أوقية الذهب اليوم ب "3647.75 " دولار    ميدان الجنادرية يشهد سباق اليوم الوطني السعودي للهجن    أبراج مدن المملكة تتوشح بعلمي المملكة وباكستان    نائب أمير تبوك يكرّم الفائزين بجائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي    نائب أمير تبوك يدشن حملة التطعيم ضد الانفلونزا الموسمية    "سدايا" تطلق معسكر إدارة الأنظمة السحابية    «بيئة مكة» تدرس إنشاء سدود حماية جديدة في شمال جدة    هالاند يسجل هدفا تاريخيا في انتصار سيتي على نابولي بدوري أبطال أوروبا    بوتين: أكثر من 700 ألف جندي روسي يقاتلون حاليا في أوكرانيا    ارتفاع حصيلة القتلى جراء انفجار شاحنة صهريج غاز في المكسيك إلى 21    "مسار كدانة"... وجهة ترفيهية مستدامة لسكان مكة المكرمة وزوارها    أمسية شعرية وطنية للأمير سعد آل سعود تدشن احتفالات الهيئة الملكية بينبع باليوم الوطني السعودي ال 95    ثنائية راشفورد تنقذ برشلونة من فخ نيوكاسل بدوري أبطال أوروبا    ماذا ستفعل في يوم الدوام الأخير؟    ذوو الاحتياجات الخاصة.. اهتمام ودعم متواصل    الخلود يكسب ضمك بثنائية في دوري روشن للمحترفين    "وزارة الرياضة" تطلق إستراتيجية دعم الأندية في عامها السابع    جلسات منتدى حوار الأمن والتاريخ... إرث راسخ ورؤية مستدامة للأمن والتنمية    هيئة الأدب والنشر والترجمة تستعد لتنظيم معرض الرياض الدولي للكتاب 2025    الاقتباس والإشارات الدينية في الحروب    البديوي: مجلس التعاون منذ نشأته يعمل على مبدأ «أن أمن الخليج كُلٌ لا يتجزأ»    الأمير سعود بن طلال يرعى زواج 200 شاب وفتاة في الأحساء    جامعة الإمام تنظم ملتقى أبحاث التصميم الأول.. ومعرض يضم 20 مشروعًا بحثيًا مبتكرًاً    وزير الشؤون الإسلامية يدشن ترجمتين جديدتين للقرآن الكريم    أمير جازان يزور المركز الإعلامي الخاص بفعاليات اليوم الوطني ال95 بالمنطقة    أمير الرياض يستقبل أعضاء هيئة كبار العلماء    9 وجهات و1200 منتج سياحي بانتظار الزوار في شتاء السعودية 2025    ما مدى قوة الجيش السعودي بعد توقيع محمد بن سلمان اتفاق دفاع مع باكستا    نجاح عملية تفتيت تصلب الشرايين    أمير منطقة المدينة المنورة يرعى حفل تكريم الفائزين بجائزة جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز للتميز    ضبط 83 كجم قات و61 كجم حشيش    بدد أموال والده في «لعبة».. وانتحر    قطر: حرب إبادة جماعية    السعودية تطالب بوضع حد للنهج الإسرائيلي الإجرامي الدموي.. الاحتلال يوسع عملياته البرية داخل غزة    بيان ثنائي: «اتفاقية الدفاع» تعزز الردع المشترك ضد أي اعتداء    في أولى جولات دوري أبطال أوروبا.. برشلونة ضيفاً على نيوكاسل.. وعودة عاطفية لدى بروين إلى مانشستر    في بطولة آسيا 2.. النصر يدك شباك الاستقلال الطاجيكي بخماسية    فرنسا: حملة تدميرية جائرة    فيلم «ظبية» يكشف كنوزاً أثرية سعودية    عسير تتصدر السياحة الثقافية    التشهير بشركة نظمت مسابقة تجارية دون ترخيص    أمير الباحة يدشن مشاريع صناعية ولوجستية    "سترونج إندبندنت وومن"    «البلديات» تصدر اشتراطات مراكز«التشليح»    العيسى والصباح يزفان عبدالحميد    