إذا ما أراد الهلاليون تحقيق اللقب الآسيوي لسوبر آسيا للمرة الثالثة في تاريخ ناديهم فإن هذا الانجاز لن يتحقق سوى بالجهد والتضحية والإصرار جماهير ولاعبين ومسؤولين.. فالفريق الكوري من أفضل فرق القارة الآسيوية.. وقد كشف في لقاء الذهاب شيئاً من مستواه الكبير وكان بإمكانه كسب اللقاء بأكثر من ثلاثة اهداف نظيفة.. حيث سنحت للفريق اكثر من خمس فرص ذهبية وسهلة جداً لم يوفق لاعبوه في استثمارها.. فلا يجب ان ينسى الهلاليون وهم يتحدثون عن المستوى الجيد الذي قدموه انهم كانوا محظوظين جداً بخروج الفريق بهدف وحيد في شباكه، ومالم يقف الجميع صفاً واحداً في استاد الملك فهد الدولي الجمعة القادمة فان اللقب سيكون صعباً جداً وربما يكون بعيداً عن متناول الهلاليين. فبداية لابد ان تحضر الجماهير الهلالية بكثافتها المعهودة وان تدعم الفريق ولاعبيه الشباب في واحدة من اهم مبارياتهم واقواها.. فدور الجماهير الهلالية كما عرفناها وكما اكدته المباريات التاريخية المشهودة للزعيم في العديد من النهائيات دور رئيسي ومؤثر وحاسم.. فهدير الجماهير الهلالية ودعمها المتواصل لفريقها حول الخسارة امام جابيلو الياباني الى فوز كبير.. ومواقف الجماهير الزرقاء باتت مضرباً للمثل في المنطقة بأسرها وليس على المستوى المحلي.. ونحن نعلم معنى حضور أكثر من خمسين الف هلالي في درة الملاعب وتأثير ذلك على نجوم الزعيم.. فالمهمة الصعبة التي تنتظر الهلال في لقاء الجمعة تبدأ أولى خطوات انجازها من الجماهير وبأيديهم.. فكل مشجع هلالي يتحمل مسؤولية ضخمة في دفع فريقه نحو الكأس الاسيوي والهلال بالذات في هذه المباراة احوج ما يكون لوقفة جماهيره العريضة بعيداً عن امور اخرى فنجوم الزعيم اعتادوا التألق والإبداع وسط هدير جماهيرهم ومؤازرتهم الممتعة.. فمن يريد الاستمتاع بالانجاز ويرغب في اضافة الزعيم لبطولة جديدة ولخزينته المليئة بالكؤوس فعليه التوجه مساء الجمعة لدرة الملاعب وشخصياً لدي ثقة كبيرة ولا حدود لها بان نجوم الزعيم سيقدمون افضل ما لديهم متى حدث ذلك.. اما على الصعيد الفني فان الجهازين الفني والاداري مطالبان باستثمار امكانات كل اللاعبين الجاهزين للقاء.. فالكأس هي الهدف والغاية.. والحسابات والعقوبات والانظمة ليس مكانها الملاعب وانما خارج المستطيل الأخضر وبعيداً عن حرمان الفريق من افضل عناصره من اجل قناعات معينة. فالسيد ماتورانا مطالب باستخدام كل أسلحته الموجودة لتجاوز البطل الكوري.. والهلال لديه عناصر حتى في ظل غياب النجوم تستطيع ابقاء الفريق متزعماً لعرس الكرة الآسيوية.. لكن السيد ماتورانا يجب ان يعي خطورة بعض عناصر الفريق الكوري ويفرض عليها الرقابة المطلوبة كما فعل الكوريون مع نواف التمياط في لقاء الذهاب.. فالبرازيلي المحترف في صفوف سامسونج «ساندرو» يحتاج لمراقبة قوية وصارمة فهو مفتاح اللعب الهجومي