المعجب: القيادة حريصة على تطوير البيئة التشريعية    إثراء تجارب رواد الأعمال    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. انطلاق مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار    القمة العالمية للبروبتك.. السعودية مركز الاستثمار والابتكار العقاري    فريق مصري يبدأ عمليات البحث في غزة.. 48 ساعة مهلة لحماس لإعادة جثث الرهائن    إنستغرام يطلق «سجل المشاهدة» لمقاطع ريلز    إسرائيل تحدد القوات غير المرغوب بها في غزة    تمهيداً لانطلاق المنافسات.. اليوم.. سحب قرعة بطولة العالم للإطفاء والإنقاذ في الرياض    القيادة تهنئ رئيس النمسا ورئيسة إيرلندا    يامال يخطط لشراء قصر بيكيه وشاكيرا    الدروس الخصوصية.. مهنة بلا نظام    «التعليم»: لا تقليص للإدارات التعليمية    هيئة «الشورى» تحيل تقارير أداء جهات حكومية للمجلس    قيمة الدعابة في الإدارة    2000 زائر يومياً لمنتدى الأفلام السعودي    الصحن الذي تكثر عليه الملاعق    أثنى على جهود آل الشيخ.. المفتي: الملك وولي العهد يدعمان جهاز الإفتاء    تركي يدفع 240 دولاراً لإعالة قطتي طليقته    علماء يطورون علاجاً للصلع في 20 يوماً    المملكة تنجح في خفض اعتماد اقتصادها على إيرادات النفط إلى 68 %    تداول 168 مليون سهم    تطوير منظومة الاستثمارات في «كورنيش الخبر»    كلية الدكتور سليمان الحبيب للمعرفة توقع اتفاقيات تعاون مع جامعتىّ Rutgers و Michigan الأمريكيتين في مجال التمريض    منتجو البتروكيميائيات يبحثون بدائل المواد الخام    قرار وشيك لصياغة تشريعات وسياسات تدعم التوظيف    480 ألف مستفيد من التطوع الصحي في الشرقية    14.2% نموا في الصيد البحري    ريال مدريد يتغلب على برشلونة    المملكة.. عطاء ممتد ورسالة سلام عالمية    رصد سديم "الجبار" في سماء رفحاء بمنظر فلكي بديع    غوتيريش يرحب بالإعلان المشترك بين كمبوديا وتايلند    سلوت: لم أتوقع تدني مستوى ونتائج ليفربول    بيع شاهين فرخ ب(136) ألف ريال في الليلة ال14 لمزاد نادي الصقور السعودي 2025    صورة نادرة لقمر Starlink    8 حصص للفنون المسرحية    «مسك للفنون» الشريك الإبداعي في منتدى الأفلام    الدعم السريع تعلن سيطرتها على الفاشر    ملك البحرين يستقبل سمو الأمير تركي بن محمد بن فهد    منتخب إيران يصل السعودية للمشاركة ببطولة العالم للإطفاء والإنقاذ 2025    المعجب يشكر القيادة لتشكيل مجلس النيابة العامة    أمير الرياض يستقبل مدير عام التعليم بالمنطقة    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنفيذ البرنامج التثقيفي لمنسوبي المساجد في المنطقة ومحافظاتها    مفتي عام المملكة ينوّه بدعم القيادة لجهاز الإفتاء ويُثني على جهود الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ رحمه الله    نائب أمير الشرقية يؤكد دور الكفاءات الوطنية في تطوير قطاع الصحة    العروبة والدرعية في أبرز مواجهات سادس جولات دوري يلو    إعلان الفائزين بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية 2025    أبرز 3 مسببات للحوادث المرورية في القصيم    الضمان الصحي يصنف مستشفى د. سليمان فقيه بجدة رائدا بنتيجة 110٪    إسرائيل تعتبر تدمير أنفاق غزة هدفاً استراتيجياً لتحقيق "النصر الكامل"    116 دقيقة متوسط زمن العمرة في ربيع الآخر    الديوان الملكي: وفاة صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت تركي بن محمد بن سعود الكبير آل سعود    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على هيفاء بنت تركي    %90 من وكالات النكاح بلا ورق ولا حضور    ولي العهد يُعزي هاتفياً رئيس الوزراء الكويتي    النوم مرآة للصحة النفسية    اكتشاف يغير فهمنا للأحلام    "تخصصي جازان" ينجح في استئصال ورم سرطاني من عنق رحم ثلاثينية    نائب أمير نجران يُدشِّن الأسبوع العالمي لمكافحة العدوى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المملكة تؤكد عملياً براءة الإسلام من دعوى الإرهاب

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:
أثبتت المملكة عملياً وعلمياً أن الإسلام دين السلام دين الرحمة لكل الناس، دين المحبة للمسلمين، دين التآلف والاجتماع، دين العطف والإحسان، أنه دين عظيم جاء من رب العالمين، جاء صالحاً لكل زمان ومكان.. وإليك يا أخي الكريم بعض سمات ومحاسن هذا الدين وهو دين كله حسن وكل ما جاء به حسن ومن أبرز هذه السمات ما يلي:
1- إن دين الإسلام دين رحمة لكل بني الإنسان رحمة خاصة بالمؤمنين ورحمة عامة لكل بني الإنسان.. وقد بيّن ربنا سبحانه وتعالى أنه أرسل نبيه - صلى الله عليه وسلم - رحمة لهذا العالم وما فيه من مخلوقات، فقال سبحانه وتعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } (107) سورة الأنبياء، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ( يخبر تعالى أن الله جعل محمد - صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين أي أرسله رحمة لهم كلهم)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قال يا رسول الله ادع على المشركين قال إني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة).. وعن أبي هريرة مرفوعاً وأرسله البخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( إنما أنا رحمة مهداة) وقد صح عن رسول الله - صلى الله عيه وسلم - أنه قال: (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله) قال العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي (يدل الحديث بمنطوقه أن من لا يرحم الناس لا يرحمه الله وبمفهومه على أن من يرحم الناس يرحمه الله كما قال في الحديث الآخر (الراحمون يرحمهم الرحمن) (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، فرحمة العبد للخلق من أكثر الأسباب التي تنال بها رحمة الله التي من آثارها خيرات الدنيا وخيرات الآخرة كما أمر الله سبحانه وتعالى بالإحسان إلى الجار حتى ولو كان غير مسلم، فقال سبحانه وتعالى:{وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ} (36) سورة النساء، كما أمر الله سبحانه وتعالى بالإحسان إلى غير المسلمين اذين لا يقاتلون المسلمين فقال سبحانه وتعالى:{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (8)سورة الممتحنة، وها هو النبي - صلى الله عليه وسلم - يجسد لنا هذه الرحمة ببني الإنسان فيرى عجوزاً تحمل على ظهرها حطباً في مكة يستأذنها في حمل الحطب عنها فيحمل الحطب وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم عندما أوصل المرأة إلى منزلها لم تجد هذه المرأة ما تكافئ به هذا الرجل إلا أنها نصحته نصيحة بعدم اتباع هذا النبي الذي ظهر حديثاً وهو الذي يقال له محمد - صلى الله عليه وسلم - فلما قالت له ذلك قال أنا محمد - صلى الله عليه وسلم - قالت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد امرأة مقتولة في إحدى الغزوات فيغضب ويقول (ما كان لهذه أن تقاتل) متفق عليه، وغير هذا الكثير الكثير مما يبين رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وشفقته بالناس ودعوتهم إلى الإسلام حتى جاره الذي آذاه، فلما فقد أذاه ذهب لزيارته فوجده مريضاً فدعاه إلى الإسلام، أما رحمة النبي للمؤمنين فمعلومة لدى الجميع وقد وصفه الله عز وجل فقال: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (128) سورة التوبة، وقال سبحانه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} (139)سورة آل عمران، فكان - صلى الله عليه وسلم - أرحم الناس فقد أوصانا برحمتهم، بل لقد كان رحيماً حتى بالحيوان ففي صحيح البخاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( دخلت النار امرأة في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الارض) - نعم إنه الإسلام الذي سبق جميع منظمات حقوق الإنسان ومنظمات حماية الحيوان.. إنه دين الرحمة بالمخلوقات منذ ما يزيد على أربعة عشر قرناً من الزمان.. قال الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي - رحمه الله -: إن دين الإسلام دين رحمة وبركة وإحسان وحث على منفعة نوع الإنسان فما عليه هذا الدين من الرحمة وحسن المعاملة والدعوة إلى الإحسان والنهي عن كل ما يضاد ذلك هو الذي صيّره نوراً وضياءً بين ظلمات الظلم والبغي وسوء المعاملة وانتهاك الحرمات.. هو الذي جذب قلوب من كانوا قبل معرفته ألد أعدائه حتى استظلوا بظله الظليل.