زراعة «سن في عين» رجل تعيد له البصر    هيثم عباس يحصل على الزمالة    29% ارتفاعا بأسعار البرسيم    أوقاف إبراهيم بن سعيدان تنظم ورشة عمل حول التحديات التي تحدثها المصارف الذرية في الأوقاف المشتركة    سارعي للمجد والعلياء    الخدمات الصحية في وزارة الدفاع تحصد وسام التميز بجودة البيانات    الأميرة سما بنت فيصل تُقيم مأدبة عشاء ثقافية لضيوف تدشين مشروعات رسل السلام    نائب أمير تبوك يكرم تجمع تبوك الصحي لحصوله على جائزة أداء الصحة في نسختها السابعة    أمير جازان يرأس اجتماع اللجنة الإشرافية العليا للاحتفاء باليوم الوطني ال95 بالمنطقة    وجهة نظر في فلاتر التواصل    خطى ثابتة لمستقبل واعد    محافظ الأحساء يكرّم مواطنًا تبرع بكليته لأخيه    إطلاق مبادرة تصحيح أوضاع الصقور بالسعودية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نقدر للمملكة دورها البارز في الحفاظ على التراث والثقافة.. والمهرجان قوى الروابط بين المفكرين والمبدعين
مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في حوار مع (الجزيرة) بمناسبة الجنادرية:
نشر في الجزيرة يوم 03 - 03 - 2005

أثنى معالي الدكتور المنجي بوسنينة المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في مجال الحفاظ على التراث والثقافة على كافة الأصعدة.واعتبر المهرجان الوطني للتراث والثقافة صورة ناصعة تعكس تراث الجزيرة العربية وتقوي الروابط والتلاحم بين المفكرين والمبدعين والأدباء والشعراء في جميع الدول العربية الإسلامية.وقال في حديث ل(الجزيرة) إن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تقدر لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على دعمهم الخيِّر لمسيرة العمل الثقافي والتربوي والفكري في مختلف المجالات موضحاً بان علاقة المنظمة بالمملكة مثالية وقوية حيث قدمت المملكة عدة مقترحات بناءة سوف تسهم في الارتقاء بمستوى التعليم وتعزز قدرات الطلاب في المدارس والجامعات.
****
وأكد بوسنينة أنه لا يمكن لأحد أن ينفي وجود ضغوط خارجية على البلدان العربية لإصلاح أنظمتها التربوية وهذا أمر واضح لا يخفيه المنادون لهذا الإصلاح.. ولكن هذه الدعوة من الخارج تلقي معارضة من الدول العربية لاقتناع الجميع أن موضوع التعليم موضوع سيادة موضحاً معاليه أن هذه المطالبة هي في حسبان الدول ولكن وفق رواية الدول لذلك هي مرفوضة من الدول العربية.. وأن هناك توجهاً من خلال المنظمة لوضع مفاهيم جديدة في التعليم ذات صلة وثيقة بالتعايش في المجتمع المحلي وفي المجتع الدولي.
الحفاظ على التراث
* وأنتم تشاركون في مهرجان الجنادرية، هل لكم بهذه المناسبة أن تعرفونا بما تقوم به المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في مجال المحافظة على التراث؟
- يعد الحفاظ على التراث العربي الإسلامي والعناية به ونشره من أولويات عمل المنظمة. وقد ورد التنصيص عليه في دستورها، ثم تداولته مختلف الخطط التي سطرت نشاطات المنظمة على المدى المتوسط والطويل، وآخرها خطة العمل المستقبلي للمنظمة (2005- 2010)، وذلك نظراً لما يمثله من أهمية في نحت الهوية القومية وتعزيز الشعور بالانتماء.
