اعتبر د. محمد غانم الرميحي عضو هيئة التدريس بجامعة الكويت ورئيس تحرير مجلة حوار العرب نفسه أحد الذين اعتقدوا مبكراً بالمثقف العضوي الذي يتعامل مع المجتمع الذي يعيش فيه أو حوله، وأورد أمثلة من كتاباته وأعماله. جاء ذلك خلال تكريمه في اثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة وسط لفيف من الأدباء والمفكرين وأكد على وجود قانونين: الأول: لكل فعل ردة فعل كما هو في الطبيعة فهو في المجتمع. الثاني: أن المجتمع كالطبيعة لا يحب الفراغ. وفي مسألة الساعة الإرهاب دعا إلى مواجهة الفكر بالفكر، حيث ان التطرف سهل في حربه حرباً عسكرية، ولكنه أصعب طريقة في الفكر. أما قضية الجميع وهي التعليم فإنه في رأي د. الرميحي ما زال يعتمد على أسلوب التلقين، والمعرفة تغيب عنا في مجتمعاتنا. وامتدح الانتخابات البلدية التي تجري في المملكة وصورها في مقاله في جريدة الوطن. الحديث كان ماتعاً ومتشعباً ما بين الاجتماع والسياسة والاقتصاد إلا أن د. الرميحي أوجز حيث تركت المساحة الكبرى للحوار مع الحضور. ففي تعليق له على سؤال حول الديمقراطية اعتبر ان الديمقراطية هي الشجاعة الأدبية وليست حمل الرصاص، وما زالت الديمقراطية العربية دون المستوى المطلوب. وفي إجابة له عن واقع المرأة العربية وكيف يقرأ مستقبلها اعتبر د. الرميحي انه يخجل من معاملتنا للمرأة في القرن الحادي والعشرين فهي كما ذكرت في تقارير سابقة غير ممكنة. أما تعليقه حول أبرز المجالات التي تعاني من سوء الإدارة فيها في الوطن العربي ضرب مثالاً وهو أن طلب إصدار صحيفة في لندن قد لا يستغرق يوماً واحداً، وعكسه في الوطن العربي، وكذلك في إنشاء المصانع. وفي تعليق له حول تحرير الفكر العربي من التلقين حتى يعبر عن ذاته أبدى أسفه أن التلقين لم يعد في المدارس فحسب وإنما في الإعلام، فحتى الآن لم نحترم التعددية، واعتبر ان المشكلة في ثقافتنا العربية وطريقة التعامل معها، وتمنى أن نصل إلى مرحلة أن الحقيقة غير موجودة. أما عن الحالة السيئة في الوطن العربي فليس هنالك حلول جاهزة كما يرى د. الرميحي لهذا الموضوع فنحن دائماً نلوم الآخر، وعلينا أن نبدأ بأنفسنا. أما عن مجلة حوار وقلة انتشار توزيعها فقال لقد صدرت منذ فترة قليلة، وهي مجلة تحاول أن تقدم شيئاً جديداً يطبع منها 5000 فقط ونحتفظ ب1000 نسخة وتنفد من الأسواق بسرعة نظراً لرخص ثمنها الذي لا يتجاوز الدولارين، ولها عنوان إلكتروني. أما رؤيته للإعلام العربي فيأسف ان هنالك إشكالية في الإعلام العربي، فهناك حرية نسبية للوصول إلى الوسيلة، وليس هناك حرية لامتلاك الوسيلة فالصحفي العربي بشكل عام تلميذ يتحول إلى أستاذ. أما عن نجاحه في رئاسة التحرير ومقومات رئيس التحرير الناجح فيرى د. الرميحي ان ذلك حكم ذاتي لذلك فهو لا يستطيع، ومن شروط النجاح العمل بشكل جماعي في أي مؤسسة والتنظيم. أما عن مكمن التفاؤل لدى د. الرميحي فإنه يشعر به عند لقائه بطلابه، فهناك جيل واع وهناك خطوات كثيرة تقام، فنحن عادة نذكر السلبيات، وذلك حسن حتى نتجنبها، ولكن هناك إيجابيات يجب الاعتراف بها. أما عن واقع التعليم في الخليج خلال عشر سنوات ركز على أننا إذا لم نهتم بالمعرفة والمهارات ولم نقدم لطلابنا هاتين فسوف نفقد قيمة التعليم، ولا بد من مرجعية للتقويم، وهذه لا تتم في جامعاتنا العربية. أما أين يكمن الخلل في المثقف الكاتب أم المتلقي فلا يدعي الرميحي أن لديه القدرة، ولكن المسألة اجتهاد، فنحن في مرحلة انتقالية شديدة العواصف. أما عن موقع الثقافة العربية، فاعتبر أن الكتاب العربي قليل ومحاصر، ونصف العرب لا يقرأون. وعن