2- إن دين الإسلام دين سماحة وتيسير يرفض التعصب الأعمى والتشدد الممقوت ويأمر بالتيسير والتبشير وينهى عن التعسير والتنفير من غير إفراط ولا تفريط فقد حث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التيسير ونهى عن التعسير فقال: ( بشروا ولا تنفروا يسروا ولا تعسروا) رواه مسلم.. وقال - صلى الله عليه وسلم -: ( إنما بعثتم مبشرين ولم تبعثوا معسرين).. وقد أمر الله عز وجل بالتسير والدعوة بالأسلوب الحسن في عدة مواضع من كتابه فقال سبحانه وتعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (125)سورة النحل.
قال الحافظ ابن كثير- رحمه الله - يقول تعالى آمراً رسوله محمداً - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو الخلق إلى الله بالحكمة.. قال ابن جرير وهو ما أنزله عليه من الكتاب والسنة والموعظة الحسنة أي بما فيه من الزواجر والوقائع بالناس ذكرهم بها ليحذروا بأس الله تعالى، وقوله {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} أي من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب كقوله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ }(46) سورة العنكبوت.. فأمره تعالى بلين الجانب كما أمر به موسى وهارون عليهما السلام حين بعثهما إلى فرعون في قوله: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (44) سورة طه.. وقال الشوكاني رحمه الله: {وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} وهي المقالة التي يستحسنها السامع وتبلغ من نفسه مبلغاً حتى يقتنع بها ويعمل بما فيها وتكون في نفسها، ودعا إليها فقد دعا إليها في تعامل المسلم مع المسلمين وغير المسلمين في معاملاته المختلفة كالبيع والشراء وقد امتدح النبي - صلى الله عليه وسلم - التاجر الذي يتصف بالسماحة في بيعه وفي شرائه فقال - صلى الله عليه وسلم -: (سمحاً إذا باع وسمحاًَ إذا اشترى وسمحاً إذا اقتضى) وحث النبي - صلى الله عليه وسلم - على حسن الخلق والمعاملة الحسنة فقال: (إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون).. رواه أهل السنن.
3- إن الإسلام يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الظلم والعدوان:
فقد أمر تبارك وتعالى في كتابه الكريم بالعدل سواء مع المسلمين أو غير المسلمين فقال سبحانه ناهياً عن الاعتداء الناتج عن العداوة والبغضاء: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}(8) سورة المائدة.
وقال سبحانه وتعالى آمراً بالعدل وناهياً عن الظلم: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } (90) سورة النحل.
كما حذّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الظلم فقال: (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة).. رواه مسلم.. كما قال ربنا سبحانه وتعالى:( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا).. رواه مسلم: وبسبب العدل والنهي عن الظلم جاء الإسلام بحفظ الحقوق ورد المظالم والأخذ على يد الظالم ومعاقبة المجرم فشاع العدل وأمن الناس على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم وأمنت السبل ومما يذكر في السيرة أنه تخاصم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مع أحد اليهود في درع له عند شريح القاضي فسأل شريح القاضي أمير المؤمين هل لديك شهود؟ فقال: ابني الحسن، فقال له القاضي إن ابنك لا يشهد لك وقضى بالدرع لليهودي فتعجب اليهودي من عدل القاضي حيث أجلس أمير المؤمنين معه في مجلس القضاء وحكم عليه لعدم وجود بينة لديه أو شهود ثم قال هذا اليهودي (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ).
4- إن الإسلام يأمر بالوسطية وينهى عن الغلو والتطرف: فالإسلام دين وسط ينهى عن الغلو والجفاء والإفراط والتفريط ويأمر بالوسطية، وقد قال الله عز وجل: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (143)سورة البقرة.
فأمة الإسلام أمة وسط بين الأمم كما أنها أمة وسط في تعاملها فلا تتشدد في دينها ولا تفرط فيه ولذلك نهى الله سبحانه عن الغلو في الدين فقال سبحانه: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ } (77) سورة المائدة. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (هلك المتنطعون، قالها ثلاثاً)، رواه مسلم.. وقال الله سبحانه وتعالى آمراً بطاعته وعدم التفريط في ذلك {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }(16)سورة التغابن، والتقوى تعني فعل ما أمر به الله حسب الاستطاعة كما تعني اجتناب كل ما نهى عز وجل عنه ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ما نهيتكم عنه فانتهوا وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم).. فكما أن الزيادة في الدين لا تجوز فكذا النقص في الدين لا يجوز إلا لمن عجز عن فعل ما أمره الله به لمرض أو كبر أو نحو ذلك إذ إن التوسط مطلوب من يغر جفاء ولا غلو ومن غير زيادة ولا نقص.
