تدفقت على مدينة الخليل عصابات المستوطنين المشحونين برغبة انتقامية قوية بعد عمليتين نفذهما الفلسطينيون أدتا ،يوم الجمعة، إلى مصرع تسعة جنود صهاينة وثلاثة مستوطنين في الخليل التي أعادت القوات الإسرائيلية احتلالها يوم السبت. وفي ذات الوقت تواصلت الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية وشملت أمس قصف خان يونس. فقد قصفت المروحيات الإسرائيلية من طراز أباتشي فجر امس الاحد عددا من المنشآت المدنية في مدينة خان يونس مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل واشتعال النيران فيها. وقال مواطنون فلسطينيون إن الصواريخ «أحدثت أصوات انفجارات عالية هزت المدينة، فيما شوهدت ألسنة اللهب والدخان الأسود تتصاعد في المنطقة الشرقية منها». ونسبت الفضائية الفلسطينية إلى شهود عيان أن المروحيات الإسرائيلية أطلقت حوالي 12 صاروخا باتجاه المحول الكهربائي بالمدينة وورشتين للحدادة مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح طفيفة وإلحاق أضرار جسيمة بالمحال التجارية المجاورة فيما سقطت بعض الصواريخ بالقرب من كلية العلوم والتكنولوجيا دون ان تنفجر. وذكر عبدالكريم أبو صلاح عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن دائرة خان يونس لفرانس برس أن القصف «استهدف ورشتين مدنيتين تعودان للمواطن محمد خليل فرينة في مدخل بلدة بني سهيلة بخان يونس تستخدم للحدادة وأعمال الخراطة دمرتا بالكامل بفعل القصف واشتعلت فيهما النيران». وأضاف أبو صلاح الذي وصل إلى المكان المستهدف أن المروحيات الإسرائيلية «أطلقت اثني عشر صاروخا قبل أن تغادر الأجواء» واصفا ذلك «بالعدوان الهمجي على المنشآت المدنية». وأكد شهود أن الكهرباء انقطعت تماما عن معظم خان يونس وتحديدا في بلدة بني سهيلة «بسبب إصابة المحول الرئيسي للكهرباء الذي يغذي المنطقة بشظايا صاروخ». وقالت المصادر إن هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها قصف الورشة، حيث قامت مروحية إسرائيلية بإطلاق عدة قذائف باتجاهها قبل نحو ثلاثة أشهر. وادعت الإذاعة الإسرائيلية أن تلك الغارات استهدفت ورشا لإنتاج وسائل قتالية وقذائف الهاون وقذائف صاروخية من أنواع مختلفة بهدف استخدامها ضد إسرائيل. وفي الضفة الغربية هدم الجيش الإسرائيلي ليل السبت الاحد منازل خمسة ناشطين فلسطينيين هي: منزلا محمد ويوسف عطا الله فضلا عن منزل نبيل الصالحي في مخيم بلاطة للاجئين قرب نابلس كما هدم الجنود الإسرائيليون أيضا منزل ناشطين آخرين أحدهما حمد سدر العضو في حركة الجهاد الإسلامي الذي تلاحقه إسرائيل. وقد هدم أكثر من سبعين منزلا منذ مطلع شهر آب/اغسطس، ودانت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان هذه السياسة مشددة على أنها تندرج في إطار «العقاب الجماعي». من ناحية أخرى أصيب خمسة مواطنين فلسطينيين الليلة قبل الماضية برصاص قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة طولكرم. وذكرت مديرية الأمن العام الفلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي فتحت نيران أسلحتها الرشاشة تجاه سيارة مدنية يقودها مواطن فلسطيني قرب مستشفى الهلال الأحمر في طولكرم ما أدى إلى إصابته باليد والقدم وتم نقله إلى المستشفي لتلقي العلاج. كما أطلقت قوات الاحتلال نيران رشاشاتها باتجاه الفلسطينيين في منطقة ديوان الجلاد وسط المدينة ما أدى إلى إصابة أربعة منهم بجراح وتم نقلهم إلى المستشفي. وفي مدينة الخليل نجح المواطنون الفلسطينيون في التصدي للهجمات التي شنها المستعمرون اليهود عليهم مساء «السبت» حيث كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تقوم بحماية المستعمرين. وأشارت قناة فلسطين التليفزيونية الفضائية إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي سمحت بوصول آلاف من المستعمرين إلى مدينة الخليل حيث أشارت التقديرات إلى أن عدد الحافلات التى أقلت القادمين من خارج المدينة إليها تجاوز المائة حافلة. ومن جانبه اتهم المهندس مصطفى النتشة رئيس بلدية الخليل قوات الاحتلال الإسرائيلي بتصعيد الموقف في الخليل خاصة مع سماحها لهؤلاء المستعمرين المعروفين بجرائمهم وإرهابهم بالوصول إلى المدينة في الوقت الذى كانت تمنع فيه حركات السلام الإسرائيلية من الوصول إلى المدينة عندما كانت تحاول دعم العائلات الفلسطينية.