للفريق.. ومعه اكثر من عنصر بحاجة لاهتمام خاص حتى لا ينسى ماتورانا ولاعبوه واجباتهم الدفاعية بحثا عن تعويض الهدف الكوري.. ولعل المدرب الهلالي السابق ايلي بلاتشي قد قدم للهلاليين الكيفية التي يمكن من خلالها تحقيق اللقب حين تقدم في ذهاب السوبرالاسيوي العام الماضي امام شيميزو الياباني ولعب بحذر شديد على ارضه وبين جماهيره ليخرج بالتعادل الذي منحه اللقب. وأنا هنا لا ادعو الى اللعب الدفاعي وانما الى احترام الخصم وتقدير قوته وايقاف مفاتيح لعبه لتحقيق الفوز المطلوب.. فالمهمة ليست سهلة والفريق الخصم قوي وخبير ويلعب خارج ارضه بشكل افضل من داخلها كما اكدت نتائجه في السنتين الاخيرتين.. اما الآراء التي تقلل من قيمة وأهمية الفريق الخصم فانها تسعى للإطاحة بالفريق الهلالي اكثر من اسهامها في خدمته وهذا ما يجب ان يعيه الهلاليون جيداً.. ** أما الدور الاداري فهو للأسف أضعف الأدوار التي قدمت خلال هذه الفترة.. ويبدو لي ان المهمة الآن على عاتق اللاعبين ومدربهم وادارة الكرة وجماهيرهم فقط وهؤلاء هم في الغالب سر انتصارات الزعيم واهم اسباب استمراره بطلاً في كل الظروف والاحوال.. لمسات ** أتمنى ان يثبت النجم الكبير والخلوق الكابتن نواف التمياط لمن اساءوا تقدير اهميته وقيمته مدى خطأهم الفادح.. وان يقود زملاءه الصغار نحو اللقب الآسيوي الكبير كما قادهم من قبل وليجعل الكرة في الملعب الآخر لتبقى رايته بيضاء كما هي دائماً. ** وجود الجمعان بجوار العلي في خط الهجوم الهلالي مطلب ملح جداً اما مشاركة الكاتو فيجب ان تدرس جيداً وفقاً لمستواه حتى لا يضيع السوبر كما اضاع البطولة العربية..! ** مامصير قاعدة الهلال الكروية ومن المسؤول عنها وما الخطوات التي ستتم لتصحيح وضعها؟! هذا ما يجب ان تعلنه الادارة الهلالية فوراً.. ولعل مبادرة سمو الأمير بندر بن محمد للاشراف عليها لقيت ترحيب الهلاليين جميعاً باستثناء قلة فهل هذا صحيح؟! ** في اول مقال كتبته بعد خروج منتخبنا من كأس العالم تحت عنوان «أنسوا المنتخب» قلت ان اسباب الاخفاق تعود للفوضى الفنية التي سادت مسابقات المواسم الماضية وطالبت بتصحيح وضع الدوري من خلال تخصيص مسابقة الأمير فيصل بن فهد لتحت «21» سنة أو «23» سنة والغاء المربع الذهبي مع بداية الدوري في نهاية شهر اغسطس ومنحها سبعة او ثمانية اشهر بدلاً من الضغط الرهيب الذي يحدث سنوياً.. وهذا ما حدث بالفعل فحولت كأس فيصل لتحت 23 سنة وتم تقديم بداية الدوري وبداية كأس الأمير فيصل بن فهد وكل ذلك لمصلحة الكرة السعودية! ** دائما تضع الصيف حجة وعائقاً يقف امام قصر الموسم وضغط المباريات.. وللمعلومية فان الهلال سيلعب في عز الصيف دون تأثير لذلك وفي كل موسم تلعب انديتنامشاركات خارجية في موسم الصيف بشكل اعتباري فهل يكون هذا كافياً لتحديد الموسم المقبل لما بعد الامتحانات بشهر مثلاً؟!