كشف أبوعبدالرحمن ابن عقيل الظاهري أن أتباع المذهب الحنبلي هم أكثر الناس بعدًا عن التشبيه والتجسيم لتمسكهم بما وصف الله سبحانه وتعالى به نفسه في كتابه الكريم وبما جاء به رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم في صحيح السنّة بعيدًا عن التأويل والاجتهاد خارج النص الظاهر. وقال في محاضرة له عن الرمخشري والمذهب الحنبلي: إن هناك من أتباع المذاهب الفقهية من لهم مذاهب في الاعتقاد تختلف عن مذاهب أئمة المذهب في الفقه مثلاً قد يكون هناك حنبليًا في الفقه لكنه أشعريًا ماترديًا في العقيدة مفنّدًا دعاوى الجهمية والباطنية بفرقهم المختلفة الذين عدّ أخطرهم الإسماعيلية والنصيرية والدروز والاثني عشرية وكذا أقوال أهل الاعتزال الذين عدّ الزمخشري منهم لكنه كان ذكيًا في طرحه للاعتزال في آرائه وغلاة الصوفية. وبيَّن أن أهل السنّة والجماعة كل إمام يكمل الآخر في جانب من جوانب الفقه الذي يحتاجه الناس، منتقدًا في الوقت ذاته بعض الأفكار المتعصبة ومنها موقف عبد الله بن أحمد بن حنبل من بعض المختلفين مع المذهب ومن شايعه في هذا الجانب وأن الحنابلة أكثر الناس تحرصًا حتَّى صار هناك عبارة لا تكن حنبليًا مع أنه ليس صحيحًا أن الحنابلة متزمتون فغيرهم أكثر منهم. وقال أبوعبدالرحمن: إن التكفير لا يثبت إلا بأحد أمرين حكم قضائي أو تلفظ صريح وهذا تكفير دنيوي لا يجوز أن نحكم على صاحبه أنه في الجنة أو النار. فهذه من أمور الآخرة ومردها إلى الله سبحانه وتعالى. ورد على أولئك الذين نفوا عن ربنا سبحانه وتعالى صفة العلم بالجزئيات وأنه أكبر من ذلك بما جاء عن نبينا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم أن ربنا جلّ وعلا يعلم دبيب النملة السوداء على الصخرة السوداء في الليلة الظلماء وأنه تعالى قد أوضح لنا في كتابه الكريم بقوله: {وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إلا يَعْلَمُهَا} وعلى ذلك فقول هؤلاء باطل ومردود عليهم. وتطرَّق إلى السلف الصالح وقال: إن المقصود بالسلف هم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين أسلموا وهاجروا قبل الفتح ومن جاء من بعدهم حتَّى من الصحابة إنما هم تابعون وهؤلاء السابقون هم الذين يجب أن نتتبع سيرهم ومواقفهم للأخذ بها. وتطرَّق في محاضرته إلى دعوة الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب وكيف أنها لم تأت بجديد غير دعوة الناس للعودة إلى أصول الدين الصحيح بعد أن كانت البدع والضلالات قد سادت فجدد بدعوته ما أضاعه الناس منطلقًا من كتاب الله وسنَّة نبيه محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وكانت المحاضرة التي دعي إليها الشيخ أبوعبدالرحمن في إطار أحديته التي تنعقد في منزله كل أسبوعين قد حملت عنوان الزمخشري والحنابلة وحضرها صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير وعدد كبير من المثقفين من أكاديميين وعلماء ومحبي الشيخ وبدأت الأمسية بتلاوة آي من الذكر الحكيم، ثمَّ ألقى أبوعبدالرحمن محاضرته تلاها مداخلات وأسئلة أجاب عنها الشيخ، ثمَّ ألقيت قصيدة ترحيبية بصاحب السمو الأمير سلطان بن محمد ومشاركته في هذه الأمسية الطيبة إلى جانب قصيدة تحدثت عن خصائص ومواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله-. وفي نهاية الأمسية تم تسليم صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد درعًا تذكاريًا من قبل الشيخ أبوعبدالرحمن، ثمَّ تناول الجميع طعام العشاء على مائدة أبوعبدالرحمن.