تعتبر محافظة شقراء بموقعها الاستراتيجي الجغرافي شمال غرب مدينة الرياض من المحافظات المتنوعة في التضاريس والمساحة الجغرافية التي جعلتها حاضنة للتنوع في الإنتاج الزراعي والحيواني والثروة السمكيه التي أثبتت نجاحها في الفترة القريبة حيث دشن الوكيل المساعد للثروة الحيوانية والسمكية لوزارة البيئة والمياه والزراعة، الدكتور علي بن محمد الشيخي مشروع انتاج السلمون كأول مشروع سمكي من نوعه في محافظة شقراء وبحضور مدير فرع الوزارة بمنطقة الرياض الدكتور علي بن محمد المنصور، ومستشار الرئيس التنفيذي للبرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة الحيوانيه والسمكية المهندس ابراهيم بن صالح الزهراني، ومدير مكتب الوزارة بشقراء الاستاذ محمد بن عبدالله أباحسين. حيث قام الجميع بجولة ميدانية على حاضنات الأسماك واستمعوا إلى شرح تفصيلي لمراحل المشروع والذي بدأ قبل خمس سنوات ويعد هذا الإنجاز سبقاً تاريخياً وتحديا للظروف المناخية ودرجات الحرارة المرتفعة في المنطقة الوسطى وخصوصاً بمحافظة شقراء وتحديداً في منطقة الحمادة بالوشم. ويقع المشروع بين عدة مزارع تحيط به من كل جانب وقد تم إنشاء هذا المشروع بمراحل نُفذت باستخدام أحدث الأنظمة والتقنيات العالمية بتكلفة تقارب خمسة ملايين ريال وبطاقة إنتاجية مبدئية تصل إلى 300 طن من أسماك السلمون المرقط ويصل الطموح مستقبلاً للوصول إلى 1000 طن خلال العامين المقبلين وهناك تفاصيل كثيرة عن هذا المشروع من أهمها المشاركة المجتمعية بين أصحاب تلك المشاريع لدعم وإنجاح استزراع الأسماك في البرك والمناطق البعيدة عن البحار حيث يقوم هذا المشروع بدعم المشاريع القريبة منه والتي تعتبر في بداية إنتاجها في مناطق أخرى في المملكة مثل مدينة المجمعة وحفر الباطن وحائل وغيرها من المناطق التي ذكر أصحابها بتواصلهم مع صاحب المشروع الذي قدم لهم التعاون والدعم المستمرين لتعم الفائدة لجميع مناطق المملكة بما في ذلك إنتاج أسماك الزينة الذي وصل توزيعه إلى منطقة مكةالمكرمةوجدة والطائف والرياض. وقد قامت وزارة البيئة والزراعة والمياه بدعم هذا المشروع من خلال استيراد البيض المخصب من فرنسا وإزالة جميع العقبات في هذا الجانب ليتم تفريخ البيض وتحضينه في درجات حرارة دقيقة تتراوح بين 7 إلى 14 درجة وصولا إلى المرحلة الأخيرة من التربية والتسمين. وهناك مشاريع أخرى أود التطرق إليها هي بمثابة الأمن الغذائي للمنطقة التي نفتخر بها مثل زراعة النخيل التي تشتهر بها محافظة شقراء والمدن التابعة لها حيث تضم تلك المزارع مئات الآلاف من النخيل بأنواعها المختلفة وخاصة مايسمى بتمر (الخلاص). ونظراً لكثرة الإنتاج في تلك المنطقة فقد تم إنشاء عدة مصانع للتمور بتقنيات حديثة وإنتاج كبير يغطي معظم المدن والمناطق داخل المحافظة وخارجها حتى يصل إلى مدينة الرياض وتسويق تلك المنتجات في الأوقات الفصلية للسنة سواء في وقت إنتاج الرطب أو التمر بعد صرام النخيل. كما لايفوتني أن أذكر الجانب الآخر في مجال الزراعة الحديثة والتي حضيت بها محافظة شقراء وهي إنشاء البيوت المحمية لإنتاج الخضار بأنواعها. فهناك مزارع كبيرة تحتوي على أكثر من 300 بيت محمي في مواقع مختلفة شمال شرق شقراء وغربها وجنوبها وذلك بطريقة الري الحديثة التي لا تستنزف المياه. وهناك فعاليات ومهرجانات يتم تنظيمها في المحافظة مثل مهرجان (حبحر شقراء) وكذلك مهرجان التمور في شقراء وقد جاء هذا التوسع في المجال الزراعي والحيواني من خلال الدعم السخي الذي تقدمه حكومتنا الرشيدة بمتابعة من وزارة البيئة والمياه والزراعة. حفظ الله بلادنا من كل مكروه وأدام علينا هذه النعم التي أصبحت في كل مدينة وقرية والحمدلله.