وطننا الحبيب وبجميع عناصره وأفراده ومكوناته يمرّ بمرحلة فاصلة وهامة جداً في تعقُّب المجرمين القتلة ذوي الفكر المنحرف ديناً وخُلقاً وسلوكاً وتعاملاً، وأعني بذلك فئة الإرهابيين الذين أخذوا إن شاء الله بالتناقص والانحدار، والذين لم ينالوا إلا كره الناس لهم ونبذ المجتمع كله لهم ولأعمالهم ولسلوكياتهم المنحرفة منهجاً ووسيلةً وهدفاً، وسينالون إن شاء الله تعالى غضب الله دنيا وآخرة لما سببوه من تشويه لصورة الدين الإسلامي الخاتم، ومن تنفير عن هذا الدين العظيم، الذي أصبح أعداؤنا ينعتوننا كمسلمين بشكل عام بأنه دين الإرهاب ودين سفك الدماء ظلماً وعدواناً، بسبب تلك التصرفات اللا مسؤولة من هؤلاء الإرهابيين القتلة وللأسف الشديد انهم من أبناء جلدتنا.. من أبناء المملكة العربية السعودية حالنا كحال كل مجتمعات الأرض والذين أبتلوا أيضاً بمثل ما أبتلينا به بهذه النوعية من البشر, وبسبب ما كُتب في بعض صحافتنا المحلية ونقلت عنها صحيفة الأهرام المصرية بعددها رقم 43318 والصادر يوم الأربعاء الموافق 13-7-2005م.. وجدت أنه أصبح لزاماً عليَّ أن أدلي بدلوي حيال هذا الموضوع بوصفي صاحب قلم يعشق ويهوى وطنه كغيري من أصحاب الأقلام، وحيث إن الموضوع الذي كُتب عنه هو عن محافظة الزلفي وما قيل عنها أنها تروّج للفكر المتطرف (الإرهاب) كما كُتب في الصحافة وبعناوين بارزة، وحيث اني كذلك أحد أبناء الوطن الكبير المملكة العربية السعودية وأحد أبناء محافظة الزلفي، أقول لماذا تقحم هذه المدينة وهذه المحافظة الوادعة وتتهم بما ليس فيها؟ ولماذا نفتح ثغوراً كان من المفترض أن تبقى مغلقة؟! ولماذا نكيل الاتهامات لبعضنا البعض؟ ولماذا لا نستوعب أهمية وصعوبة المرحلة؟ عندئذٍ نقول لماذا لا نضع أيدينا بأيدي بعضنا البعض تحت مظلة شريعتنا الإسلامية السمحة بقيادة حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله تعالى ورعاهما؟ ولماذا لا نرمي أضغاننا وحساباتنا الشخصية بعيداً عنا وبعيداً عن الساحة وبعيداً عن مرأى العالم؟ ولماذا لا نصفي حساباتنا مع بعضنا البعض بعيداً عن الصحافة وعن الإعلام المحلي والعربي وذلك وفق شريعة الله تعالى بطرقها المشروعة ووفق منافذها الرسمية الحكومية إن كان بيننا حسابات شخصية بعيداً عن الانتقام من بعضنا البعض وبعيداً عن تشويه صورة بعضنا البعض وبعيداً عن الانتقام لذواتنا ولشخوصنا؟ أنا أثق ثقة تامة بأن الجميع ممن كتب في هذه الصحافة من أبناء الوطن سواء من محافظة الزلفي أو من غيرها لم يكتب ما كتبه ولم يقل ما قاله إلا بدافع الغِيرة على الوطن وعلى المجتمع!! ولكن ليس كل مجتهد مصيباً كما تعلمون!! حيث أرى وأعتقد أنكم توافقونني الرأي بأن المرحلة حساسة جداً ولا تحتمل مثل هذه الإثارة وفي الصحافة؟ ويستلزم منا عندئذ أن نحسن استخدام الأسلوب لمكافحة الإرهاب ومع بعضنا البعض، وذلك بأن نوحِّد الجهود ولا نشتتهها ولا نكيل الاتهامات على بعضنا البعض جزافاًَ. ياسادة.. إن القضية قضية عقيدة ووطن اسمه المملكة العربية السعودية كما تعلمون، وليست القضية قضية محافظة واحدة أو محافظتين، بل الوطن برمته من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه. ويا سادة كلنا نعلم بأن مركز الخرخير بشرق المملكة هو في المكانة الوطنية كالزلفيوكجدةوكالرياض وكالخفجي.. إلخ.. ولم ينبع الإرهاب لا من الرياض ولا من جدة ولا من مكة ولا من الزلفي...إلخ. إن هذا الإرهاب بجميع سلوكياته المشينة والمنحرفة لأن الإرهاب بأساسه فكر منحرف وشاذ. فالمسألة إذاً انه فكر والفكر لا يرتبط لا بمكانٍ ولا بزمان ولا بديانة. وهذا الفكر لا يُزال ولا يُقضى عليه إلا بفكرٍ آخر وعلى النقيض منه تماماً. والفكر الإرهابي لا يقتصر وجوده في أذهان المعلمين - أقصد بعضهم - ولا من عقليات بعض المدّعين للالتزام والتّدين ولا يقتصر وجوده في ألباب بعض مدّعي الغيرة على مصالح الأمة.. بل حتى إنه يوجد في أذهان الكثير من السذَّج ذوي العقول الخالية والبالية وهم الأدوات اللازمة لذوي الفكر المنحرف لتنفيذ وتحقيق آلياتهم وأهدافهم المقيتة والدنيئة ضد الدين والوطن والمجتمع، فعلينا إذاً أن نعي المرحلة ونستذكر دائماً خطورة الوضع فيكون علينا لزاماً أن نحارب الإرهابيين أياً كانوا حتى ولو كانوا أبناءنا أو بناتنا ويكون ذلك بالطرق المشروعة والمتاحة وعبر المنافذ المسؤولة ويوكل الأمر الى الجهات المسؤولة الحكومية - بعد الله تعالى - لأنها أعرف وأجدر منا نحن المواطنين، فهي ذات العلاقة وذات المصداقية وذات التخصص، لكنه يصبح لزاماً علينا أن نكون العين الحارسة على الوطن وأن نكون خط الدفاع الأمني الأول لوطننا الحبيب تعاوناً مع المؤسسات الأمنية الرسمية ذات العلاقة، وأسأل الله العلي العظيم أن يحمي ديننا ووطننا من عبث العابثين ومن حقد الحاقدين، وأن يلهمنا العقل والبصيرة لنرقى إلى مستوى المسؤولية. وبالله التوفيق والسداد.