تغذية عقول الطلاب بما هو موجود في حاضرنا الجديد والمتجدد وأن يواكب الحضارة الهائلة لإشباع رغبات طلابه. وأخيراً أقول للطلاب والمعلمين: حين يقوم أفراد مجتمع معين بتحقيق مصالحهم بعيداً عن مبادئهم فإن الذي يدفعونه هو انحطاط أخلاقهم.