وفي هذا الإطار تنفذ الخطة برنامجاً مستمراً يعني بإحياء التراث العربي الإسلامي وصيانة معالمه التاريخية وعيونه. ويتضمن هذا البرنامج أنشطة متنوعة، من بينها عقد المؤتمرات الخاصة بصيانة الآثار والمواقع والمعالم، وإعداد الدراسات والموسوعات المختلفة للتعريف بالتراث العربي الإسلامي، والاهتمام بالمخطوطات وفهرستها ونشرها وتدريب المتخصصين على ترميمها وصيانتها. وتدريب العاملين في مجال التنقيب عن الآثار والحفاظ عليها.وقد حققت المنظمة عدة إنجازات في هذا المجال، وعلى سبيل الذكر وليس الحصر، فقد عقدت إلى حد الآن سبع عشرة دورة من مؤتمر الآثار وأصدرت موسوعة في ثلاثة أجزاء عن الفن العربي الإسلامي، كما شرعت، منذ أشهر قليلة في إصدار المجلدات الأولى من (موسوعة أعلام العلماء والأدباء على امتداد كل العصور. كما عقدت المنظمة العديد من الدورات التدريبية للمختصين في الآثار والمخطوطات وأسهمت إسهاماً فاعلاً في إنشاء اتحاد الآثاريين العرب.ولا بد أن أشير في هذا الصدد إلى الدور الهام الذي ينهض به معهد المخطوطات العربية بالقاهرة التابع للمنظمة في حصر وجمع المخطوطات العربية من مختلف أماكن تواجدها في العالم وفهرستها والتعريف بها ونشر النفيس منها.ومما تجدر الإشارة إليه من ناحية أخرى اهتمام المنظمة بربط تراثنا العربي الإسلامي بالتكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال، مواكبة لروح العصر وبحثاً عن وضع هذا التراث في متناول الجميع، عن طريق وسائل التواصل الحديثة. ولهذا الغرض عقدت المنظمة عديد الورشات لاستخدام تكنولوجيا المعلومات في حفظ الآثار والتراث الحضاري. كما تعمل المنظمة، من خلال موقعها على شبكة الإنترنت، على التعريف بالثقافة والحضارة العربية الإسلامية، وتخطط لإحداث شبكة عربية لمعلومات التراث تبتدئ ببناء قاعدة بيانات لمخطوطات المعهد العربي للمخطوطات وتنتهي بإحداث موقع للمعهد على الإنترنت وربطه بمكتبات المخطوطات والجهات المعنية بالتراث في الوطن العربي وخارجه.كما توجه اهتمام المنظمة في الآونة الأخيرة إلى التراث الموسيقي العربي وعقدت من أجل ذلك ندوة كبرى بدمشق خلال عام 2004 نظرت في سبل الحفاظ على هذا التراث وتدوينه وتسجيله على الوسائط الإلكترونية.
ومن هنا فإنني، أشيد بجهود المملكة في مجال الحفاظ على التراث ونثمن الجهود التي يقوم بها الحرس الوطني من خلال المهرجان الوطني للتراث والثقافة لإحياء هذا التراث العريق في الجزيرة العربية والمنظمة تقدر ذلك الجهد.
مشروعات وإنجازات
* وبصفة أعم.. ما هي الإنجازات التي حققتها الألكسو خلال السنوات الأربع لولايتكم الأولى (2001-2004)؟
- لقد كان طموحنا، عندما تسلمنا مسؤولية تسيير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في يناير 2001م، أن نعيد إلى هذه المنظمة اعتبارها وإشعاعها عربياً ودولياً وأن نضعها، سواء من حيث المضامين أو من حيث أساليب العمل، في مدار القرن الحادي والعشرين بحيث تكون قادرة على التفاعل مع التحديات المختلفة التي يطرحها القرن الجديد والاستجابة لمطالب التطوير والتحديث في مجالات التربية والثقافة والعلوم.
وأعتقد أننا، بعد أربع سنوات من العمل الدؤوب، قد حققنا الكثير من مطامحنا وتطلعاتنا، مما مكن المنظمة من استعادة ثقة الدول الأعضاء فيها ومن أخذ مكان لها بارز في شبكة المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالتربية والثقافة والعلوم. وقد تحقق ذلك بفضل ما لقيناه من تجاوب وتعاون ودعم ومساندة من الدول العربية وممثليها في المؤتمر العام والمجلس التنفيذي ولجانها الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، سواء على مستوى التخطيط أو التنفيذ أو المتابعة.وقد سعينا خلال هذه السنوات الأربع إلى تركيز عمل المنظمة على المشاريع الكبرى التي يكون لها تأثير ملموس في الدول الأعضاء وتحقق مستوى عاليا من الجدوى. وفي هذا الإطار أذكر، على سبيل المثال، مشروع (موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب) والتي ظهرت مجلداتها الأولى في نهاية عام 2004، وكذلك (الكتاب المرجع في تاريخ الأمة العربية) والكتاب المرجع في جغرافية وطن عربي بدون حدود)، وهي مطبوعات تتوجه إلى الجمهور العريض بقدر ما تهم الباحث المتخصص.كما ركزنا من ناحية أخرى على تدريب الموارد البشرية في عدد من المجالات الحيوية مثل تعليم اللغة العربية، والتقويم التربوي، والمحافظة على التراث الأثري والمخطوط، والتوثيق والمعلومات، والبحث العلمي، وأقمنا في هذا النطاق العديد من الدورات التدريبية وأعددنا كذلك الأدلة والحقائب التدريبية بما يستجيب لحاجات الدول الأعضاء في هذه الميادين.
