يتم بين الحين والآخر تهريب المتخلفين والمخالفين لنظام الإقامة والعمل في المملكة عن طريق سماسرة وأصحاب سيارات سعوديين ينتشرون في المناطق النائية البعيدة عن أنظار الجهات الأمنية مثل القرى والهجر، حيث يسعى المتخلفون للوصول إلى تلك الأماكن للعمل كرعاة للأغنام أو في المزارع. وحسب روايات عدة من المتخلفين ومن يقومون بنقلهم فإن ثمن التوصيلة للفرد الواحد من جدة إلى مدينة الرياض مثلاً قد تصل إلى ألفي ريال. وهناك طرق عجيبة في التهريب منها التنكر في زي امرأة ووضع نواظير في الطرق لمراقبة الوضع وإبلاغ السائقين بمواقع نقاط التفتيش من خلال الهواتف النقالة. وتؤكد الإحصائيات الأمنية أن 90% ممن يقومون بنقل المتخلفين من السعوديين قد يحصل الفرد منهم على 45 ألف ريال في يوم واحد إذا كان يستقل شاحنة في تهريبهم وأن معظم المتخلفين الذين تم نقلهم من الباكستانيين ثم اليمنيين ثم السودانيين، كما أكد أن الشاحنات (والدينا) أكثر السيارات التي تستخدم في التهريب، الذي تتراوح قيمته من 1000 إلى 2000 ريال للفرد الواحد. ومع انتشار الظاهرة ارتفعت نسبة المقبوض عليهم سواء من المتخلفين أو من ناقليهم لتصل إلى 120 عملية تهريبية لأكثر من 650 مخالفاً خلال أربعة أشهر فقط على طرق الرياض - الطائف - الرياض السريع والسيل - مكةالمكرمة. (الجزيرة) سلطت الضوء على طرق تهريبهم بين المدن وعلى الطرق السريعة والتقت بعدد من الذين قاموا بتهريبهم في التحقيق التالي: يقول مهرب قبض عليه في إحدى نقاط التفتيش ومعه 6 متخلفين أحدهم تنكر بزي امرأة حيث قال: (سعد) إننا نبتكر عدداً من الطرق والحيل لتمريرها على رجال الأمن، منها إلباس المتخلفين ملابس نسائية أو إخفاؤهم تحت الأغراض وبعض الأحيان إذا كانت أعداد المتخلفين كبيرة نقوم بالسير على سيارتين حيث نكون على اتصال بواسطة الجوال وتكون إحدى السيارتين خالية من المتخلفين وتسير أمامنا بمسافة وعندما يرى سائقها نقطة تفتيش أو دورية أمنية يقوم بالاتصال بنا حيث أقوم بالتوقف للتمويه على رجال الأمن إما بأداء الصلاة أو التعذر بإصلاح السيارة أو النوم لحين ذهاب الدورية وإذا كانت نقطة تفتيش أقوم بإنزال المتخلفين للسير على الأقدام وأنا أنتظرهم بعد النقطة لنواصل سيرنا وذكر أن أغلب أوقات سفرهم تكون بآخر الليل لتجنب التفتيش والدوريات التي لا تكون بكثافتها في الأوقات الأخرى. مطاردات وأشار للمطاردات التي تعرض لها قائلاً: في بعض الأحيان وعند طلب الدوريات منا التوقف نقوم بالهرب عبر الطرق الصحراوية وإذا لاحظنا أنه سيقبض علينا نقوم بإنزال المتخلفين لكي تكف الدوريات عن مطاردتنا وتنشغل بالمتخلفين!! كما أشار إلى أن هناك (لعنة) تطارده في عمليات التهريب حيث يتعرض لعدة خسائر مختلفة في كل عملية تهريبية مثل الأعطال. طريق صحراوي واتجهنا بعد ذلك لأحد المهربين الذي تاب عن هذا العمل بعد موقف تعرض له وقال: كنت قبل فترة أقوم بتهريب المتخلفين بين الطائفوجدة وجازان والرياض في سيارتي وهي