تقييمه للتجربة الديمقراطية في الكويت قال ما زالت ناقصة حيث لم تمكن المرأة حتى الآن ولم تتطور. اعتبر الشيخ عبدالمقصود خوجة أن د. الرميحي رقم لا يمكن تجاوزه في خارطة الثقافة العربية ويكفي جذوره في مجلة العربي فهو 1990 - 1992 مؤسس ورئيس تحرير (صوت الكويت) جريدة يومية عربية دولية و(نيو أرابيا) مجلة شهرية تصدر باللغة الانجليزية، وقد تأسست كلتاهما خلال فترة غزو العراق للكويت. وسعادته عضو في عدة لجان. خدم د. الرميحي كعضو في لجان متعدة داخل أقسام الحكومة الكويتية (من سنة 1973 لغاية 1997). وهو عضو المجلس الاستشاري للحكومة الكويتية الذي يترأسه رئيس وزراء الكويت، كما أنه عضو في لجان عاملة عديدة تعنى بالتعليم العام - الأساسي والعالي، ومجلس التخطيط، ومجلس التنمية والتخطيط، وكلاهما برئاسة رئيس مجلس الوزراء في الكويت. المنشورات قام بنشر ما يزيد عن العشرين كتابا حول علم الاجتماع السياسي في منطقة الخليج العربي، وحول الثقافة والسياسة العربية والقضايا المعاصرة في العالم العربي. مؤسس ورئيس تحرير مجلة (دراسات الخليج وشبه الجزيرة العربية عام 1975) التي ما زالت تصدر عن جامعة الكويت ومجلة (فنون) وهي مجلة شهرية فنية أسست عام 2001م تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون، الكويت، كما ساهم في عضوية هيئات استشارية لمطبوعات عدة منها عالم الفكر، وعالم المعرفة. المساهمات يقوم د. الرميحي بالمساهمة في عدد من المطبوعات العربية، بكتابة مقالات أسبوعية تنشر في بلدان الخليج (الرأي العام) وفي جرائد يومية في الكويت وخارجها، وكالوطن اليومية (في دولة قطر، والسعودية وعمان)، وفي الوسط (يومية تصدر في البحرين) وفي النهار (بيروت). إضافة إلى مقالة مرتين في الشهر تنشر في جريدة الحياة اليومية الدولية، الصادرة في لندن. كما شارك وساهم في عدد من المنتديات والمحاضرات الدولية والمؤتمرات العالمية حول القضايا المعاصرة في الخليج العربي والشؤون العربية، وذلك في الكويت والبلدان العربية، الولاياتالمتحدة، بريطانيا، الهند، إيران، اليابان، وبلدان أخرى. مرات عديدة اقرؤك هكذا بدأ د. عبدالمحسن القحطاني حديثه للمحتفى به ويضيف ان قراءتي لك هي رؤيتي لك الحقيقية، رأيتك تكتب في مناح كثيرة في النفط، وكان هاجساً يشغلك قبل ثلاثين عاماً، ثم في المجتمع فأنت مهتم بالمجتمع. واعتبر د. القحطاني ان هذه اللغة التي يقرؤها له ناصعة واضحة، فهو لا يقبل الحدود القاطعة، فهو يمزج بين علم السياسة والمجتمع، واعتبر علماء الاجتماع هم الذين جعلوا الثقافة تتبختر وتأخذ مكانها. د. الرميحي صاحب تجارب علمية كما اعتبرته د. ليلى زعزوع الأستاذة بجامعة الملك عبدالعزيز، فله تجارب علمية وثقافية وإعلامية في منطقة الخليج وتكريمه تكريم لأجيال في شخص واحد، فمن منا لا يذكر مجلة العربي التي رأس تحريرها سبعة عشر عاماً، إنه من الشخصيات الثقافية والأكاديمية المعروفة عربياً له العديد من المؤلفات في الاجتماع السياسي، كما أثنى د. سهيل قاضي مدير جامعة أم القرى الأسبق على مقالات د. الرميحي في مجلة العربي التي وصفها بالوزن الثقيل. وتقول خزيمة العطاس: لقد أتاحت لي قراءاتي المتواضعة التعرف على شخصيات أدبية وثقافية وفكرية واجتماعية داخل وخارج الوطن لثلة من الكتاب الذين تركوا بصمات واضحة في مسيرة الثقافة العربية بشتى ضروبها، وكان وما يزال الدكتور محمد الرميحي أحد أبرز هؤلاء الكتاب والمثقفين الذين وقفت كثيراً عند إنتاجهم الأدبي والاجتماعي لما فيه من نظرة فاحصة وعمق في التفكير ودراية موضوعية. وها هو اليوم يتبوأ الرميحي منصة