أولويات تربوية
* هل لكم أن تحدثونا عن أولويات عمل المنظمة في مجالات التربية والثقافة والعلوم؟
- في قطاع التربية كانت أولوياتنا المساعدة على مقاومة الأمية في الوطن العربي وإدخال تكنولوجيات المعلومات والاتصال في المنظومة التربوية ونشر التعليم عن بعد، والعناية بجودة التعليم. وقد أنجزت المنظمة في هذا الإطار مواد تعليمية متطورة من برمجيات وأقراص ممغنطة وأدلة لاستعمالها وإنتاجها. أما في مجال العلوم فكانت الأسبقية لموضوعات تهم مباشرة حياة المواطن العربي، وقد عالجنا في هذا الصدد مسائل تتعلق بالموارد المائية والطاقات المتجددة ومقاومة التصحر والحفاظ على البيئة. وكان لنا السبق مثلاً في استحداث منهجية لاستعمال الاستشعار عن بعد في مقاومة التصحر وأخرى لإدارة البيئة الساحلية، كما نقوم الآن بإعداد خريطة هيدرولوجية للوطن العربي.
وفي قطاع الثقافة تتصدر إنجازاتنا الحوارات التي أقمناها خلال السنوات الماضية بين الثقافة العريبة وبقية ثقافات العالم، من أوروبا إلى افريقيا مروراً بروسيا والفضاء الإيبيرو أمريكي. كما تجدر الإشارة هنا إلى ما قمنا به في مجال حماية التراث، ولا سيما التراث المخطوط من خلال النشاط المستمر لمعهد المخطوطات بالقاهرة لجمع هذا التراث وفهرسته وحفظه وصيانته وطباعة عيونه، كما أشرف إلى ذلك قبل قليل.
وفي استمرار مع السنوات السابقة، واصلت المنظمة فيما بين 2001-2004 إصدار معاجم المصطلحات المعربة التي يعدها مكتب تنسيق التعريب بالرباط في مختلف مجالات العلم والتكنولوجيا، ونشر الكتب العلمية الجامعية التي يصدرها المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر بدمشق، إلى جانب استمرار العمل في تدريب معلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها بمعهد الخرطوم الدولي للغة العربية وإعداد الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية المتعلقة بالوطن العربي من خلال معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة.وقد أفرز النشاط المتنوع العديد من الكتب والدراسات التي يمكن أن تتخذ مرجعاً في مختلف مجالات التربية والثقافة والعلوم في الوطن العربي، وأود أن أشير هنا بالخصوص إلى سلسلة (الفن التشكيلي في الوطن العربي) والتي تم إثراؤها خلال السنوات الأربع الماضية بعناوين عن الفن التشكيلي في كل من فلسطين ولبنان والسودان.كما عملنا منذ سنة 2001 على تعصير وسائل عمل المنظمة، ومن ذلك إحداث موقع للمنظمة على شبكة الإنترنت يعرف بها وبنشاطاتها وإصداراتها، وإقامة شبكة للاتصالات والتدريب عن بعد تربط بين المنظمة واللجان الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في الدول العربية وتستعمل القمر الصناعي العربي ومحطات الإذاعة والتلفزيون في الدول العربي لتسهيل عمليات التدريب عن بعد وعقد الندوات والمؤتمرات المرئية.
ويندرج في هذا السعي التحديثي كذلك وضع نظام تقويم جديد لعمل المنظمة ولمستوى أدائها عند تنفيذ برامجها ومشروعاتها، وذلك بحثاً عن مزيد الجدوى والجودة.
مشروعات مستقبلية
* ما هي المشروعات المستقبلية للمنظمة؟ وعلى أية محاور ستركزون خلال السنوات الأربع القادمة؟
- لقد انتهت المنظمة مؤخراً من وضع خطة لعملها المستقبلي تمتد من 2005 إلى 2010، بعد استشارة واسعة النطاق شملت الجهات الرسمية في الدول الأعضاء ونخبة من المثقفين والخبراء العرب. المراد من هذه الخطة هو تحقيق نقلة نوعية في عمل المنظمة حتى تكون في مستوى التحديات المطروحة على الأمة العربية نتيجة ما طرأ على العالم من تغيرات في السنوات الأخيرة. وقد مكنت الأراء والمقترحات التي تجمعت لدى المنظمة من خلال هذه الاستشارة إلى تحديد أولويات للخطة، من أهمها القضاء على الأمية في الوطن العربي، وسد الفجوة التقانية والرقمية بين الدول العربية والدول المتقدمة، وتطوير النظم التربوية باستخدام التقنيات الخدمية في التعليم والتعلم ومعالجة الآثار السلبية للعولمة على المجتمعات العربية، ودعم الحوار بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى وتطوير منظومة البحث العلمي، والحفاظ على التراث الأثري والتاريخي وإحياؤه وتوظيفه ونشر الثقافة العربية والتعريف بها عالمياً. وانطلاقاً من هذه الأولويات تم اقتراح المحاور الرئيسية للخطة في كل قطاع من قطاعات العمل بالمنظمة من تربية وثقافة واتصال وعلوم وبحث علمي وتوثيق ومعلومات. وقد انطلقنا منذ الدورة المالية الحالية (2005-2006) في تنفيذ مشروعات تندرج تحت هذه المحاور وتحقق الأولويات المرسومة.
