لقد تناول الكثير من الكتاب عبر هذه الصحيفة وغيرها العملية التربوية من جميع جوانبها إلا أن عملية إكساب الطالب مهارة اللغة العربية لم تعط حيزاً يتناسب مع أهمية هذه العملية ودورها. وفيما يتعلق بتعليم اللغة العربية فإن اللغة هي أداة المتعلم الأولى للتعبير عما يجيش في صدره من أحاسيس وأفكار، وهي وسيلته إلى إقناع الآخرين والتأثير فيهم، وهي عدته في مواجهة كثير من المواقف التي تتطلب الاستماع، أو الكلام أو القراءة أو الكتابة. وإذا ما أردنا أن نحقق هذه الوظائف الرئيسة للغة، فإن علينا أن نعمل على تعليمها تعليماً صحيحاً، وأولى وسائل تعليم اللغة تعليماً صحيحاً أن يستمع الطلاب إلى اللغة فيجيدوا الاستماع، وأن يتحدثوا اللغة فيجيدوا الحديث والتعبير، وأن يقرأوا اللغة فيجيدوا القراءة وأن يكتبوا اللغة فيجيدوا الكتابة دون خطأ.وهذه المهارات (الاستماع - المحادثة - القراءة - الكتابة) هي المهارات الأساسية التي يجب أن يحرص كل معلم للغة العربية على أن ينميها في أثناء تعليمه.ونحن نرى الطالب في وقتنا الحاضر يدرس اللغة العربية سنوات طويلة ورغم ذلك كله نراه أحياناً عاجزاً عن إقامة فقرة واحدة، أو التعبير عن أفكاره بلغة سليمة صحيحة خالية من اللجنة. ولعل هذا يعود إلي أسباب عدة منها تعلم اللغة العربية لا يقوم على طرائق ذات قواعد سليمة فالمعلم غالباً ما يحدث طلابه باللغة العامية. ولذلك فعلى المعلم أن يكون قدوة في حب اللغة وممارستها الممارسة المتقنة وأن يقدم للطلاب الأدب الرفيع المناسب لمستوياتهم وميولهم وأن يستخدم اللغة الفصحى والوسائل المعينة التي تعمل على زرع حب اللغة في قلوبهم، وعليه تقديم القواعد اللغوية في ظلال النصوص الفصيحة لا عن طريق الأمثلة المصطنعة ذلك أن هذه الأمثلة المصطنعة والتدريبات المتكلفة لا تعمل على تقويم اللسان ولا تساعد على الاستيعاب.كما أن على المعلم أن يحاول الربط بين علامات الإعراب والمعنى المتضمن في التركيب اللغوي بحيث يشعر الطالب أن الخطأ في الإعراب يترتب عليه خطأ في فهم المعنى. ولا ننسى أن نذكر بأن اللغة العربية لغة إعراب ولغة اشتقاق ومن هنا كان واجب المعلمين كبيراً في تمكين الطلاب من هذين الركنين من خلال ما يقدمونه من نصوص وتدريبات متنوعة، لأن اكتساب الطالب للغته العربية على قواعدها السليمة يجعله قادراً على استيعاب المعارف، وعلى التعامل مع أفراد مجتمعه وبخاصة المجتمع الإنساني تعاملاً حضارياً سلمياً ليس هذا فحسب، وإنما يجعله قادراً على فهم تراثه، والإفادة منه في حاضره ومستقبله. محمد بن شديّد البشري - مشرف لغة عربية/شرق الرياض