تأليف الأستاذ الشاعر عبدالهادي بن مريزيق النصيري أهدى لمدارات هذا الكتاب من مؤلفه الشاعر المعروف الأستاذ عبدالهادي النصيري وكتب الدكتور فارس بن حمد النصيري كلمة عن هذا الكتاب ومؤلفه قائلاً: مكنون الضماير ديوان شعر شعبي للشاعر الكبير عبدالهادي بن مريزيق النصيري بعد أن قرأت هذا الديوان وتمعنت معاني مفرداته وجدت فيه قوة المعنى، وأصالة الكلمة، وصدق أحاسيس ومشاعر هذا الشاعر في قصائده الشعرية، وقد أبدع في سبك أبياته، وحلّق في صوره الجمالية التي تصف الحياة في المجتمع بجميع جوانبها: ليضفي على ديوانه نوعاً جديداً في المعاني الشعرية ويجعل الشعر النبطي معبراً عن جوانب تجاوزت المعتاد من الغزل ونحوه إلى تجسيد صور ومعانٍ وطنية توضح حب الوطن والتضحية من أجله، فالشاعر عبدالهادي النصيري شاعر موهوب وجزيل في معاني شعره، أضاف إلى المكتبة الشعبية العديد من الدواوين وهذا هو الديوان الثالث بعد نبع الخواطر وفيض المشاعر، فله منا ومن جميع محبي شعره التحية والتقدير وندعوه أن يقدم للوطن المزيد من إبداعه وفكره. وندعو الله له بالتوفيق الدكتور فارس بن حمد النصير والكتاب هو الإصدار الثالث للمؤلف وجاء في 230 صفحة وقد احتوى على عدد من الأبواب وأول هذه الأبواب هو الغزليات مما يدل على روح الشاعر الشبابية المتجددة مع هذا النوع من الشعر ثم باب الوطنيات وباب المناسبات وباب العرضات وباب الرديات وباب النصائح وباب الرثاء وباب الأسماء والألقاب العربية واحتوى على أسماء النوق وألقابها وأسماء الجياد وألقاب الخيل وأسماء السيف وأسماء الرمح وأسماء الدرع وأسماء الحيات والكتاب إصدار قيم ومفيد يضاف للمكتبة الشعبية من هذا الشاعر العلم في منطقة الجوف والذي يشارك في مهرجان الجنادرية كل عام. وكتب عن هذا الكتاب في المقدمة الأستاذ: سلطان النصيري قائلاً: هذا هو الإصدار الثالث من دواوين الشعر النبطي للشيخ الشاعر عبدالهادي النصيري. ترجمة حياته: هو الشيخ والشاعر عبدالهادي بن مريزيق النصيري المرعضي، من شيوخ قبيلة النصير التي تقطن في مدينة سكاكا عاصمة منطقة الجوف، وقبيلة النصير من عشيرة الرولة التي تتفرع من قبيلة وائل. ولد في مدينة سكاكا في الخامس عشر من شهر محرم عام ألف وثلاثمائة وأربعة وستين هجرية، تلقى تعليمه على يد كتاتيب وشيوخ منطقة الجوف القدامى وحصل على الشهادة الابتدائية. وللشاعر مشاركات قيمة وبارزة في المناسبات الوطنية مثل مهرجان الجنادرية وأسبوع الجوف، وله إسهام كبير وملموس في تسجيلات البادية في الإذاعات والتلفيزيونات الخليجية، وهو شاعر فرقة الجوف للفنون الشعبية، ويعمل الآن موظفاً في مديرية زراعة وها هو في منطقة الجوف. يمتاز شعره بوضوح اللفظ، وفصاحة الأسلوب والبعد عن التكلف، وعذوبة اللفظ، وغزارة المعاني. أعماله الفنية: صدر لشاعرنا الكبير قبل هذا الديوان ديوانان تزخر بهما جميع مكتبات المملكة والدول الخليجية، وهما فيض المشاعر، ونبع الخواطر. شعره: تنوعت الموضوعات التي نظم فيها قصائده، فشعره ينبع من الأعماق، فليس هو من شعراء المناسبات وإنما ينبع شعره من القلب والوجدان، يتجلى من شعره الوفاء والإخلاص لمحبيه ومن حوله، وقد امتاز شعره بعمق المعنى، ولديه ملكات خاصة به أمدته بخواطر وصور لاتنفذ، كما لم تتعقد أخيلته وتراكيبه اللغوية، فها هو في إحدى قصائده بمناسبة عودة والد الجميع معالي الأمير الشيخ عبدالرحمن بن أحمد السديري من إحدى رحلاته العلاجية يقول: إنك كما غيث على القاع الخصوب تبذر وحنا دائماً نجني الثمر وها هو في إحدى قصائده يصف صاحب السمو الملكي أمير منطقة الجوف فيقول: الشيخ كساب الثنا ذابع الكوم جزل العطا بطيبة مشن العلامي والمتعمق في تذوق شعر الشيخ الشاعر يلمس قربه من أسلوب الشعراء القدامى الذين لم يتكلفوا في معنى أو في صورة وإنما كان ينثال عليه الشعر انثيالاً، انظر إلى بيتين من قصيدة له بصاحب السمو الأمير عبدالله بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية حين يقول: يسقي ديارٍ ريفها شف بالي هو أبو خالد مزبن لكل مضرور اللي إليا عدت علوم الرجالي تذكروه الناس بدوٍ وأهل دور وغير ذلك من درر الشعر وغرره. والمتمعن بهذا الديوان وما سبقه يتأثر به في عمق لأنه تعبير عن خلجات النفس ومعاناة صادقة يظهر ذلك في قصائده الغزلية، والغزل شغل شعراء النبط وشعراء العربية السابقين واللاحقين، منها وهو يتخيل محبوبته وطيفها وإغراقه في حبها في قصيدة ومنها: يا صاحبي وصلتني حفرة الموت فجرت قلبي في لغوماً خفيته أعد متني واحرقتلي موجة الصوت وعروق قلبي في يمينكك لويته وقد أجاد الشيخ الشاعر في الرثاء إذ كان يعبر من خلاله عن نفس حزينة لكثرة ما أصابها من أرزاء، وكان شعوره بالبؤس والحرمان يضاعف حزنه وقد رثى ابنه الأكبر ممدوح رثاءً مؤثراً في قصيدة لا تخلو من الحكم منها هذين البيتين: دنيا زهيدة ماله أول وتالي لو طولت لابد يقصر نهاره الشمس لو طالت يجيها الضلالي ولابد من بعد الحلاوة مراره ويتجلى طيب الشيخ الشاعر في إبراز من حوله، فلم ينس أن يتضمن ديوانه بعض القصائد لأصدقائه ومحبيه وهذا يدل على كريم نفسه وطيب منبته. ولم يغب عليه اهتمامات القراء بالفروسية وبأسماء الضواري من الحيوانات والطيور فضمن ديوانه جميع أسمائها، فتحية له من الجميع على هداياه في دواويته الرائعة.