5 - إن الإسلام يأمر بحفظ العهود ويحرم نقضها: وذلك إن المسلمين إذا أعطوا عهدا لأحد من الناس وجب عليهم الوفاء بهذا العهد سواء كان هذا العهد لمسلم أو لغير المسلم لقول الله عز وجل: {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} (34) سورة الإسراء.
ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم). رواه البخاري.. كما يحرم على المسلمين نقض هذا العهد لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (27)سورة الأنفال، ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرف ولا عدل) رواه البخاري. ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: (أنا لا أخيس بالعهد ولا أقتل الرسل) رواه أبو داود والإمام أحمد.
ويجب على المسلم الوفاء بالعهد إذا أعطاه أحدهم حتى لو كانت امرأة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (قد أجرنا من أجرتي يا أم هانئ).
6- إن الإسلام يدعو إلى المساواة ونبذ التعصب والتفرقة: فالإسلام لا يفرق بين الناس من حيث ألوانهم وأعراقهم أو قبائلهم بل يعاملهم سواسية لا يفرق بينهم فكلهم سواء ولا تفاضل بينهم إلا بالتقوى حيث يقول سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (13) سورة الحجرات.. ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:(الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى)، (كل الناس لآدم وآدم من تراب).. فالناس في الحقوق لا فرق بينهم وفي الواجبات لا فرق بينهم ولا ميزة لأحد على أحد فمن أحسن فلنفسه ومن أساء عليه، ولا أحد يعتدي على أحد، ومن ظلم غيره وجب القصاص منه إلا أن يعفو صاحب الحق أو يرضى بالدية حسب ما هو مقرر في الفقه الإسلامي.
7- إن الإسلام يدعو إلى التكاتف والتآلف والتراحم بين المسلمين:
فالمسلمين مثل الجسد الواحد مترابطين فيما بينهم يعطف الكبير على الصغير ويحترم الصغير الكبير وينفق الغني على الفقير وقد قال الله عز وجل عنهم: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}(92) سورة الأنبياء.. وقال سبحانه {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}(10)سورة الحجرات.. وقال رسولنا وقدوتنا محمد - صلى الله عليه وسلم -: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، متفق عليه.. وقال - صلى الله عليه وسلم -: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه) متفق عليه، كما أمر الله سبحانه وتعالى عباده على التعاون فيما بينهم على ما فيه خير لهم في دينهم وديناهم ونهاهم عما فيه شر لهم وتفريق لكلمتهم ووحدتهم، فقال سبحانه وتعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}(2)سورة المائدة.. كما حرم الله عز وجل كل ما يضر بالمسلمين سواء كان بالقتل أو إلحاق الأذى بهم، فقال سبحانه وتعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ } (151)سورة الأنعام.. ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة) متفق عليه.. ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليك كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) متفق عليه.. وأما تحريم أذية المسلمين فقد قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) متفق عليه.. ومن هذا يتبيّن أن ما يقوم به بعض الأشخاص من قتل المسلمين أو ترويع لهم أو قتل لغيرهم وترويعهم هو مما حرمه الإسلام ونهى عنه، وأن هذه الأفعال ليست من الإسلام في شيء، وأن مرتكبيها قد خالفوا تعاليم الإسلام السمحة وارتكبوا جرماً عظيماً لا يقره الإسلام ولا المسلمون.
ومما سبق يتبيّن لكل عادل ومنصف أن الإسلام دين سماحة ورحمة يأمر بالعدل وينهى عن الظلم ويأمر بعبادة الله وحده والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة على بصيرة ويأمر بالوفاء بالعهد ويحرم نقضه لأن دين الله عز وجل الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - حتى تصلح أحوال العباد وتستقيم حياتهم.. ولذا كان من الضروري أن يبين أهل الإسلام لكل العالم سماحة هذا الدين وسمو تعاليمه وعلو آدابه وأنه ينبذ العنف والإرهاب ويحرم قتل الأبرياء وترويعهم حتى يتبيّن لأهل الأرض جميعاً حقيقة هذا الدين وحتى يرد على أعداء الإسلام الذين يحاولون تشويه صورة الإسلام ويصفونه بما ليس فيه، والله أسأل الله أن يوفق المسلمين إلى ما يحبه ويرضاه وأن يجمع قلوبهم على تقواه وأن يحفظ لهم دينهم ويديم عليهم أمنه وأمانه، إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.