كثير من الشباب الذين يتصلون بأنساب أصيلة أو أسر عريقة تكون لديهم نزعة قوية ومفخرة كبيرة بأن الكمال والرفعة من صفاتهم كما أن ابن التاجر والموظف الكبير يظن نفس الظن وهذه خواطر وظنون سيئة.. فالفتى الحق لا يقول من كان أبي، وإنما يثبت وجوده في الحياة ويظهر نفسه.. وأغلب عظماء التاريخ لم يكونوا أهل نسب وحسب وإنما توصلوا الى هذه العظمة بما قدموه في الحياة من كفاح وصبر.. وشبابنا اليوم وأخص هنا من يفتخر بنفسه أو بأبيه أو بمركزه أنه مشتت فكره ونسي أن يبني نفسه بنفسه حتى يكون من الرجال العصاميين الذين تفاعلوا مع واقع الحياة ومشاقها ولكن الغريب في الأمر أننا نراهم يتقلدون أو يتصفون بأشياء غريبة تجعل الانسان في حيرة وذهول. وذلك لأنهم يقولون أننا أبناء أناس لهم مكانتهم في الحياة ويجب أن نعمل ما نريد لأننا أصحاب عظمة ونسب وحسب فعلينا أن نأخذ من كل صفة طرف.. فهل لدى هؤلاء الشباب عقول تجعلهم يدركون دورهم في الحياة لا سيما وهم أبناء أسر عريقة يستطيعون أن يعملوا كل شيء..؟ الاجابة على هذا السؤال لدى الشباب أنفسهم.. فالشباب لا يقاس بادعائه أو افتخاره أو بمركزه وإنما يقاس بما قدمه من عمل ومن مجهودات.. فيا شباب الافتخار يا شباب التقليد والخنفسة أما تخجلون على أنفسكم من هذا وتعلمون أنكم أبناء رجال شرفاء؟ وأن دوركم في الحياة ما زال شاغراً.. ما زال اسلامكم يدعوكم لتتمسكوا به وتحافظوا عليه من كل عدوكم أنتم وعروبتكم الأصيلة بحاجة اليكم فهي أشرف وأنبل عروبة: فأين واقعنا من ذلك؟ ان الافتخار والتقليد الأعمى والخنفسة من الرذائل وأعيب العيوب وهذا واقعنا اليوم وكفى بنا حسبا أن نعلم قول سيدنا علي كرم الله وجهه.. كن ابن من شئت واكتسب أدبا يغنيك محموده عن النسب إن الفتى من يقول ها أنا ذا