التعريف بالثقافة الإسلامية
* ماذا فعلت المنظمة للتعريف بالثقافة العربية الإسلامية خارج حدود الوطن العربي، بهدف مواجهة حملات التشويه التي تتعرض لها ثقافتنا في السنوات الأخيرة؟
- إن المنظمة، تنفيذاً للمهام التي أسندت إليها بحكم دستورها، تنهض بمهمة التعريف بالثقافة العربية الإسلامية خارج حدود الوطن العربي، وتوسيع دائرة إشعاعها، ولها في ذلك وسائل شتى، لعل أكثرها بروزا في السنوات الأخيرة حلقات الحوار التي أقامتها المنظمة بين الثقافة العربية وعدد من الفضاءات الثقافية واللغوية في العالم. فقد عقدنا على التوالي حوارات مع أوروبا (بارس - يوليو 2002) والفضاء الإيبيرو أمريكي (تونس - ديسمبر 2002) وروسيا (الحمامات - تونس يونيو 2003) وندوة حول دور الإعلام في التواصل الثقافي بين العرب والعالم الغربي (باريس - مارس 2004)، ونحن نبرمج حالياً لحوارات ثقافية أخرى، مع ألمانيا والصين واليابان والعالم اللاتيني. ومن الواضح أن هذه الحوارات تشكل فرصة لمزيد التعريف بالجوانب المضيئة في حضارتنا العربية الإسلامية وإظهار إسهاماتها في الحضارة الكونية وقدرتها على الحوار مع الآخر وعلى التفاعل مع الثقافات والحضارات الأخرى أخذاً وعطاء في الماضي كما في الحاضر.
كما ان المنظمة توصل باستمرار صوت الثقافة العربية إلى العالم من خلال مشاركاتها في ندوات الحوار بين الثقافات والحضارات التي تدعو إليها منظمات دولية وإقليمية مثل اليونسكو و(الفضاءات اللغوية الثلاثة) والمنظمة الإيبيرو أمريكية للتربية والعلوم والثقافة.
وبالتوازي مع هذه الحوارات، شرعت المنظمة منذ وقت قريب في تنفيذ برنامج طموح يهدف إلى التعريف بالثقافة العربية الإسلامية من خلال شبكة الإنترنت وباستعمال اللغات الأجنبية الحية. وقد تم إعداد وترجمة جانب من المادة المطلوبة، وفي انتظار إنزالها على موقع المنظمة في شبكة الإنترنت. ونحن نأمل أن يتعزز هذا الجهد من خلال تنفيذ خطة (أرابيا) التي وضعتها اليونسكو بالتعاون مع المجموعة العربية لدى هذه المنظمة والتي تتضمن أنشطة عديدة ومتنوعة للتعريف بالثقافة العربية الإسلامية.
* بين الضغوط الخارجية والحاجة الموضوعية إلى التطوير والتغيير أين تضعون الإصلاح التربوي المنشود في بلادنا العربية؟
- لا يمكن لأحد أن ينفي وجود ضغوط خارجية على البلدان العربية لتتولى إصلاح أنظمتها التربوية، فهذا أمر واضح لا يخفيه المنادون بهذا الإصلاح أنفسهم، لكن هذه الدعوة للإصلاح من الخارج تلقى معارضة من الدول العربية، لإقتناع الجميع بأن موضوع التعليم موضوع سيادة أولاً، ثم لأن أي منظومة تربوية جزء لا يتجزأ من المجتمع تحمل غاياته وقيمه وتطلعاته وتتغذى من نسيجه، ولا يمكن تطويرها وتغييرها إلا في ضوء التطور الداخلي لذلك المجتمع وتطور حاجاته وتطلعاته، ودون تجاوز لقيمه وثوابته. وقد عبر وزراء التربية العرب عن هذا الموقف في مؤتمرهم الأخير ببيروت (مايو 2004) وكذلك في المؤتمر الإقليمي حول التعليم للجميع الذي انعقد بالقاهرة في يونيو الماضي.