التكريم بمنتدى الاثنينية الذي شهدت ساحاته تكريم الكثير من الرموز المحلية والإقليمية والدولية، فإن كرمته الاثنينية اليوم فقد كرمته في عام 1415- 1995م جائزة سلطان عويس الثقافية لدوره المعروف في نطاق الدراسات الإنسانية، كما كرمته أيضا مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والوطني في العلوم الاجتماعية عام 1400هجرية - 1980 ميلادية.. وهو ذات المجال الذي سكب فيه عصارة وثاقب بصيرته وتوجه بنيل الدكتوراه، كما ان اختيار مؤسسة الفكر العربي التي يقف على رأس هرمها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل له ليكون رئيساً لتحرير المجلة الوليدة (حوار العرب) يقف شاهداً على انه اختيار صادف أهله، فقط أطلب من الدكتور الرميحي ألا تكون المجلة المنتظرة صورة كربونية من المجلات التي ملأت الساحات، بصور الفاتنات، بل نريدها إضافة جديدة بكل ما تحمل هذه الكلمة من مفردات.. آمل ذلك.. الدكتور الرميحي من القلائل الذين تفرعت جوانب اهتماماتهم وأثروا الحياة بكل معطياتها فنراه يولي الفنون الجميلة اهتماماً خاصاً، فقد أصدر مجلة (الفنون) التي ربما تعد الوحيدة في عالم النشر العربي المختص بقطاع الفنون المختلفة ولهذا الدور المتميز فقد كرمته الحكومة الفرنسية بمنحه وسام الجمهورية للفنون والآداب بدرجة فارس عام 1424ه الموافق 2003م.. وإحساساً منه بأهمية الترجمة والدور الذي تلعبه في تلاقح الأفكار وتبادل المعارف ومواكبة المجريات الاجتماعية والسياسية والثقافية، فقد أفرد جانباً مهماً من حياته في ترجمة الكثير من النصوص والكتب التي كان لها الدور الكبير في نقل ثقافتنا للآخر والتعرف على ما لدى الآخر من أفكار وطروحات حول بيئتنا ومنطقتنا العربية على وجه الخصوص وهو السلاح الذي أرى أهميته القصوى في ظل التيارات الخاطئة التي ما زالت تكبل الفكر العربي والإسلامي بكثير من الضبابية والشكوك. هنيئاً لضيفنا هذا التكريم وهنيئاً للاثنينية التي ما فتئت تقدم لنا كل أسبوع شخصية مميزة ومتميزة. مختصر سيرة ذاتية المؤهلات: ولد سنة 1942م، الدكتور محمد غانم الرميحي هو أستاذ في علم الاجتماع السياسي، في جامعة الكويت. وقد قدم كتابات عديدة تتعلق بمواضيع علم الاجتماع السياسي، والتغيير السياسي في منطقة الخليج العربي بالإضافة إلى دراسات في التغيير الثقافي في العالم العربي، كما قام بنشر أكثر من عشرين كتاباً ومئتي مقالة عن تلك المواضيع. شغل منصب رئيس قسم ومساعد عميد كلية الآداب والتربية في جامعة الكويت. وكان أيضا رئيس تحرير مجلة (العربي) المشهورة لمدة سبعة عشر عاماً. وشغل منصب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، إضافة إلى ذلك قام بتأسيس وإدارة تحرير مطبوعات يومية وشهرية. كما عمل مستشاراً في عدة لجان تتعلق بالتعليم والمعلوماتية والثقافة والسياسة في دوائر الحكومة الكويتية وفي مؤسسات خاصة. المستوى العلمي إجازة دكتوراه في علم الاجتماع السياسي من جامعة درهام Durham University - إنجلترا (سنة 1973) . الخبرة العملية 2003م أستاذ في علم الاجتماع السياسي - قسم الاجتماع - جامعة الكويت. 1998م - 2002م أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت. 1982م - 1998م رئيس تحرير مجلة العربي - مجلة شهرية (يصدر عنها 250.000 نسخة توزع في العالم العربي) إلى جانب المطبوعات المنسوبة إليها كالكتاب العربي والعربي الصغير (مجلة للأطفال). 1973م - 1982م أستاذ في علم الاجتماع السياسي، ورئيس قسم علم الاجتماع ومساعد عميد في كلية الآداب والتربية، جامعة الكويت. كما نال العديد من الجوائز.