تطلع علينا من حين لآخر نوع جديد من أنواع إدارة التنمية، وهذا دليل على أهمية الادارة في عملية التخطيط والتنمية، وآخر هذه الأنواع هو علم إدارة المعرفة لترشيد القرارات الإدارية. وإدارة المعرفة هو علم جديد يقوم على أساس أن المعرفة قوة يحسن معرفة كيفية إدارتها واستخدامها. وكما سبق لإدارة المعلومات فإن علم إدارة المعرفة يتطلب تحويل البيانات الإحصائية إلى معلومات ثم تحول المعلومات إلى معرفة ومعارف تركز وتستفيد من الخبرة المكتسبة في الإدارة والتنمية. أي أن إدارة المعرفة تعتمد على قاعدة الخبرة الإنسانية في التعامل مع موقف أو مواقف معينة. وهذا معناه أن هناك سلسلة من العمليات المترابطة والمكملة بعضها لبعض تبدأ من تجميع البيانات الإحصائية وتحويلها إلى معلومات ثم إلى معرفة ومعارف للوصول على الحكمة في استخدام القوة، قوة المعرفة والبيانات والمعلومات. وهي ثروة هائلة وتعتمد على الخبرات المكتسبة من إدارة العمليات الإحصائية وإدارة المكتبات وإدارة المعلومات وإدارة البحوث والدراسات وإدارة المستشفيات وإدارة التعليم وغيرها من أنواع إدارة التنمية. ولهذا فإن إدارة المعرفة هي تراكم المعارف وتكاثرها بدرجة تحتاج إلى تصنيف وتنظيم لإدارة المعلومات بغرض المشاركة في إدارة المعرفة بين قطاعات متجانسة تستخدم نفس البيانات والمعلومات لتوفير التمويل للمشروعات الاقتصادية. وهذا ما يسمى باقتصاديات المعرفة. ويمكن تطبيق إدارة المعرفة في منطقة صناعية تستخدم نفس البيانات والمعلومات للمشاركة في إدارة المعرفة مثل المشاركة في الوقت والمكان، وكذلك يمكن استخدامها في الحكومة في إدارة مراكز الأبحاث والدراسات والوثائق والمحفوظات والأحوال المدنية والجوازات والاتصالات والمشاركة في خطة وطنية للمعلومات وتقنياتها وفي مجالات الصيانة والخدمات والأمن والخدمات الطبية مثل إيجاد بطاقة صحية واحدة وملف صحي واحد يستخدم في جميع المستشفيات التي يراجعها المريض لمنع الازدوجية والتكرار وبالتالي توفر التكاليف الإدارية وكذلك في البنوك في الشبكة الموحدة للمعلومات والحسابات المالية. إن تراكم الخبرة المكتسبة في إدارة الشركات والإدارة الحكومية يؤدي في النهاية إلى البحث عن مصادر جديدة لتقليل التكلفة وإدارة المعرفة أحد هذه الطرق، والمستفيد النهائي من هذا التقدم هو المستهلك والاقتصاد الوطني. وهذا العلم الجديد أدى إلى اندماج بعض النشاطات وتوحيدها في إدارة واحدة للمعرفة تخدم الجميع. المهم أن الإنسان يستفيد من الخبرات المتوفرة والإمكانيات المتاحة لمزيد من التقدم والتنمية. وما لم تدرك هذه الحقائق في عالم اليوم فإنه بدلاً من أن تكون في مقدمة الأمم تكون في المؤخرة، وهذا ما لا ترضاه. فإلى أساتذة الإدارة والتنمية وطلابها والمهتمين بها انبه إلى هذا العلم الجديد وأؤكد على أهمية تدريسه مع علمي أن هذا لم يغب عليهم لأنهم يواكبون التطور والتقدم من خلال شبكات المعلومات الدولية والمحلية المتوفرة لأن المعرفة أصبحت أحد عناصر وقوة الأمم. وتعتبر إدارة المعرفة هي الآلية ومقدمة للعربة السائرة نحو تطبيق إدارة الحكومة الإلكترونية وإدارة التجارة الإلكترونية والمحلية والدولية. وما لم يكن لدينا إدارة جيدة للمعرفة فلن يكون لدينا تطبيق حكيم للحكومة الإلكترونية وللتجارة الإلكترونية، أي أن إدارة المعرفة من متطلبات الإدارة الإلكترونية في جانبها الحكومي والتجاري فهي لازمة ومهمة في هذه المرحلة من مراحل التنمية والتطوير الإداري وإدارة التننمية في بلادنا.