عبارة عن (دينا) وذلك لسعة حمولتها ولتخبئة المتخلفين تحت الحمولة أو (جيمس صالون) لتستوعب أكبر عدد من المتخلفين وفي بداية عملية التهريب أقوم بالاتفاق مع أحد السماسرة والذي يقوم بجمعهم في مكان محدد نتفق عليه بعد الاتفاق على السعر والذي يتراوح من (1000 إلى 1500) للفرد الواحد وقد يصل إلى 2000 أحياناً على حسب المدينة وعدد المتخلفين. وفي ساعة محددة أجدهم في الموقع ثم تبدأ الرحلة وبحكم معرفتي بالطرق ونقاط التفتيش أسير على الطريق المسفلت إلى أن نقترب من هذه النقاط، ثم نخرج مع الطريق الصحراوي، فمثلاً طريق الطائف - ظلم يعتبر من أكثر الطرق التي تتواجد بها الدوريات فنقوم بالخروج عن الطريق المسفلت من كوبري عشيرة إلى مدينة ظلم وبمسافة تزيد على 200 كم في طريق صحراوي وبعد ظلم نكمل المشوار على طريق الرياض القديم الذي لا يوجد به دوريات بخلاف بعض نقاط التفتيش التي تعمل بمداخل المدن التي أمرها سهل للغاية!! وعندما تكون عملية التهريب من الرياض للمنطقة الغربية تبقى نقطة تفتيش العرفاء حاجزاً أمامنا فنخرج من كوبري العرفاء باتجاه الجنوب إلى أن نصل إلى حي المعترض شرق الحوية ثم ندخل مدينة الطائف لنواصل الرحلة، كما أننا ننام في الصحراء دون تفكير أو خوف وبأعصاب باردة من هؤلاء المتخلفين الخطيرين لأنه ليس معنا أي سلاح ندافع به عن أنفسنا!! وأضاف أن مبالغ التهريب التي تصل ل 50 ألف ريال ليس فيها بركة حيث تصرف فيما لا يعود بالفائدة والنفع علينا. خسارة وذكر أنه حصل على 20 ألف نظير إحدى العمليات فتلفت سيارته في حادث وقد كلفته 30 ألف ريال بخلاف الإصابات التي تعرض لها. وأضاف: أعمل الآن في بيع الخضار والفواكه وبأحسن حال من السابق ولله الحمد وعن الموقف الذي جعله يترك هذا العمل قال: في أحد الأيام قمت بتهريب 14 مخالفاً بمبلغ 14 ألف ريال من الرياض إلى جدة وعند وصولهم لجدة هربوا جميعهم ولم أحصل على هللة واحدة بل خسرت أكثر من 2000 ريال. خطر ومن جهته قال المواطن: أحمد مسفر المقاطي إن هذه الظاهرة سيئة ولا يقبل بها سوى ضعاف النفوس الذين لا ضمائر لهم، وذكر أحد سائقي الشاحنات أنه كانت تعرض لنا مبالغ كبيرة للقيام بهذه العمليات ولكننا نتجنبها ونقوم بالإبلاغ عمن يعرضها علينا، فالمال ليس كل شيء ونحن لا نحب أن نعمل في الظلام والممنوع. وأضاف: فهد حمدان القثامي أننا بتنا نخاف من هؤلاء المتخلفين الذين انتشروا في مدننا وقرانا بفعل من لا هم لهم سوى المال فهم لا يعلمون ما هي عواقب ما يقومون به ولا يعرفون أن معظم السرقات والجرائم التي حدثت في الآونة الأخيرة بسبب المتخلفين الذين ضيقت الدولة عليهم الخناق بعدد من الإجراءات والعقوبات ولكنه وللأسف يوجد بعض المواطنين بالقرى يقومون بالتستر عليهم وتشغيلهم بحجة أن رواتبهم أقل من النظاميين! فيما طالب المواطن: بدر عقاب العتيبي الجهات المختصة بعمل جولات على القرى والهجر للقبض على المتخلفين المنتشرين بها وفرض العقوبات الصارمة على من يقوم بالتستر عليهم.