وبهذه الضغوط الخارجية أو بدونها فإن الإصلاح في التربية أمر مطلوب باستمرار، لأن التغيير من طبيعة الحياة والمجتمعات، ولا بد للتربية ان تواكب دون انقطاع هذا التغيير وإلا باتت منقطعة عن بيئتها، وهذا النوع من المراجعة المستمرة لمناهج التعليم أمر معمول به منذ سنوات في الدول العربية، وفي وثائق المنظمة وتقاريرها ما يثبت ذلك، لكن المطلوب اليوم هو الإسراع في نسق هذه المراجعة لنواكب التحولات العالمية من حولنا، سواء أكانت علمية وتقنية أو سياسية واجتماعية وثقافية. وهذا المطلب موضوعي، إذا كان نابعاً من حاجة داخلية، أما الدعوة إلى الإصلاح من الخارج ففي طواياها نوايا غير خافية، لذلك رفضها العرب وتصدوا لها.
أما على مستوى المنظمة فإن رهاننا في المجال التربوي يتمثل في تحقيق الجودة الشاملة للمنظومة التربوية والارتقاء بالمستوى النوعي لخريجي المدارس والجامعات، تعزيزاً لقدرتهم على التكيف مع التغيرات المتسارعة التي يشهدها عالم اليوم، وخاصة مواجهة متطلبات العولمة وتقلبات سوق العمل، ومن ذلك العناية لتطوير التفكير النقدي وتنمية الإبداع والابتكار وتعزيز روح البحث والتجريب والتجديد لدى الطلاب. وهذا يتطلب منا كذلك مزيد التركيز، في المناهج والبرامج التربوية، على تقنيات الإعلام والاتصال الحديثة، كما يتطلب منا إدماج مفاهيم جديدة في مناهج التعليم ذات صلة وثيقة بالتعايش في المجتمع المحلي وفي المجتمع الدولي، مثل التربية على المواطنة، والتربية على الديمقراطية والتربية على حقوق الإنسان.وقد أعددنا العدة في المنظمة للتخطيط لهذا المستقبل التربوي، وذلك من خلال وضع مجموعة من الاستراتيجيات النوعية المتعلقة بالتربية والتعليم العالي والتعليم عن بعد.
علاقة المنظمة بالمملكة
* كيف تقيمون علاقة المملكة العربية السعودية بالمنظمة؟
- ليس من المجاملة في شيء أن أقول إن العلاقات بين المملكة والمنظمة جيدة بل مثالية. فالتعاون بيننا وطيد، والتشاور مستمر عبر مختلف القنوات الرسمية من لجنة وطنية ومندوبية دائمة لدى المنظمة. وجهات معنية بالتربية والثقافة والعلوم في المملكة.
ولقد وجدت شخصياً، وكذلك المنظمة، كل الدعم والمساندة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني، حين تشرفت بمقابلتهما عام 2001، مباشرة بعد انتخابي على رأس المنظمة، وقد أغدقا عليّ من نصائحهما ما أنار أمامي السبل وشجعني على حمل الأمانة بكل اعتزاز وثقة في النفس.وأود أن أذكر في هذه المناسبة، أن المنظمة، اعترافاً بما قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز من جليل الخدمات للتربية والثقافة والعلوم في المملكة وللأمة العربية الإسلامية عموماً، أسندت له في يناير 2003 درعها الذهبي الأكبر فكان أحسن رد للجميل وأفضل تعبير عن الوفاء لهذا الرجل وأداء واجب العرفان إزاء شخصه.ومما يمكن الاستشهاد به بخصوص العلاقة الوثيقة بين المملكة العربية السعودية والمنظمة ما تقدمت به المملكة إلى المؤتمر العام الأخير للمنظمة (تونس - ديسمبر 2004) من مقترحات هامة تتعلق خصوصاً بإنشاء هيئة عربية للتقويم التربوي وإحداث برنامج كبير لتطوير تدريس اللغة العربية في الدول الأعضاء، وهو ما يدل على اهتمام وعناية بالغين من المملكة ببرامج المنظمة ومشروعاتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.