أنجزت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الإلكسو في العام الحالي سلسلة العربية لغتي للصف الأول من التعليم الأساسي في جزئيه الأول والثاني وللصفين الثاني والثالث من التعليم الأساسي كما أعدت دليل المعلم لمادة اللغة العربية ومصفوفة اللغة العربية من السنة الأولى حتى التاسعة من مرحلة التعليم الأساسي حسب بيان صادر عن مقر المنظمة في تونس أمس. وجاءت السلسلة في سياق تنفيذ مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة الذي يهدف إلى المحافظة على اللغة العربية ومعالجة مسائل التنمية البشرية ونشر اللغة العربية والرقي باستعمالها في المجتمع وفي المحافل الإقليمية والدولية ومواجهة تحديات مجتمع المعرفة المنشود. ولفت الدكتور محمد العزيز بن عاشور المدير العام للمنظمة في بيان الإلكسو إلى أن هذا العمل يأتي في إطار مشروع النهوض باللغة العربية لدخول مجتمع المعرفة كما برز في قرار القمة العربية التي عقدت في دمشق في آذار عام 2008 الذي تضمن الموافقة على مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة وأكدت عليه قمة الدوحة عام 2009. وركزت الأجزاء الأربعة من كتاب العربية لغتي على المهارات الأربع الاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة حيث اهتمت بالتهيئة اللغوية للاستماع بدءا بتدريس المحادثة التي تتحول إلى شكل من أشكال التعبير الشفوي واتجهت الأجزاء إلى تنمية المهارات اللغوية للمتعلم من خلال تمكينه من القراءة والفهم الصحيح مع التدرج فيهما وفقاً للنمو الذهني للمتعلم وكذلك التركيز على الفهم واستنتاج الأفكار الرئيسية والاستخدام السليم لقواعد اللغة العربية. كما أصدرت الإلكسو دراسة بعنوان أسباب ومسببات تدني مستوى تعليم اللغة العربية في الوطن العربي بينت أن اللغة العربية الفصيحة تشكو ضعفاً في الاستخدام على مستوى المكتوب والمسموع مع الإشارة إلى أن هذه الشكوى لا تخلو أحياناً من مبالغة تعوق البحث عن الحلول ومواجهة التحديات. وأشارت الدراسة إلى أن تعليم اللغة العربية بحاجة ماسة إلى جهود كبيرة ترفع من مستواه وتحقق جودته لتؤدي اللغة العربية دورها في الحفاظ على الهوية العربية ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الدول العربية والتوجه نحو مجتمع المعرفة. وأصدرت المنظمة هذا العام وثيقة السياسة اللغوية القومية للغة العربية التي نحت منحيين معنويين أولهما تدعيم اللغة العربية الفصيحة ورفع الإشكال عن الازدواج اللغوي والمنحى الثاني يتجاوز العموميات ليكشف عما يحدق بالعربية من أخطار ووضع آليات المواجهة وتحدياتها لتحصين اللغة العربية. أما الدراسة الأخيرة التي أصدرتها المنظمة فجاءت تحت عنوان التقانات الحديثة في تطوير اللغة العربية التي عنيت بالمصطلحات والترجمة الآلية والمهارات اللغوية والبحوث الدلالية وبنيت على هذه الدراسات خطة إعداد البرمجيات الخمس التي ستنجزها المنظمة بالتعاون مع مركز عربي مختص في هذا المجال.