نعم رحل قلم هذا البلد الذي ما إن ترعرع وميَّز تضاريس هذا المجتمع ثقافياً وسياسيا،ً حتى بدأ يكتب على صفحاته ركائز التنمية الصناعية والاجتماعية، فمن التعليم إلى الشأن الأمني إلى الشأن السياسي، حتى ضاقت به فراسته، وفاضت إلى العروبة والإسلام، ممتطياً معجم العالم العربي والإسلامي ليكتب ويرسم لهم ركائز تنمويّة أثمرت مشاريع تخدم الإسلام والإنسانية، هذا هو الملك فهد وخادم الحرمين الشريفين، الذي أبكى رحيله كلَّ ذي عقل لبيب، وسوف يظلُّ القلم الذي ما إن كتب جملة أو رسم قصيدة إلاّ ارتوى شعبه منها في القرى والمدن، فهو القلم الذي سطّر استقرار لبنان وأبقى الكويت وربط عرى الوثاق في الجامعة العربية، وحافظ على قضيّة العروبة والإسلام في فلسطين. ففهد - رحمه الله - هو القلم الذي لم يكن له خطاب إلاّ ذكر فيه اسم الله وعزّته، وأتبعه بتبجيل الأُمّة الإسلامية والعربية وشبابه خاصة، فهو الذي وعد في أحد عناوينه أن يصل كتاب الله إلى أصقاع الأرض، ووصل إليها بلغات متعددة. وهو الذي خطّ قلمه المراكز المنتشرة في بقاع العالم لنشر الإسلام واللغة العربية ووصل قول الحق، لقد كان همُّه الإسلام والعروبة، وكانت أمانته شعبه الذي بسط لهم كفَّيه عطاءً وتوجيهاً. رحمك الله يا عراب السياسة العربية، ورحمك الله يا من شقَّ عصا الفكر والسياسة المعادية لهذا البلد، وسوف يذكرك ويتغنّى بك التاريخ يا أبا فيصل جعل الله أعمالك شاهداً لك يوم القيامة، ونُشهد الله سبحانه وتعالى أنّك أوفيت بالعهد ملكاً وسدّده العهد مواطناً مخلصاً .. وعزاؤنا أنّ أقلام ابن سعود كلّها مليئة بحبر الحقِّ والعدل والإحسان وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وليّاً للعهد اللذين نبايعهما والأُسرة المالكة بالسَّمع والطاعة. إبراهيم بن أحمد الضبيب